الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسرائيل تنتصر لقتلاها !

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2008 / 7 / 19
الارهاب, الحرب والسلام


ضمن صفقة تبادل الاسرى ما بين اسرائيل وحزب الله اللبناني فقد بكت هذا اليوم دولة اليهود عودة جثث الجنديين الاسرائيليين ( الداد ريغيف وأودي غولدفاسير ) على الرغم من ان الصفقة جاءت لصالح حزب الله فقد بادل خمسة اسرى احياء تحتجزهم اسرائيل وتعتبرهم من المهمين لديها مقابل جثث الجنديين ، وكانت الحكومة الاسرائيلي غير موافقة على هذه العملية الغير متكافئة إلا ان الشعب الاسرائيلي واقلام الصحافة الاسرائيلية وقفت جميعها بجانب ذوي القتلى الذين يحتجزهم حزب الله وهم عبارة عن جثث !

وهنا لا بد لنا ان نسجل احترامنا الحقيقي لموقف الحكومة الاسرائيلية التي دفعت الثمن غالياً مقابل اعادة جنودها وانصياعها لما اراد حزب الله من اسرى ! لترضي ذوي القتلى باعادتهم ولتلبي رغبة شعبها اليهودي الذي اراد عودة جثث ابناءه بأي ثمن كان ، وقد ادى ضعف دولة اسرائيل الشديد لدرجة اضطرارها على المصادقة مرتين على الصفقة المذكورة ! وتم استلام الجثث ودموع الاسرائيليين تسبقها ! والتشديد على مراعات تعويض ذوي القتلى ايما تعويض !

وبالمقابل احتفل حزب الله بهذا الانتصار الكبير في هذه الصفقة التي حررت الاسرى اللبنانيين الخمسة ، ومنذ الصباح الباكر وحتى مساء اليوم تنقل الفضائيات العربية التسليم والاستلام للاسرى وكأنهم انتصروا اليوم على هذه الدولة التي لم ينتصروا عليها يوماً منذ ستين عاماً ! يا لبؤس العرب الذين طبلوا لانتصاراتهم الوهمية التي تفتعلها لهم الفضائيات العربية والحكومات العربية التي تربطها علاقات حميمية مع اسرائيل !

اليوم فقط انتصرت اسرائيل على العرب بكشفها لرخصهم ومذلتهم ، انتصرت اسرائيل لانسانها الذي لا يساويه الانسان العربي بشيء على الاطلاق ، لقد برهن هذا الكيان السالب لارض فلسطين ومناطق عربية اخرى انه اكثر رحمة وانسانية على ابناء شعبه !

وقد برهن العرب والمسلمين بانهم اعداء للانسانية والدين والعرف باسرهم لجثث الجنود الاثنين فقط ! بينما تمتلىء دول مثل العراق وفلسطين ولبنان والصومان بآلاف الجثث يومياً ولم نسمع ان حكومة ما من حكومات هذه الدول قد بادرت الى دفن هذه الجثث على نفقتها الخاصة ، كان نظام صدام حسين على سبيل المثال لا الحصر ينفذ عمليات اعدام جماعية بالعراقيين السياسيين والعسكريين الذين امتنعوا من الذهاب الى الحرب ويبعث على ذويهم ليأخذ ثمن رصاصات الاعدام !

اما اليوم ففي العراق الكارثة اكبر وافضع فقد وصل رمي الجثث المغدورة في شوراع بغداد على مدى السنوات التي مضت ولم تأت الحكومة او الاحزاب التي تقيم داخل المنطقة الخضراء لانتشالها من شوارع بغداد ومن ثم دفنها ! وقفت عاجزة امام جثث العراقيين القتلى والذين تجاوز عددهم مئات اللآلاف ولم تحرك الفضائيات العربية ساكناً من اجل الانسان والانسانية جمعاء لا بل تشفت قنوات كثيرة بقتل اهلنا في العراق واظهار جثثهم عبر تلك الفضائيات وهي عرضة للكلاب السائبة والحيوانات الاخرى ! فلماذا تحتفلون اليوم بهذه الصفقة الغير متكافئة وغير منصفة للطرف الاسرائيلي حتى وان كان عدواً !

حكومات العرب والمسلمين لا تحترم الانسان ولا تعطيه حقوقه فكيف بها ان تحترم موتاها ! بينما اسرائيل عدونا الاول احترمت قتلاها والدموع تسيل ، ينبغي على العرب ان يخجلوا قليلاً ، وكذلك حزب الله الذي يعتبر نفسه حزباً دينياً مقاوماً ان يعيد حساباته جيداً من أجل كرامته على اقل تقدير !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل