الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أولمرت – الأسد ، ساركوزي ، عدوان للحرية بينهما منافق !!!!!

اديب طالب

2008 / 7 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


نشرت الشرق الأوسط في 1 /7 /2008 / عن مصادر حكومية موثوقة في تل أبيب ، أن أولمرت طلب من ساركوزي الامتناع عن ممارسة الضغط على الأسد كي يصافحه أو يصافح شمعون بيرس ، خلال وجود الثلاثة في مؤتمر الاتحاد من اجل المتوسط ، أو على منصة الاحتفال بالثورة الفرنسية .

أولمرت لساركوزي : لا تحرج الأسد بالمصافحة الصدفة ، أو بالمصافحة المقصودة واقترح عليك مصافحة ليفني وزيرة خارجيتك بدل ذلك وفق نصيحة معاريف في 13 /7 / 2008 / . وتابع أولمرت نتمنى عليكم مراعاته فهو مفيد لنا ولكم معا . وثمة مشترك بينكما : أنكما مهتمين جدا بوجود إسرائيل وأمنها و مستقبلها . ولا تنسى أن نجم الأسد يلمع إسرائيلياً وإقليمياً و دولياً ، ومن حقه الطبيعي أن نراعيه جميعا . إن المصافحة الصدفة أو المصافحة المقصودة؛ لم ينضج أوانها بعد ولا تنسى أبدا أن قطب العالم الأول والأخير هو الإدارة الأميركية الحالية وكذلك التي كانت وكذلك التي ستكون . ملاحظة أخيرة : لتكن إقامة وفدنا والوفد السوري في فندقين مختلفين .

براعة إسرائيلية فائقة في البروتوكول الدبلوماسي . وإبداع في التخفي وحجب النوايا والأفعال الفاسدة .

بين الثلاثي المتألق أولمرت ساركوزي الأسد على منصة الشرف وفي الاحتفال الوطني بسقوط الباستيل ...... قعد ساركوزي وعلى يمينه أولمرت وعلى يساره الأسد ويفصل بين اليمين واليسار متر أو متران وفق وصف بديعوت أحرنوت في 15 /7 / 2008 . وعلى طاولة الاتحاد من اجل المتوسط قعدت الوفود الثلاثة وبصحبة واحد وأربعين دولة ، يتقاسمن بلا عدل رغيف الخبز السوري ودم الحرية وحليب الأطفال .

عدوّان للحرية بينهما منافق اسمه الثاني ساركوزي . هذا الساركوزي العاشق للأضواء والكاميرات والحالم بعودة فرنسا – الأم الحنون على الحكام فقط – إلى الشرق الأوسط وبقامة اقصر من القامة الأميركية ولكنها وراءها تماما – ساركوزي هنا بدل طوني بلير كما يخطط -- هذا الساركوزي يحمل يافطة فيها كل ألوان النفاق . وبالحبر الميكيافلي ، مكتوب عليها – الاتحاد من اجل المتوسط – كم هو بائس هذا الحوض المسكين . أما بحبر الحقيقة التاريخي فيذكّر بالاستعمار الفرنسي البغيض . كل هذا يؤكد أن العلاقات بين الشمال والجنوب لا يمكن أن تبدأ أبدا من الصفر .

بين طاولة الاتحاد ومنصة الاحتفال ؛؛ تنمو قذارات ساسة فرنسا اليمينيين وإجرام طغاة شرقيين وأفارقة .وتحت إقدام الجميع جثة فولتير وروسو وهوغو و ميرابو ، وجثة متفسخة للاتفاقات الدولية حول شرعة حقوق الإنسان وحق الشعوب في الحرية والسيادة والاستقلال وعلى رأس هذه الشعوب شعبانا السوري واللبناني المهددان باختزال المحكمة الدولية وعدالتها وقوتها وفصلها السابع ، والمجبران وبقوة السيف الدولي أن ينسيا شهداءهما ومعتقليهما في السجون ، وعليهما أن يعرفان جيدا أن حريتهما لا أكثر من سلعة للبيع والشراء و وفق مصالح الشمال وإذنابه الديكتاتوريين ، وان الحرية في العالم كله رهن بتلك المصالح وأولئك الأذناب ، وكم هو هش وضعيف وخجول تأكيد الناطقة باسم الخارجية الأميركية في مكتب الشرق الأدنى لجريدة الحياة في / 15 / 7 / 2008 / بان انفتاح ساركوزي على الأسد لن يؤثر في المحكمة الدولية ؟؟؟؟ !!!!!! .

ملعونة رؤوس الثلاثة ومقرفة أحذيتهم اللامعة ولا يعدلها في القرف الا تعفن الإنسان في أدمغتهم و ضمائرهم .

أسد قالت عنه الفيغارو الفرنسية انه يضع المعارضة والديمقراطية تحت قدمه . أما اللومند فقالت أن المصافحات الممسوخة مع الديكتاتور بشار الأسد ؛ لا يمكن أن تغسل الفظائع التي ارتكبها نظامه ، ليس ضد دول الجوار فقط بل ضد الشعب السوري الموجود داخل معتقل اسمه > . اما الليبراسيون فقالت إن وجود الديكتاتوريين من أمثال بشار الأسد في احتفال فرنسا بعيدها القومي له طعم المرارة لأنه يصعب النظر في عيون الديكتاتوريين دون شعور بالخيبة .

الساركوزي تنكر لشعاره الانتخابي > لا بأس وهذا من عادة السياسيين ؛ أما أن يتنكر لفقرة رئيسية ما تزال ساخنة وطرحت تحت عنوان الديمقراطية وحقوق الإنسان << يؤكد رؤساء الدول والحكومات تصميمهم على تعزيز الديمقراطية والتعددية السياسية وتطوير المشاركة في الحياة السياسية وتبني الجميع لحقوق الإنسان والحريات السياسية.-وكالة الصحافة الفرنسية_.
هذا التنكر المفضوح ازدراء للشعب الفرنسي وازدراء لكل شعوب الأرض.عندما وصفنا الرجل أنه منافق،لم نظلمه أبداً.ومن حق رئيس اللقاء الديمقراطي الأستاذ وليد جنبلاط علينا هنا أن نذكر تصريحه في 12-7-2008: (استقبال العاصمة الفرنسية للرئيس السوري يشكل إهانة لتضحيات الشعب اللبناني،وتضحيات الأحرار المسجونين في سوريا وأحرار ربيع دمشق).
الساركوزي رئيس جمهورية لبلد وشعب قامت فيهما أعظم ثورة من أجل الحرية في التاريخ البشري وهي الثورة الفرنسية،هذا الرئيس لم يتحمل احتجاج عشرة نشطاء سوريين يرددون:الحرية لسوريا ومعهم مسؤول منظمة مراسلون بلاحدود السيد روبير مينار وذلك على هامش العرض العسكري بمناسبة الاحتفال بالثورة الفرنسية،هنا قامت شرطة ساركوزي بطردهم وبعنف شديد بعيداً وهددوا بالاعتقال. كم هو حريص حتى لا تخدش مشاعر الدكتاتور الابن الواقف على منصة الشرف فجملة الحرية لسوريا مؤكد أنها تعكر مزاجه وساركوزي حريص على تلك المشاعر وذاك المزاج، وحرصه كحرص أولمرت تماماً. ورغبات أولمرت دائماً أوامر.
ونصل إلى أخر الثلاثة أولمرت.فالرجل غني عن التعريف وعدائه وجرائمه في أرض فلسطين ولبنان وتجاه شعبنا أوضح من الشمس.وما يعنينا في هذا المقال أكثر هو حمايته وضمانه بقاء النظام السوري العائلي الأسدي.
وهذه أمور ومواثيق وعهود ورثها عن أسلافه رؤساء وزارات إسرائيل السابقين واللذين حموا الدكتاتور الأب وضمنوا بقائه من عام 1974 وحتى عام وفاته في 2000 ميلادي.ومقابل ذلك بقيت الحدود السورية الإسرائيلية أمنة وبدون طلقة رصاص واحدة وبقيَّ الجولان السوري جولاناً إسرائيلياً بتوقيع الكنيست وتوقيع الأسدين الأب والابن.
في 6-7-2008 وأثناء زيارة ساركوزي لإسرائيل...أولمرت وكافة القادة الإسرائيليين قدموا التهاني له على دعوته الأسد لحضور مؤتمر الإتحاد من أجل المتوسط وحضوره كضيف شرف على منصة الاحتفال بالثورة الفرنسية وقالوا له بالحرف الواحد:إنك تساعدنا.تابع الساركوزي دعمه وقال للأسد بأنه سيكون راعياً للمفاوضات السورية الإسرائيلية عما قريب.
ثلاثة رؤوس تأمرت وبحرارة وعلناً على حرية شعبين مقهورين من ستين عاماً، ولكم إن تصفوا هذه الرؤوس بما تشاؤون.
أولمرت،ساركوزي،بوش...الحقيقة أنهم يريدون سلخ الأسد عن نجاد،سلخ سوريا الجائعة القلقة عن إيران النووية الجامحة،والدرب لهذا السلخ هو نجاح متوسط السرعة للمفاوضات السورية الإسرائيلية،يحولها من (رقص بلا لمس إلى عناق وقبل حارة) بين الأسد و أولمرت وفي الطريق إلى ذلك لابد من اعتراف أمريكي بأن الأسد لاعب إقليمي مركزي أو نصف لاعب على الأقل وبما قد يحميه من زيارة لاهاي، ويعيد الجولان... حسناً ثلاث مرات ولكن لماذا يكون الثمن لهذا كله حقوق الإنسان السوري؟؟؟.
الطاغية سرق هذه الحقوق وعمد سرقته بالقتل في السبت الأسود في سجن صيدنايا. وفي عيد الحرية العالمي يباركون سرقاته ويجملون قتله لسجناء الرأي وحرية الضمير،يباركون ويجملون السرقة والقتل بابتساماتهم الكريهة وعناقاتهم الرخيصة المضمخة بدم الضحايا الأبرياء محامي الحرية.
لماذا تعطونه ما لا تملكونه؟؟.
إذن انتم شركائه وحماته فطوبى لكم، وأقل ما يقال لكم ما قالته الفيغارو والليموند والليبراسيون. عاشت الثورة الفرنسية وعاش الشعب السوري.


د.أديب طالب










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس