اعادت جريدة هولاند تلغراف نشر هذا المقال

 يحاول الرئيس الامريكي طمأنة شعبة وتهدئة روعهم جراء فشل سياسته في العراق .

 للصحفي والكاتب  مارك شافينز

 واشنطن ، 29 اكتوبر / تشرين الثاني  بعد يومين من حمام الدم  الذي قامت به القوات الامريكية في العراق  قرر الرئيس الامريكي تهدئة الامريكيين وشعوب العالم ...."  سنصمد في العراق ...سننهي عملنا  ولن ننسحب ..." هكذا اكد الرئيس بوش معلنا في اول مؤتمراته الصحفية بعد صمت طال ثلاثة اشهر من الصمت .

بعد ساعات قليلة من هذا المؤتمر    كان ( فلاينت ليفيرت ) يصعد  الى منصة احد الفنادق الراقية في واشنطن  ،هذا الموظف (صاحب الخبرة  الجيدة ) كان احد مشتشاري  الحملة الانتخابية لحملة الرئيس بوش في عام2000 وكان مختصا في الامور السياسية الخاصة بالشرق الاوسط  الى نهاية الخريف الماضي .

ليفيرت هذا الذي عمل سابقا  في مكافحة الارهاب  وتحليل  الاوضاع السياسية   داخل مؤسسة السي اي ايه  قدم استقالته " لان هذه الحكومة لاتملك  اي مشروع سياسي ولايملكون اية استراتيجية  للتعامل مع منطقة  حيوية مثل منطقة الشرق الاوسط ." وهو اطلق  على الوضع في العراق  صفة ( المستنقع الذي صنعناه بانفسنا )ويعطي  للاخرين فكرة ان الامريكان مستعمرين انذال ويضعف بنفس الوقت حرب امريكا  المقدسة ضد الارهاب .

 اثناء اجتماع خاص بين  ديمقراطيين واعضاء من الحزب الجمهوري ممن اصيبوا بالاحباط  جراء سياسة بلدهم في العراق والشرق الاوسط  وتحت عنوان (استراتيجية جديدة  للسلام والامن ) تحدث ليفيرت قائلا " ان سياسة  الحكومة في الشرق الاوسط  ستخلف  وراءها  جرحا متقيحا  اذا ما فشلت في ارساء  اتفاق للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين "  وعدم التخلص من مشكلة العراق لن يساعدنا في حل مشاكل الشرق الاوسط   وسيصعب علينا حل هذه المشاكل    حسب ليفيرت .

 وبينما يحمل بوش اتباع صدام وقوى خارجية  المسؤولية  في اندلاع العنف في العراق عامة وبغداد خاصة  نجحت هذه القوى في ايذاء القوات الامريكية بشكل كبير  طلب ( ساندي بيركر ) آخر مستشاري الرئيس كلنتون للامن القومي من الرئيس بوش " ان يفك  الشعب الامريكي من   سلاسل الشعوذة التي يقوم بها  ويجب  عليه ان يعرف انه في حرب مع المقاومة والفدائيين ".

رتشارد هولبروك السفير السابق للولايات المتحدة  في الامم المتحدة  واكثر الاسماء التي طرحت لتولي مهام وزراة الخارجية  في وقت تولي الديموقراطيين  الحكم كان اكثر جرأة من سابقه  حيث قال  " نحن في حالة حرب في العراق  لماذا لا يقول الديموقراطيين هذا ؟ كل جندي يعرف هذا الشيئ"

 الرئيس بوش  اكد  في حديقة الزهور في البيت الابيض  وكان صباحا داميا في بغداد ولاكثر  من 13 مرة ان ( العراق  مكان خطر ) .وفي مكان آخر من البيت الابيض  وبعد وقت قليل  اخبر بوش تجمعا من الصحفيين ووكالات الانباء " انه سيربح الانتخابات التي ستجري في نهاية هذا العام بسبب نجاح سياستي الخارجية .. والعالم اصبح اكثر امانا  تحت قيادتي  له ....!"  و بعد قليل حينما  حينما كان متوجها لقضاء عطله نهاية الاسبوع في احد المنتجعات  كان يقول للصحفيين انه قرر  القتال  من اجل ضمان الامن للشعب الامريكي .

في الكونغرس  يدور جدل يصل في بعض الاحيان الى العنف بين الجمهوريين حول مخاطر  بقاء القوات الامريكية في العراق  خاصة بعد ان تعدى رقم خسائر الجيش الامريكي في العراق بعد الاعلان رسميا عن انتهاء العمليات  بكثير الارقام المعلنة رسميا لخسائر هذا الجيش في عملية حرية العراق .

 ترجمه عن جريدة داخ بلاد  الهولندية

مظفر الخميسي

25-1-2004