الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة 14 تموز _دروس وعبر الحلقة الاولى

وصفي السامرائي

2008 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


بمناسبة الذكرى الخمسين لثورة 14 تموز يتبادر الى الذهن سؤال مشروع : هل ما جرى في ذلك اليوم ثورة ام انقلاب عسكري قامت به مجموعة من الضباط للاطاحة بنظام دستوري برلماني ؟ و ما جره على العراق من دوامة من الانقلابات اوصلت العراق الى ما هو عليه اليوم.
اعتقد ان ما جرى كان ثورة بمعناها الحقيقي للاسباب الاتية :
اولا : ان النظام الملكي وان كان نيابيا بنظر البعض الا ان هذه البيابة كانت شكلية اذ ان الانتخابات غالبا ما كانت تزور لمصلحة الانجليز و اعوانهم من اقطاعيين و برجوازيين طفيليين .
ثانيا : خروج الجماهير الغفيرة الى الشوارع لمساندة الثورة بمجرد سماعها النبا معلنة تاييدها للثورة الى الحد الذي دفعها الى حمل السلاح لحمايتها من الدسائس و المؤمارات الاجنبية.
ثالثا : على الرغم من ان التغيير كان على يد الضباط الاحرار ,الا ان هؤلاء الضباط ينتمون الى طبقات المجتمع الفقيرة من عمال وفلاحين, مع وجوجد تنسيق كامل بينها وبين الاحزاب السياسية المعارضة للنظام سرية كانت ام علبية . و التي تحالفت في جبهة عريضة بغرض توحيد جهودها لاسقاط النظام.
اسباب الثورة
1_ الاسباب الداخلية :
كانت الحياة السياسية مشوهة بسبب انعدام الديمقراطية فالانتخابات كانت مزورة كما اسلفنا ,وقد اشار نوري السعيد صراحة الى هذه الحقيقة في عام 1942 عندما جوبه بمعارضة مصطنعة داخل مجلس النواب بوحي من الوصي عبد الاله حيث قال : .
و قد ظل مجلس النواب منذ تاسيسه سنة 1925 حتى 14 تموز 1958 يمثل طبقتي الاقطاع والبرجوازية و لم يدخله احد من طبقتي العمال والفلاحين رغم انهم كانوا يشكلون الغالبية العظمى من المواطنين.
هذا بالاضافة الى القمع و الاضطهاد الذي كانت تمارسهما السلطة ضد معارضيها , و للايغال بهذا القمع فقد اهتمت اهتماما بالغا باجهزة الشرطة و انشات جهازا من الشرطة السرية واجبها نقل اخبار المواطنين اليها.
اما الوضع الاقتصادي فقد كان طابعه العام انعدام التخطيط و اطلاق العنان لحرية الاستغلال الداخلي و الخارجي , كما كتن الاقتصاد العراقي تابعا تبعية كاملة للاقتصاد الراسمالي.
كان الاقتصاد غاية بالتخلف بسبب اهمال كل القطاعات الانتاجية من صناعة وغيرها بحجة اك العراق بلد زراعي.و حتى الزراعة كانت مهملة بيبب سيادة وسائل الانتاج المتخلفة و امتلاك حفنة قليلة من الاقطاعيين على معظم الاراضي الصالحة للزراعة بينما كانت معظم الجماهير الفلاحية محرومة من امتلاك اية قطعة ارض زراعية.
باهيك عن الثروة النفطية المنهوبة من قبل شركات النفط الاحتكارية بسبب الضروف غير الطبيعية التي وقعت فيها عقود النفط مما ساهم بافقار الغالبية العظمى من المواطنين.



اما الاوضاع الاجتماعية فقد كانت هي الاخرى سيئة للعاية وفنسبة الوفيات كانت عالية بسبب قلة المستشفيات و الاطباء مع انتشار الامراض الوافدة و المتوطنة هذا بالاضافة الى انتشار الجهل و الامية.
الاسباب العربية و الدولية :
كانت المنطقة تعيش حالة من الغليان , تحت تاثير العوامل الدولية , بسبب الصراع المرير بين القوى التقدمية بجناحيها اليساري و القومي و بين القوى الرجعية ممثلة بالانظمة والطبقات المستفيدة من سياساتها.

فقد كانت الافكار اليسارية في حالة نمو واسع تحت تاثير ثورة اكتوبر و ما قامت به من مساندة لحركات التحرر . اما الافكار القومية فقد نمت نتيجة انتصار ثورة يوليو في مصر سنة 1952.
وكان لنكبة فلسطين الاثر الكبير في زيادة التذمر في اوساط الجيش للاحساس بالمهانة نتيجة للهزيمة المنكرة للجيوش العربية في حرب 1948.
اما الاسباب الدولية فتتمثل في سياسة النظام في سعييه لربط العراق بسياسة الاحلاف الاستعمارية بالضد من مصالح الشعب .
اما قرار رئيس وزراء ايران الدكتور مصدق القاضي بتاميم شركة النفط الايرانية في اذار 1951 ,التي تملكها المصالح البريطانية , فقد احدث ردة فعل قوية في الشارع العراقي وقد اخذت الاحزاب العراقية تطالب بذات الاجراء .
وقد ادى التقارب الكبير بين المعسكر الاشتراكي و بعض الدول العربية الى حدوث تقارب كبير بين الحزب الشيوعي العراقي وبقية احزاب المعارضة حيث ازال الحواجز بينهما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح