الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لي قطع من خشب ..الهو بها في اللعب ..

اياد محسن

2008 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



اصفها فتنتظم ...ثم جميعا تنهدم .....

هذه الكلمات جزء من نشيد كانت له لذة ومتعة توازي براءة طفولتنا ونحن نعيش ايام الدراسة في الصف الثاني الابتدائي ..كانت متعتي بقراءة هذه الكلمات غالبا ما تمتزج بالالم والحسرة على ذلك المهندس ...على جهده الذي يذهب سدى بانهدام قطعه الخشبية ...كنت اشعر وكلما قراءت النشيد بمرارة تلاشي حالة التنظيم لانها تعني ببساطة ضياع الجهد ...وكم تمنيت لو انني امتلك موهبة نظم الشعر في ذلك الوقت لوضعت لمستي ببيت شعري يجعل المهندس يستمر ببناء وتنظيم قطعه دونما منغصات لكن امنياتي كانت غالبا ما تذهب ادراج رياح عجزي وبساطتي ..
النشيد كان يفتح في اذهاننا افاق التنظيم والبناء ..تنظيم كل شيء ابتداءا من استغلال الوقت للنجاح والدراسة وانتهاءا ببناء المستقبل الذي تمنيناه ان يكون افضل من حاضرنا في ذلك الوقت علنا نفلح بتغيير مسيرة هذا الوطن ...
الان بداءت اشبه ضياع جهد ذلك المهندس بضياع جهد العراقيين في بناء وطنهم طيلة عقود من الزمن ...
ليس هناك شعب قدم لوطنه ما قدمنا نحن العراقيون ...وليس هناك وطن شح على ابنائه كالعراق ...عقود من الزمن وصدام باسم الوطن ينحرنا كالخراف على حدود هذا الوطن ...وبعدها سنين واطراف عديدة اخذت تفخخنا وتجزرنا على نفس ذلك المحراب ...قبل هذا وذاك كان الوطن العراق يقف متفرجا ازاء جوع اهلنا وفاقتهم ...على تلاعب العثمانيين والانكليز بخيرات هذا البلد ...
لم ينتفض هذا الوطن يوما لاجل ابنائه ... ارضه لم تنخسف باحد جبابرته...دجلة والفرات لم يسئما من شرب سيل الدماء ...السياب حين كان حاضرا كان منشغلال بالحبيبة ...وحين اضحى ماضيا اختار ان يكون تمثالا متفرجا ايضا ...
في كل الاوطان تكون الغاية من الارض ...والمياه ...والسماء بناء الدولة التي تسعد الانسان ...الانسان باعتباره غاية كل شيء ...فقط في العراق يقتل الانسان ..الغاية ..لاجل بقاء النخيل شامخا ...ودجلة والفرات خالدين ...لاجل بقاء الماء والحجارة بوابة امنة للامة العربية ...وربما الفارسية ايضا ...
احيانا نشعر بالتفائل ...لان هناك ملامح لواقع ديمقراطي يمكن ان يجعل الامور افضل ...لكن وبالرجوع قليلا الى تاريخ هذا الوطن سرعان ما يتلاشى التفائل فليس هناك من حقبة جيدة الا وجاءت بعدها حقب سوداء ودامية يكون الفقراء حطب لجهنمها ...اذ ليس من المعقول ان تكون هذه المرحلة بداية لخلاص العراقيين من تاريخ ضل يتحدث بجراحاتهم ...
هوية المواطنة تعني انتمائك لوطن ما ..وايا كان هذا الوطن حتما سيسعدك حيث تترتب على حمل الجنسية او اكتسابها جملة منافع تشعرك بقيمة الانتماء ...اما هنا في العراق فلا تعني هذه الجنسية لاي عراقي اكثر من كونها ورقة تحمل اسمه واسم امه وابيه في الصفحة الاولى ...وتاريخ ميلاده وعلاماته الفارقة في صفحتها الثانية ...
على مر العصور ونحن واجدادنا نحاول ان نبني وننظم كما كان المهندس في النشيد يفعل وكان قاسمنا المشترك ان تذهب جهودنا سدى لانهدام كل شيء ...ربما كان عزاء المهندس في النشيد انه ( يلهو في اللعب) لكن اي عزاء يمكن ان يكون بلسما لجراحنا نحن ابناء الوطن البخيل الذي ياخذ ولا يعطي .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة