الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتفاقات خارجية تعويض فاشل عن انقسامات داخلية

عبد العالي الحراك

2008 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



لم يفلح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي , في احتواء تناقضاته الذاتية الحادة , بين تراثه الفكري والسياسي المذهبي و الطائفي وتصريحاته الوطنية, لأغراض الحكم والسلطة واغرآتها. فقد تجاوز سقف المسؤؤلية الحزبية في ليلة وضحاها عندما اطاح برئيس حزبه ابراهيم الجعفري ,واضطره لتشكيل تنظيم جديد اسماه (الاصلاح الوطني) , وهو ايضا لأسباب اللهاث على الحكم والسلطة. كذلك استمراره بالكلام عن المصالحة الوطنية, وليس الوحدة الوطنية , وكم فشلت مؤتمرات , وأجلت مؤتمرات , واستعيض عنها بمؤتمرات لشيوخ القبائل والعشائر , وهو يعتقد بأنها ذخيرته وزاده المتبقي , كما كان يفعل صدام , الذي كلما اشتدت عليه ازمة , دعى شيوخ العشائر, يهددهم من جانب , ويغريهم بالمال من جانب اخر, للوقوف الى جانبه , كلما دعى الداعي وكلما اشتدت المصاعب . اما حملاته العسكرية ضد (بعض الخارجين عن القانون) فهي تسير في نفس الاطار والهدف السلطوي اللعين . وفي النتيجة النهائية , ما زالت الطائفية تعبث بالعراق, وما زالت المؤتمرات والحملات والتحالفات , تسير وفق برامج حكومية , هدفها تثبيت السلطة واستمرارالتمتع بعطاياها ومغرياتها . وفي الجانب الاخر تنشط الحكومة نشاطا محموما في سبيل عقد اتفاقيات , مع دول الجوار الطامعة بالعراق والمهددة لأمنه كايران وتركيا , اللتان تستفيدان من العراق فوائد ما لم تحلما بها من قبل , وتضران بالعراق ما لا يحلم به عراقي نبيل. فالاتفاقية الستراتيجية مع ايران , ضمنت لها , ان لا توقع الحكومة العراقية اية اتفاقية مع امريكا , تسبب ضررا لها على المدى القريب او البعيد, وان لا تصرح الحكومة العراقية , بان ايران تتدخل في شؤؤن العراق , ولا تهدد بوجود وثائق ومستمسكات تؤيد ذلك. وليستمرالغطاء الاقتصادي الايراني للسوق العراقي , بما هب ودب من سيء المنتجات الصناعية والزراعية على حساب تدهور الاقتصاد العراقي في جانبه الزراعي والصناعي والتجاري. اما الاحتياجات العراقية الاخرى التي تخص الشعب مباشرة , فلم تلمسها يد عراقي , كالكهرباء مثلا. ومع الجانب التركي , اقرت الحكومة العراقية بحق تركيا في دخول الاراضي العراقية وتهديدها بالضرب العسكري, متى ما شاءت لملاحقة حزب العمال الكردستاني التركي , والارتقاء بمستوى التبادل التجاري الى اعلى مستوياته , لصالح تركيا . اما موضوع المياه , فسيبحث خلال الخمسة سنوات القادمة , الى ان تستكمل تركيا سدودها ومشاريعها الاروائية , التي سوف لن تبقى بعدها للعراق قطرة ماء اضافية. اذن العراق هو الخاسر في هذه الاتفاقيات , وقد تكون اتفاقيات تمهيدية لأتفاقية امريكية عراقية اشد واخطر . في وقت لم يكتسب العراق بعد, مقوماته الوطنية والسيادية والمدنية , وموقعه السياسي والاقتصادي بين دول المنطقة والعالم. فعلى حساب الوحدة الوطنية والمصالحة الوطنية , تعقد الحكومة اتفاقيات شبه سرية ومفاجئة , وكأن البرلمان في وادي والحكومة في وادي. ولا يعرف احد من المسؤؤل ومن يحدد المسؤؤلية. على القوى الوطنية ان تفك ارتباطها بالعملية السياسية وتعمل سوية في سبيل فضح الممارسات السلبية , التي تقوم بها حكومة احزاب الاسلام السياسي والقوى القومية الكردية , لان كل طرف منها انما يبحث عن مصالحه, ضاربا مصالح الشعب والوطن عرض الحائط. ما تقوم به الحكومة بسبب ضعفها وقصر نظرها , يصب في مصلحة ذوي النوايا الطامعة ,من دول الجوارعلى حساب الكرامة والمصالح الوطنية.
عبد العالي الحراك 16-7-2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل كان حزب الله يخطط لتكرار -السابع من أكتوبر- على الحدود ال


.. اللبنانيون يهرعون إلى المستشفيات للتبرع بالدم بعد القصف الإس




.. عاجل| حزب الله: ننعى القائد الجهادي الكبير إبراهيم عقيل


.. حرائق في الجولان المحتل بعد إطلاق صواريخ من لبنان




.. تحقيقات جارية فى 4 دول والكل يتبرأ من تورطه في -هجوم البيجر-