الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان بين آيار (مايو) وتموز (يوليو)

محمود حافظ

2008 / 7 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لم يسعفنى ذهنى إلا بهذا العنوان كمدخل لما أحاول أن أتناوله وأسطره فأحداث شهر تموز (يوليو ) سريعة ومتلاحقة وهى تحمل بين جنباتها رياح رطبة تهدئ من حرارة شهر تموز (يوليو) القائظة فرغم حرارة جو الصيف إلا أن بيروت مرت عليها رياح رطبة تبرد سخونة كان متوقعا أن تزداد وترتفع حتى تكوى اللبنانيين وتحرقهم ولكن خاب ظن من قال هذا وتقهقر يجر أزيال هزيمته أو قل هزائمه المتلاحقه بعد وعده للبنانيين بصيف ساخن ، هذا الصيف الذى أعدت له الترتيبات فى السابع من آيار (مايو) بملاحقة المقاومة اللبنانية وبكسر شوكتها لإنكفائها وكأنه كان كمينا يدبر لها ليستغل من جانب الآله الإعلامية الجبارة وهؤلاء العملاء الذين يروجون ويلحون فى الترويج تراكميا أن المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله هى فاشية ولا وطنية وهى تابعة لطرف إقليمى غير عربى وهى تنجز لهذا الطرف على المستوى المحلى وكأن تلريخ هذه المقاومة فى دحر العدو الصهيونى وتحرير أرض الجنوب اللبنانى وطرد المحتل المغتصب من كافة التراب اللبنانى كان لغرض طرف آخر غير لبنانى وغبر عربى وهو الطرف الولى الفقيه الإيرانى هذا ما حاولت القوى الإمبريالية الإمريكية الصهيونية الإسلامية الظلامية أن تسوقه للشعوب العربية الأبيه والتى رفضت كل هذه الدعاوى رغم ما دفع فيها من مال وما قامت به هذه القوى من تهديدات لأصحاب الأقلام الشريفة الذين رفضوا الإنسياق وراء هذا المشروع الأمريكى وشرق أوسطه الكبير والجديد .
لقد كان رد المقاومة حازما لم يحاول النيل من سلاحها وكان لابد لها من حماية هذا السلاح الحامى للبنان ولكل الكيان العربى لتوجيهه الضربات القاسية للكيان الصهيونى الذى طالما وجه سلاحه وآلته العسكرية الغاشمة المدعمة من الإمبريالية الأمريكية إلى صدور المناضلين من أجل تحرير التراب الوطنى .
كان لابد للمقاومة أن يكون ردها بهذا القدر لثبوتيتها على أرض الوطن وحراستها لمشروعها المقاوم المناهض للإمبريالية والتى تمثل الطرف الآخر فى الصراع ضد المحتل والتى حاولت القوى الظلامية التابعة الترويج للمحتل على أنه صديق وهو فعلا صديق للقوى التابعة وعدو للقوى الوطنية الساعية فى حركة صراعها لتحرير الأرض العربية المحتلة والمغتصبة سواء كانت فى فلسطين أو فى لبنان أو حتى فى العراق المحتل من أعتى الدول الإمبريالية والناهبة لثرواته الطبيعية والعاملة على دوام عملية النهب الإستعمارى عن طريق ربط هذا النهب بإتفاقيات مزلة للشعب العراقى المقاوم .
لقد تمكنت القوى المعارضة فى لبنان بقيادة مقاومتها الأبيه من فرض سيطرتها على الأرض حتى أجبرت القوى العميلة والتى تمثل أكثرية مسروقة من الإنصياع لها لفرض مطالب القوى المعارضة رغم كل هذا الحشد على الأرض من جانب الر اعى الأكبر الإمبريالى وتوجهت القوى الوطنية والتى تقف فى جانب المعارضة وقوى الأكثرية التابعة للراعى الأمريكى إلى الدوحة حتى تم إنتاج هذا الإتفاق المعروف بإتفاق الدوحة ببنوده الثلاث والتى سعت إليها المعارضة سلميا وأبت قوى الأكثرية على السير فى هذا السعى حتى أرغمت على القيام بتنفيذ سلة الشروط الثلاث إنتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشيل سليمان وقيام حكومة الوحدة الوطنية بثلثها الضامن وقانون الإنتخابات لغرض إلغاء قانون غازى كنعان - وإن كان لنا رأى مخالف للقانون المتفق عليه ولكننا نأمل فى تغييره لقانون النسبية اللاغى للطائفية .
لقد ماطلت الأكثرية بعد إنتخاب رئيس الجمهورية فى تكوين حكومة الوحدة الوطنية وفى ظل حركة تجييش إعلامية ضد حزب الله الغازى لبيروت والمجتاح لها عن طريق إعلام سلطة الأكثرية وخاصة إعلام المستقبل والlbc وإعلام تابع آخر متمثلا فى إعلام قناة العربية السعودية والتى باتت وأصبحت تروج لإنقلاب حزب الله إلا أنه فى النهاية تم إنتاج الحكومة فى تموز (يوليو ) فكانت أولى هذه الإنتصارات للقوى الوطنية والمقاومة اللبنانية والتى تواكب إنتاج الحكومة فى أعياد نصر المقاومة على العدو الصهيونى والتى بدأ حربه الخاسرة على لبنان فى 12 تموز (يوليو) .
كان ثانى هذه الإنتصارات تنفيذ الإتفاق الأممى بوسيط ألمانى إتفاق تبادل الأسرى والتى أجبرت فيه إسرائيل تحت الذل والهوان على تنفيذه وهى ذليلة منكسرة حسب تعبيرات قادتها والذى بموجبه خرج عميد الأسرى المحرر المناضل وبحق ويستحق كل هذه التضحيات سمير القنطار خرج منتصرا مرفوع الهامة خرج وكأن بخروجه من الأسر خرجت الأمة العربية كلها من أسرها وربما هذا ما يحدث قريبا ، بخروج سمير القنطار من السجن الصهيونى هو وزملائه الأربعة من حزب الله والذين أسروا فى حرب ال2006 م بعد عملية الوعد الصادق هذا الوعد الذى قطعته المقاومة وسيدها على نفسهما لتحرير سمير القنطار هذا الوعد الصادق هو حقا يستحق بعد إطلالة سمير القنطار علينا وسماعنا لصوته ومنهجه فى التفكير .
لم تكتف المقاومة اللبنانية المتهمةمن حفنة يسارية بأنها فاشية بتحرير سمير القنطار ورفاقه بل حررت معهم كل من سقط شهيدا من المقاومين سواء لبنانيين أو فلسطينيين أو عرب سقطوا شهداء إثر عمليات فدائية على أرض العدو بدأ من المقاومة الفدائية الشهيدة دلال المغربى ومجموعتها نهاية بشهداء الوعد الصادق ، لقد تحررت الجثامين من برادات العدو ومقابره ذات الأرقام لتعود ه9ذه الجثامين لذويها وبهويتهم وبعزتهم وكرامتهم .
هل انا أن نقف إكبارا وإعتزازا لهذه المقاومة ، إن الكلمات تعجز عن الإتيان بعبرات تستحقها المقاومة التى رفعت قيمة المواطن العربى واعتزت به وبكرامته وفى التوقيت نفسه عبر العدو عن شعوره بالذل والمهانة هذه هى المقاومة وكفى ....
-شهر يوليو(تموز) هو شهر الإنتصارات العربية واللبنانية فيه وبالتواكب أعلن الرئيس اللبنانى مشيل سليمان وفى جملة بليغة وفى فرنسا أن مزارع شبعا هى أرض لبنانينة واجبة التحرر سواء بالدوبلوماسية أو بالطرق الأخرى والمقصود هنا التحرير العسكرى كان ردا قاطعا لكل من تسول له نفسه المساس بسلاح المقاومة .
- فى هذا الشهر وقف سمير القنطار ليقول كلمات مأثورة منها- إنه جاء من فلسطين ليعود إليها - منها أيضا ما قاله بخصوص المناضل الكبير عماد مغنية بعبارة بليغة معناها أن دم عماد مغنية يستحق من هو على شاكلته فى الشجاعة والجسارة والفكر والتخطيط العسكرى - منها أيضا ما قاله سمير القنطار وبحق لن نترك العدو وإن تركناه لن يتركنا - منها أيضا ما قاله سمير بخصوص تحرير الجولان وشبعا من مسائل قانونية بالنسبة للعدو وأن تحرير الجولان يحتاج إلى موافقة 81 عضوا من الكنيست لتغيير القانون لغرض تحرير الجولان وشبعا وهذه النسبة مستحيلة عند العدو هذا هو سمير القنطار المناضل والذى يهوى دور عماد مغنية ويهوى العودة إلى فلسطين مقاوما .
- فى هذا الشهر ومنذ ما يسمى من الأكثرية بإنقلاب حزب الله هذا الذى يسمونه إنقلابا عمل على توحدهم وجعلهم جميعا سواء رغما عنهم أو برضاهم يخرجون لإستقبال الأسرى المحررون فى مطار بيروت فقد إسطفت لبنان فى المطار لإستقبال أسرى حررهم حزب الله .
- فى هذا الشهر وبالأمس وقف وليد جنبلاط خطيبا فى كلمة مكتوبة وفى مهرجان عبية بلدة سمير القنطار لينفى كل التناقضات بين المقاومة والدولة والأكثرية والمحكمة الدولية وقوى 14آذار وكأنه بإزالة التناقض أزال قوى 14 آذار والأعجب عند ذكر سمير القنطار لسوريا صفق وليد جنبلاط .
- فى النهاية هل لنا فى كلمة أخيرة وهى فى طرفى الصراع بين القوى الوطنية والتى تسعى إلى التحرر وبين الإمبريالية وطبقا لأرائنا السابقة ولقرائاتنا للواقع الموضوعى هل نستطيع أن نقول أن هناك تجمعا نحو الإنتصار للقوى الوطنية الساعية للتحرر الوطنى بالمقاومة وهناك فى المقلب الآخر تشتتا وهزائم متلاحقة وإنه للحسم الأخير وجب على الشعوب العربية الساعية إلى التحرر أن تحسم أمرها حتى يتم الحسم النهائى وتتغير المعادلة ويندحر العدو وتتحرر الأرض العربية من المحتل والمغتصب نعم نحو السيادة والتحرر ، نعم بالحفاظ على هذه العزة الإنسانية ، نعم للتوحد نحو حقوق الإنسانية نعم للتحالف مع جوان تاكر الأمريكية وكويفا الأيرلندية المناضلتان والمقاومتان والواقفتان مع الحق العربى والمقاومة ضد المحتل والمغتصب ، نعم للتحالف مع كل القوى الوطنية المناهضة للإمبريالية فى هذا الكون سواء فى فلسطين أو فى لبنان أو فى العراق أو فى إيران أو فى أمريكا اللاتينية من كوبا إلى فنزويلا مرورا بكل الأحرار فى هذا العالم .
- هذه هى روح المقاومة ... هى العزة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارب تونس مع روسيا والصين وإيران: ما الذي يقلق الاتحاد الأو


.. تونس: مقتل عسكري بإطلاق نار في المنطقة الحدودية العازلة مع ل




.. تونس ترد على تصريحات مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب


.. تونس تحتضن الاجتماع الإقليمي حول تعلم الشباب ومهاراتهم وانتق




.. المناظرة التلفزيونية للانتخابات التشريعية الفرنسية. جدل سببه