الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتفاقية العراقية الامريكية.. مرحلة الغموض والتغير

عمران العبيدي

2008 / 7 / 19
السياسة والعلاقات الدولية


هل اصبحت الاتفاقية التي كان من المقرر توقيعها بين العراق والولايات المتحدة نهاية تموز الحالي في خبر كان بعد ان دخلت مرحلتها الحرجة واصبح الغموض هو الاطار العام الذي يغلف مباحثات هذه الاتفاقية ؟ . والغموض الذي يكتنفها لايفرق عن الغموض في بقية القضايا الساخنة على الساحة السياسية العراقية خصوصا تلك القضايا التي تصطدم بحالتين اولهما عامل الزمن وثانيهما عامل السرية في المباحثات.
ليست المرة الاولى التي يضع الساسة العراقيون فيها انفسهم في مطب عامل الزمن الحرج وليست المرة الاولى ايضا التي يكون فيها عامل السرية هو الغالب على عامل الشفافية مما يزيد من سلة التوقعات لما آلت اليه الامور خصوصا بعد ان تسمع سيلا من التصريحات المتناقضة في داخل اروقة السياسيين العراقيين، ففي الوقت الذي يكون هناك تفاؤل في وصول المباحثات الى نهايتها والانتهاء من مناقشة اكثر النقاط، هناك من يأتيك بخبر وصولها الى طريق مسدود او انها تبدلت من اتفاقية بعيدة المدى الى اتفاقية قصيرة المدى او انها بدل ان تكون اتفاقية ستراتيجية ستكون مذكرة تفاهم ، ولاتستغرب تصريحات امريكية بتحويلها الى الادارة الامريكية القادمة.
الوقت المتبقي لن يكفي على مايبدو ونحن نرصد حلقة التصريحات المتناقضة التي تنبعث منها رائحة الاستحالة في الوصول الى اتفاق قريب مما زاد من نسبة طرح البدائل على السنة المتحدثين، واذا استثنينا احاديث وتصريحات بعض البرلمانيين والتي هي عبارة عن توقعات شخصية مبنية على بعض التسريبات التي يحصلون عليها بصفتهم الشخصية من كتلهم ووفقا لقربهم من الفريق المفاوض فأننا لايمكن ان ننظر بنفس القدر الى تناقض تصريحات اشخاص هم في صلب الفريق المفاوض او من هم قريبين من حلقة الحكومة ، تلك التصريحات التي تؤكد وجود صعوبات لم يتم تذليلها، بل انها وصلت الى طريق مسدود رغم بعض التفاؤل الحذر الذي يصدر من هنا وهناك بهذا الاتجاه.
وسط كل ذلك نتفاجأ بطرح الطلب العراقي بجدولة انسحاب القوات الامريكية من العراق في الوقت الحرج مما زاد الامور صعوبة حيث استحالة انجازها في الوقت المحدد لها.
هذه ليست المرة الاولى التي نتعامل بها مع القضايا الحساسة بهذه الطريقة حينما نضعها في اطار الكتمان القاتل بحيث لايمكن معرفة نقاط الخلاف في المفاوضات او نقاط الالتقاء ولاندري حقيقة سببا لذلك الكتمان والاقتصار على التصريحات الهلامية ،هل هو لتأجيل الصدام للحظة الاخيرة كما تعودنا دائما ؟ ام هو اسلوب لعدم اتاحة الفرصة لمن يتصيد بالماء العكر للنيل من الاتفاقية ؟ فنحن تعودنا ان بعض الشخصيات لايعجبها العجب في اي شيء عندما لايكونون طرفا فيه.
وبعيدا عن كل ذلك فأن المؤشرات تؤكد ان سياسة الكتمان والغموض سببها هو عدم وضوح الرؤيا وان المفاوضات لم تتوصل الى حلول للقضايا المهمة وان طريق المفاوضات صعب جدا ولكن بعض الامل الموجود في النفوس هو الذي يجعل من تلك السياسة هي الكفة الراجحة انتظارا للحظات المفاجئة التي قد تأتي بخبر التفاؤل والذي لايبدو هذه المرة قريبا.
اخر التسريبات اكدت انها تحولت الى مذكرة تفاهم وليست اتفاقية بعيدة المدى ورغم ذلك فأن عامل الغموض هو السائد لغاية اللحظة فليس هناك الى الان من تصريح واضح المعالم يبسط الامور ويجعلها مفهومة وواضحة لالبس فيها فيما اذا كانت مذكرة التفاهم البديل الصحيح والذي سيرتب تواجد القوات الاجنبية في العراق ومصيرها ام ان المذكرة هي مخرج من حالة الحرج التي مرت فيها المفاوضات لاغير ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد لهجة خطاب القادة الأوروبيين حيال إسرائيل في قمة بروكسل


.. شاهد كيف ستختلف المناظرة الرئاسية بين بايدن وترامب عن 2020




.. تدريبات إسرائيلية تحاكي حربا على أرض لبنان.. وأميركا تحذر مو


.. رغم تهديد بايدن.. شحنات سلاح أميركية في الطريق لإسرائيل




.. في ظل شبح ترامب.. صناديق الاقتراع في إيران تستعد لتقول كلمته