الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شخصيّات عبر التاريخ (بوريس باسترناك)

خيري حمدان

2008 / 7 / 18
الادب والفن


خلال عام 1958 قام الكثيرمن الكتّاب والشعراء والمفكّرين السوفييت برفع تقاريرهم للرفيق السكرتير الأول للحزب الشيوعي وزعيم البلاد خروتشوف، وذلك بخصوص رواية بوريس باسترناك الجديدة (دكتور جيفاكو). وقد أشارت تلك التقارير الى أنّ الرواية معادية للاتّحاد السوفييتي وقاموا باقتباس عشوائي لبعض المقاطع من تلك الرواية. عندها اجتمعت سكرتاريّة اتّحاد الكتّاب السوفييت واتّخذ قرار يقضي بفصل بوريس باسترناك من عضويّة الاتّحاد. ومن المعروف بأنّ باسترناك شارك في المؤتمر التأسيسي لاتّحاد الكتّاب السوفييت.

وبعد مضيّ ثلاثون عاماً من تلك الحادثة، اجتمعت سكرتاريّة الاتّحاد وبتاريخ التاسع عشر من شهر شباط عام 1988 لتعيد الاعتبار للكاتب والشاعر الكبير باسترناك.

كانت صالة المؤتمرات التي شهدت فصل الكاتب ملأى بجموع الكتّاب والمثقّفين. ويعتبر هذا الحدث سابقة في التاريخ السوفييتي المعاصر (بالرغم من سقوطه وتفكّكه في وقتٍ لاحق). كان الهدف من الاجتماع إعادة عضويّة الشاعر والكاتب الكبير باسترناك لاتّحاد الكتّاب بعد موته والعمل على نشر أدبه وتحويل منزله الى متحف يحمل اسمه، وذلك بعد الإجحاف الذي حلّ به. وقد أصبح من الواضح بأنّ الزعيم خروتشوف لم يقرأ تلك الرواية مدى حياته. وجاء القرار نتيجة للضغوط التي مارسها زملاء الشاعر لتنحيته عن مسرح الأدب والإبداع.

في تلك الفترة كتب ألبيركاميو قائلاً بأنّ رواية دكتور جيفاكو قصّة حبّ جميلة ولا تسيء للاتّحاد السوفييتي على الإطلاق.

الكثير منّا يذكر عمر الشريف وهو يلوّح بعصاه التي استخدمها حين لعب دور البطولة في الفيلم الذي حمل اسم الرواية. وقد أخرجت العديد من الأفلام التي استخدمت الرواية الشاعريّة (دكتور جيفاكو) لتخلّد هذا الكاتب والشاعر الروسي المبدع. وتعتبر خطوة إعادة عضويّة الكاتب لاتّحاد الكتاب خطوة إيجابية ستسجّل في تاريخ الاتّحاد السوفييتي الذي انقضى وزال. ويبقى الأدب روح الحضارة وانعكاس تطوّر الفكر الإنسانيّ على مرّ العصور.

وأتساءل بالطبع. هل كان من الضروريّ انتظار 30 عاماً حتى نعيد الاعتبار لشاعر أصبحت عظامه مكاحل؟ من الممكن شرح هذه القضيّة من منظور آخر، فالحسد والرغبة في إلغاء الآخر تبقى مسيطرة حتى الفناء. ويبدو بأنّ الإنسان يبقى كذلك أكثر تسامحاً مع الأدب الذي خلف صاحبه. فلا اعتراض ما دام الأديب أو الشاعر أصبح رفاتاً تحت التراب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكرين شوت | نزاع الأغاني التراثية والـAI.. من المصنفات الفني


.. تعمير - هل يمكن تحويل المنزل العادي إلى منزل ذكي؟ .. المعمار




.. تعمير - المعماري محمد كامل: يجب انتشار ثقافة البيوت المستدام


.. الجنازات في بيرو كأنها عرس... رقص وموسيقى وأجواء مليئة بالفر




.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا