الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أميركا : الغائب الحاضر ...

محمد كليبي

2008 / 7 / 18
العولمة وتطورات العالم المعاصر


أعتقد جازما أن الولايات المتحدة الأميركية , باعتبارها القوة العظمى الوحيدة في العالم , متواجدة دائما وأبدا في جميع أحداث العالم , الأحداث الكبيرة والاحداث الصغيرة على السواء , وأنها تقف دائما وأبدا خلف الأحداث , اما بالافتعال الابتدائي للحدث واما بالتأثير على اتجاهه ونتائجه في حالة حدوثه خارج اطار ارادتها . وان تأثيرها على الأحداث لا بد وأن يصب في مصلحتها الاستراتيجية العليا . وان لم يكن كذلك فلا بد من العمل على افشال ذلك الحدث وتخريبه , بحيث - على الأقل - لا يحدث ضررا على مصالحها الاستراتيجية تلك . ومن هذا المنطلق , فانني اعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية كانت الغائب الحاضر الأبرز في " مهرجان " الاتحاد من أجل المتوسط الذي احتفت به العاصمة الفرنسية " باريس " مؤخرا . وأنه لولا مباركة الولايات المتحدة لهذا " المهرجان " الاقليعالمي لما تم أصلا . وبالتالي فان هنالك اتفاقا وتعاونا وتنسيقا كاملا وتاما وشاملا بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ممثلا في فرنسا ساركوزي حول اقامة هذا الاتحاد وحول طبيعته وأهدافه وغاياته . ولعل الهدف الاستراتيجي الأميركي الأوروبي المشترك من هذا الاتحاد هو مواجهة الزحف الصيني على افريقيا وآسيا . بالاضافة طبعا الى الأهداف الأوروبية الخاصة والمتعلقة بمحاصرة الهجرة والارهاب القادمين من افريقيا وآسيا ( الهجرة الافريقية والارهاب الاسلامي ) .

ومن هذا المنطلق أيضا فانني - خلافا لأغلب الآراء العربية المطروحة التي تقول بأن ساركوزي يسعى لايجاد دور فرنسي جديد قديم في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وعلى حساب الدور الاميركي في المنطقة - أعتقد بوجود تنسيق كامل واتفاق شامل بين الادارتين الأميركية والفرنسية على الدور الفرنسي - والأوروبي عموما - في المنطقة , وهو الدور المكمل والمساعد للدورالأميركي الذي سيظل هو الدور الأقوى والأبرز في أحداث المنطقة والعالم . بمعنى أن الطرفين متفقان على توزيع الأدوار بينهما .

# سوريا - لبنان

لعل الرئيس السوري / بشار الاسد كان الحاضر الأبرز بين القادة العرب . بينما كان الغائب الأبرز هو القذافي الذي أتفق مع تفسير الصحافي الكبير / عادل درويش لغيابه , بقوله : ان هذا الغياب للقذافي يرجع الى عقدة " خالف تعرف " ؟؟

بينما يعود بروز الحضور السوري في المؤتمر الى عدة أسباب منها : العزلة الدولية للنظام السوري الذي يمثل له هذا المؤتمر باب نجاة لفك ذلك الحصار الدولي . ثم الدور المشبوه لذلك النظام في الشرق الاوسط من حيث دعمه للتنظيمات الارهابية في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية . ثم تحالفه المكروه عربيا ودوليا مع نظام الملالي في ايران . وأخيرا وليس آخرا الوضع اللاانساني للشعب السوري الذي يعاني من الاستبداد والظلم من قبل ذلك النظام الدكتاتوري , والذي دفع عديد الاطراف الدولية - حكومات ومنظمات - لابداء اعتراضها وتنديدها لدعوة الاسد الى هذا المؤتمر باعتبار النظام السوري نظاما منتهكا لحقوق الانسان . ولان كل ذلك صحيح - من وجهة نظرنا - فاننا نطرح السؤال التالي : ماذا يريد ساركوزي وأوروبا وأميركا من الاسد ؟ وماذا يريد الأسد من الاتحاد الجديد ؟ يكفي الاجابة على الشق الثاني من السؤال لاعطاء صوة كاملة وواضحة عن شقي السؤال . النظام السوري مستعد لتقديم أي تنازلات مقابل عودته للسيطرة على لبنان . فما يهم النظام السوري - ذو العقلية الانتقامية - هو عودته الى لبنان الذي طرد منه عام 2005 وبالقوة الأممية واللبنانية معا . لذلك فهذا النظام على استعداد للتفاوض ومن ثم الاتفاق والتطبيع مع اسرائيل . على استعداد لفك ارتباطه مع ايران . على استعداد للتخلي عن التنظيمات الارهابية . كل ذلك مقابل " صفقة " تعيده الى لبنان ,وتلغي المحاكمة الدولية في قضية اغتيال رفيق الحريري , التي تهدد بضلوع النظام السوري فيها .

# هل انتصر حزب الله ؟

تبادل حزب الله اللبناني / الايراني الاسرى مع اسرائيل . فقدم الحزب الى اسرائيل جثمانين لاثنين من الجنود الاسرائيليين . فيما قدمت اسرائيل الى الحزب جثامين لعدد ( 199 ) من لبناني وفلسطيني وعربي بالاضافة الى عدد ( 5 ) أسرى لبنانيون احياء .

وهنا نسأل : من المنتصر في هذه القضية , اسرائيل أم حزب الله ؟؟

أعتقد - وعلى خلاف المفهوم العربي لهذا التبادل - أن اسرائيل هي المنتصرة . لماذا ؟

لانه , اذا كان جثمانين اثنين لجنديين اسرائيليين يساوي (5 ) أسرى أحياء + ( 199 ) جثمان من العرب , فان جثمان الانسان الاسرائيلي الواحد يساوي ( 2,5 ) أحياء + ( 99,5 ) جثمان عربي . وبالتالي فكم سيساوي الانسان الاسرائيلي الحي من العرب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا هو الانتصار الحقيقي لاسرائيل . اسرائيل تؤكد للعرب قيمة الانسان الاسرائيلي .

# كاتب علماني يمني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس