الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامريكان والاصرار على الخطأ

عزيز العراقي

2008 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


تقصد الامريكان في ارتكاب خطأ حل الجيش , وحرموا العراقيين من المؤسسة التي كان يمكن ان تلم شملهم , وتدفع عنهم حالة التمزق وتعيد بناء دولتهم , وتحميهم من سلسلة الجرائم البشعة التي لاتزال ترتكب بحقهم , وفي نفس الوقت كان يمكن ان يوفر للامريكان الكثير من الجهد والخسائر في محاربة " القاعدة " والسنة التكفيريين , ولم يكن يترك الباب مفتوحاً لنموالمليشيات والعصابات الشيعية . وقد ظن الامريكان انهم سينجحون في هذه الخطوة ويظمنوا استقرار هيمنتهم على العراق , الا ان تطور الاحداث اثبت خطل هذا التصور . واليوم سيتكرر نفس الخطل اذ استمر الامريكان في الاصرار على حرمان العراقيين من سيادتهم على بلدهم , او ثلم هذه السيادة من خلال عقد الاتفاقية الامنية .

لاشك ان الامريكان يستطيعوا ان يظمنوا وجودهم في العراق كصديق يرعى المصالح العراقية , والرعاية ستأخذ الوضع الخاص والمميز لمجمل التعامل العراقي مع الاسرة الدولية , اي تحقيق الافضلية عن طريق الاتفاقية التي تحدد انشطة التعاون الاخرى , وليس عن طريق الاتفاقية الامنية التي يجب ان تلبي السيادة العراقية , وتخرج العراق من البند السابع كمطلب عراقي جذري , وتطمين العراقيين بمختلف اتجاهاتهم – بل وحثهم – للالتفاف حول هذه السيادة التي ستساعد في هيكلة المشروع الوطني . والمشروع الوطني العراقي هو الذي لايريده الامريكان ان يتبلور ويتطور .

العراقيون يأملون ان لايستمر الامريكان في ارتكاب الخطأ , وقد لايدركون انهم لايمكن ان يحققوا انتصاراً على المشروع القومي الايراني في الساحة العراقية - والذي يكاد ان يفشل المشروع الامريكي في المنطقة – بدون الاعتماد على العراقيين . والعراقيون وحدهم من يستطيع ان يلحق الهزيمة بالمشروع الايراني . وما لم تلبى طموحات العراقيين في استنهاض مشروعهم الوطني , فلن تتوحد كلمتهم التي ستكون الحليف الحقيقي ولكن غير المرغوب به من قبل الامريكان - لانهم يريدون العراقيين اتباع وليس حلفاء - , وهي المعادلة التي يجب ان يدركها الامريكان .

العراقيون مطالبون اليوم بازالة التشويش والغشاوة عن نقاوة اهدافهم الوطنية , وضرورة الاتفاق على توحيد الاتجاه لكل الاطراف الوطنية لتقوية موقف المفاوض العراقي كما يحدده الحزب الشيوعي عن حق . وضرورة بناء الاتفاقية الامنية مع الامريكان على اساس وضوح خدمة المصلحة العراقية , وفصل هذه المصلحة عن رغبات النظام الايراني واستغلاله لغيرة العراقيين على سيادتهم الوطنية , وكشف مزايدات ادواته من بعض الاحزاب الشيعية , وما تبغيه من جعل الرفض الكامل للاتفاقيةعنوان للوطنية التي تتستر خلفه . وفي نفس الوقت فان العراقيين ليسوا مجبرين على توقيع اتفاقية بهذا الوزن لاتخدم مصلحتهم الوطنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا لم تتراجع شعبية ترامب رغم الإدانة؟| #أميركا_اليوم


.. 10 شهداء بينهم أطفال وعدد من الإصابات في قصف استهدف منطقة رم




.. بن غفير: الصفقة تعني التخلي عن تدمير حماس فإذا ذهب نتنياهو ب


.. تشويه لوحة فرنسية شهيرة بسبب التقاعس بمواجهة التغير المناخي




.. تظاهرة في مدينة بينغول التركية دعماً لفلسطين وغزة