الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقل المهمة الوطنية بين سندان الاحتلال ومطرقة الجهل الموروث والتجهيل السياسي

نصيرالخفي

2008 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لا يخفى لكل متتبع للشأن العراقي المعاصر منذ بداية السبعينات تراجع حركة المجتمع المنطلق نحو تحقيق انجازات مشهودة على الصعد جميعها من اقتصادية واجتماعية وسياسية .
هذا الانحسار والتراجع كان بسبب عوامل داخلية وإقليمية كما كان للعوامل العالمية من تداعيات صراع الحرب الباردة وبداية المراجعات الوطنية (المحلية لكل بلد) بعد ان أنجزت بعض البلدان استقلالها الوطني أبان الخمسينات وبداية الستينات وظروف نشوء حركة عدم الانحياز وظهورها قوة سياسية وشعبية بين طرفي المعسكرين المشغولين على الدوام الاشتراكي ودعمه للأنظمة الوطنية وخيار التطور ألا رأسمالي . والأمريكي الغربي ودأبه الدءوب لتقويض التجارب المفارقة لاقتصاد السوق وخلق الأزمات و المصاعب الاقتصادية. وعدم السماح لتلك البلدان بالانتفاع من منجز الفكر البشري الصناعي تحديدا وعوامل بناء البنية التحتية للاقتصاديات الوطنية . والتي هي حاجة هذه الأنظمة لتستمر في إرضاء شعوبها بمنجزات تستوعب نتائج التحسن الغذائي والصحي وغيره من تفاصيل حياتيه شعر مواطني هذه الأنظمة بالفر وقات المحسوسة والمتحققة عن ماسبقها من أنظمة . و كانت غالبيتها دول نامية إلا أن توسع مسا حة اشتغالات الحرب الباردة لم ترحمها من القطبين المتخاصمين على طول وعرض بلدان العالم الثالث او ما سمي ببلدان عدم الانحياز . كما لم تنفع التسمية لدرء المحاولات المستمرة والمتصاعدة وخصوصا من الطرف الغربي الذي حقق منجزات اقتصادية وعلمية درت على اقتصاده منافع عظيمة والأخر الذي كان منجزه المقابل عالي الكلفة مما أثقل على اقتصاده وتكليف مواطنيه فوق طاقتهم كما كان يفعل بدعمه اقتصاد دولة صديقه(بلغاريا مثلا) مؤشر بوضوح وبفارق ملحوظ دخل فردها القومي بإضعاف دخل الفرد السوفييتي ؟ في حين تعود على الأخر( الأمريكي تحديدا )عوائد مقابلة لمساعدته أصدقائه باظعاف مايقدم لها وما تسمح به قوة اقتصاده من مرونة عالية لتحقيق ذلك.
من خضم تداعيات مسيطر عليها وموجهه بقصديه إلى أخرى خلقها الانفلات العالمي او ما سمي وقتها الشركات متعدية الجنسية وبالتالي العالمية او المعولمة .
وعودا على العراق من بعد التأميم ومحاولات تشكيل جبهة وطنية للوقوف بوجه التحديات العديدة التي جاءت نتيجة خيارات قادته. أظافة لتحديات موقعه العالم ثالثي المميز . ومن بعدها وفي نهاية عقد السبعينات وانكفاء حزب البعث للداخل وتصفية شركاءه في الوطن وتورطه بحرب طالت وأملت عليه سياسات معروفة خسر معها موقعه المميز في عدم الانحياز ومجموعة المنجزات الداخلية وتوفر عناصر التنمية التي تمكن منها والتي كان بإمكانها أن تنقله إلى دولة ما بعد نامية.
ان تداعيات حرب طويلة واشتراطاتها .خصوصا لنظام (حزب علماني متفرد) خائف أشد الخوف من فقدانه للسلطة جعله يذهب باتجاه تهديم منجزه المدني والحضاري ونتاج دولته الحديثة منذ العشرينات .وتأسيس دولة العسكر وعسكرة المجتمع وقد نجح في هذا لحدود توهمه ابتلاع دولة جارة وشقيقة وما تلا ذلك من أحداث جعلته يتمادى ويتلبس مفاهيم العسكر على أوسع نطاق لحد عسكرة دعاة الدين(العباسي مثالا) ليبقى في السلطة فقط .
وعلى مدى أكثر من عشرين سنة انحسر مفهوم الدولة المدنية والوعي بها لصالح مفاهيم براغماتية توجت بالحملة الإيمانية التي يقودها حزب (البعث العلماني) ولنا إن نتصور حملة يقودها حزب ودولة (لونهما خاكي) .ماذا ستكون نتائجها إذا ما اظفنا لها الأوضاع السيئة جدا وفي مختلف مفاصل الحياة مع حصار مركب من الداخل والخارج بتفاصيله المعروفة (ابسط حقائقه ان راتب الموظف الشهري دولار او دولارين او قيمة نصف كيلو لحم) ونحن امة تقع في الشرق بل في قلب كارزماته الدينية وموطن تشظيها . ولنا ان نتصور حدود الرجوع للخلف والتعلق بالغيبيات طريق وحيد للخلاص من معاناة اشترك فيها كل قوة الدولة الظالمة والمجتمع الدولي وسلسلة الحوادث الكارثية التي مر بها المواطن والوطن العراقي . وأخطر هذه المظالم ما مارسه النظام من حصار ثقافي ومعرفي مذ اشغل شعبه بأكمله في عجلة الحرب التي طالت العقدين ونيف .حيث عادت الأمية تنهش في أوصال ما تبقى من لحمة البنية الثقافية والحضارية . ومن قاوم ضد التيار أفراد او جماعات لم يتح له الا ان يجتر قديمه وبعض الاستنساخ المهرب كأفيون . كان الوطن عبارة عن سجن كبير
وهنا ظهر صعاليك الداخل بديل المعارضة الغائبة الهاربة بجلدها والممتهنه بأجر والأخرى المحتواة ولا نعدم الصادقين ممن لا حيلة لهم ولا حول ولا قوة .
خصوصا وقد تمظهر كل هؤلاء العائدين(معارضة ومظلومية) بعد 9-4-2003 كحراس هوية و أخطرها (دينية ومذهبية وعرقية) و التي دفعت البلاد أثمانها تهجير 2 مليون مابين داخل وخارج ومئات ألاف الأرامل وملايين اليتامى (على حد مسؤولية الأمم المتحدة) .
من خضم السنوات الخمس الماضية ومن قبلها التشوهات العميقة تبرز محنة وثقل المهمة الوطنية الخالصة وفرص وأفاق الدولة المدنية الجديدة التي يراد تداول السلطة فيها سلميا عن طريق الآليات الديمقراطية الانتخابية وفصل السلطات وبناء دولة المؤسسات .
ومن نظرة أولية وبسيطة للواقع ألان وقراءة مشهده السياسي والاجتماعي والحراك المبكر للانتخابات المحلية للمحافظات والمؤشرات التي سيصار الى قراءة نتائجها كمؤشر لانتخابات الدورة الثانية للبرلمان العراقي .تتعاظم محنة تيار المواطنة مع التشظي الكبير وظهور تحالفات عديدة وتشكيل أحزاب جديدة وأكثرها تحمل شعار الوطنية والمواطنة الخالصة ؟
و هي التي لم ترقى بعد الى الثقة المتبادلة فيما بينها لتشكل مع بعضها البعض قائمة موحدة. وأيضا انحسار ثقة المواطنين برجالات المشهد الوطني عندما يستعين هؤلاء بشخصيات هشة لتمثلهم وقوائم أحزابهم وتجمعاتهم في انتخابات مجالس المحافظات وهي محنة أخرى تضاف لتيار الوطنية والمواطنة . وتؤشر لطول سلامة يا مربع .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيسان إسماعيل ومحمود ماهر.. تفاصيل وأسرار قصة حبهما وبكاء مف


.. إسرائيل تتوغل في جباليا شمالا.. وتوسع هجماتها في رفح جنوبا |




.. واشنطن: هناك فجوة بين نوايا إسرائيل بشأن رفح والنتيجة | #راد


.. الكويت ومجلس الأمة.. هل أسيء -ممارسة الديمقراطية-؟ | #رادار




.. -تكوين- مؤسسة مصرية متهمة -بهدم ثوابت الإسلام-..ما القصة؟ |