الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة من صحافي مغربي إلى السفير الأميركي بالرباط: رجاءً، علموا بعض مواطنيكم قواعد الأخلاق

عبد الرحيم الوالي

2008 / 7 / 17
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


سعادة السفير،
تلقيت اليوم بواسطة بريدي الإلكتروني رسالة من المواطن الأميركي، السوري الأصل، المسمى عبد اللطيف المنير، و الذي يعمل مهندسا لشبكة الطرق لدى الحكومة الفيدرالية في بلادكم.
و مما جاء في هذه الرسالة ـ و الكلام لمواطنكم و موظف حكومتكم الفيدرالية ـ أنني لو لم أكن "صحافياً فاشلا لكنت محامياً فاشلاً"، و أن قدراتي الذهنية "متواضعة"، و ما إلى غير ذلك من عبارات السب و الشتيمة و الإهانة و التحقير. و السبب في كل هذا يعود إلى أنني طلبت، بكل أدب و احترام، من هذا الموظف الفيدرالي الأميركي أن يكف عن إمطار بريدي بالبريد المزعج (Spam)، مع إشعاره بأنني قد أكون مضطرا، في حالة تماديه في ذلك، إلى اتخاذ الإجراءات القانونية في حقه.
كما جاء في رسالة موظف حكومتكم الفيدرالية أنه يستطيع دفع التعويض عما قد يكون لحقني من ضرر، من باب "الصدقة"، دون حاجتي إلى اللجوء إلى القضاء في مواجهته.
سعادة السفير،
إن رسالة مواطنكم و موظف حكومتكم الفيدرالية ـ و علاوة على السب و الشتم و الإهانة في حقي شخصياً ـ تنطوي على استخفاف خطير بالقانون و سلطة القضاء سواء في الولايات المتحدة الأميركية أو المملكة المغربية. و ما ذلك سوى لأنه، من موقعه كمواطن أميركي و موظف لدى الحكومة الأميركية، يشعر أنه فوق كل متابعة أومساءلة، و أن بإمكانه أن يهين و يحقر كما يشاء مواطني البلدان الأخرى، و لا سيما مواطني ما يوصف بأنه "عالم ثالث" أو "عالم متخلف". و هو بذلك يعطي نموذجا في غاية السوء للمواطن الأميركي و للأخلاق و القيم الأميركية.
لقد عملت ـ و أنا الصحافي المغربي "الفاشل" ـ ثلاثة عشرة سنة في الإعلام المغربي، و ثلاث سنوات حتى الآن في الإعلام الدولي، و تُرجمت أعمالي إلى عدة لغات عالمية، و نشر بعضها في صحف و مواقع أميركية. كما أن عددا من أعمالي انصب، تحديداً، على العلاقات بين بلادكم و العالم العربي و الإسلامي. و كانت كلها دعوة إلى ترجيح القيم الإنسانية المشتركة بين الشعب الأميركي الصديق و الشعوب العربية و الإسلامية، تلك القيم التي جسدها كل من توماس جيفرسون، و جون آدمز، و بنيامين فرانكلين في إعلان بوسطن في 4 يوليو 1776، و السلطان المغربي محمد بن عبد الله عندما كان أول من يعترف باستقلال الولايات المتحدة الأميركية، و أول من يقدم الحماية للسفن الأميركية في البحر الأبيض المتوسط. و كنت في كل ذلك ـ و سأبقى ـ داعيا إلى إعادة بناء العلاقات بين بلادكم و العالم العربي و الإسلامي على أساس تلك القيم النبيلة، الداعية إلى السلم و التعايش و الحوار و نبذ العنف و التطرف و الإرهاب. و عبر كل هذا المسار الفكري و المهني المتواضع لم أتصور يوماً أن الجنسية الأميركية تجعل حاملها فوق سلطة القضاء و القانون، و تخول له إهانة الأفراد و الشعوب. كما أنني لم أتصور يوماً أن ارتفاع قيمة الدولار الأميركي، مقارنة بالدرهم المغربي، يخول لموظف لدى حكومتكم الفيدرالية أن يعتقد أن المغاربة شعب متسول في حاجة إلى "صدقاته".
سعادة السفير،
إنني على يقين تام من أن حكومة بلادكم، و الرأي العام الأميركي، و أنتم شخصياً، لا تقبلون أن تستغل الجنسية الأميركية، و الوظائف الحكومية في بلادكم، في الاعتداء على كرامة الناس و اعتبارهم الشخصي فقط لأنهم يطلبون عدم إمطار بريدهم الإلكتروني بالبريد المزعج من طرف شخص يحمل الجنسية الأميركية. و أنا واثق تماماً من أنكم ستمارسون سلطاتكم و صلاحياتكم كسفير للولايات المتحدة الأميركية لدى جلالة الملك، لردع هذه السلوكات و العمل على رد الاعتبار إلي و إلى الشعور العام للشعب المغربي حيال هذه الإهانة من طرف مواطنكم و موظفكم الفيدرالي المذكور.
و في انتظار ذلك أرجوكم أن تتفضلوا بقبول فائق التقدير و الاحترام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا قرر بوتين استبدال وزير الدفاع شويغو الآن؟


.. أية تبعات لتوقيف صحافيين في تونس؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. نتنياهو: عازمون على النصر وتحقيق أهدافه وعودة الرهائن إلى ال


.. أين سيلعب النجم الفرنسي مبابي الموسم المقبل ومن سيخلفه في هج




.. الأضواء القطبية : ظاهرة كونية تُبهر سكان الأرض.. فما سر ألوا