الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطالبة بالكشف عن مصير الدكتور أحمد الموسوي

زهير كاظم عبود

2008 / 7 / 20
حقوق الانسان


الأسم الذي أحبه كل من تعرف عليه عن قرب ، وكل من تابع مسيرته وجهاده من أجل حقوق الأنسان والديمقراطية في العراق ، ذلك هو الدكتور أحمد الموسوي الناشط في الدفاع عن قضايا حقوق الأنسان ، والمعارض لنظام الدكتاتورية ، والدي عرفته الأوساط السياسية والأجتماعية العراقية في سوريا بأخلاقه وطيبته وكرمه وسماحته وأستعداده للدفاع عن قضايا المظلومين والمضطهدين .
تمكن أحمد الموسوي أن يسجل سفرا خالدا من النشاط الأنساني وترسيخ تلك القيم الثابتة في الدفاع عن حقوق الأنسان وحريته في كل مكان ، وسخر أمكانياته الأكاديمية وشهادته في القانون من أجل تلك المهمة النبيلة ، وتمكن الدكتور الموسوي من تشكيل الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الأنسان في سوريا ، وأصدرمجلتها الأنيقة التي تضم البحوث والدراسات المتخصصة في مجال حقوق الأنسان .
كما ساهم الموسوي في كتابة المقالات الصحفية في صحافة المعارضة العراقية ، بالأضافة الى حضوره الفاعل في المؤتمرات القانونية والمتعلقة بحقوق الأنسان ، كمدافع مقتدر عن تلك الحقوق ، ومتابعة قضايا العراقيين وتقديم العون القانوني في الدفاع عن قضاياهم دون كلل .
ومن خلال تلك القيم والمباديء التي يؤمن بها الدكتور أحمد الموسوي ، صار أحد أعداء الأٍرهاب والقمع والطائفية وأحد دعاة تأسيس دولة القانون والمجتمع المدني ، وجاهد بالكلمة الحرة والمستقلة الى تأسيس الدولة المدنية التي تضمن للأنسان كرامته وحقوقه المشروعة .
وبذل الموسوي جهدا كبيرا في سبيل ترسيخ قيم المحبة والتعايش السلمي بين الأطياف العراقية ، كما ناضل من أجل تأمين حقوق القوميات والديانات العراقية دون استثناء ، وبعد سقوط الدكتاتورية وجد الموسوي ضرورة أن يكون في العراق ليسجل تجربته التي يؤمن بها ميدانيا ، معتمدا على تلك الحزمة من المحبة الأنسانية التي تحيط بعمله وبشخصه من العراقيين .
وحقا كان الموسوي مكتسبا محبة وأحترام جميع الأطياف السياسية ، حيث مدد علاقاته بينهم دون حواجز ، فصار ابنا بارا بالعراق وصوتا قويا مدافعا عن حقوق الأنسان ، ودخل العراق مسجلا حضورا متميزا بالأضافة الى تجسيده القيم والمباديء التي كان يؤمن بها على الواقع ، ولم يزل مدافعا عنيدا عن تلك الحقوق التي مسختها الطائفية وداسها الأحتلال وتناساها بعض المسؤولين ، وكان الموسوي صوتا مجلجلا دون هواده ودون خشية من أية جهة مدافعا وفاضحا تلك الخروقات والأنتهاكات التي اراد اجتثاثها من قاموس العراق مع مجموعة من زملاءه من الحقوقيين .
وفي ليالي العراق السوداء حيث انتشرالجراد يريد الخراب ويحاول أن يأكل ثمار الزمن الجديد ، وقي تلك الأيام حيث كان الموسوي يتسلح بالكلمة الطيبة وبالمحبة ، ومتجردا من كل الأسلحة سوى ضميره العراقي ، تمكنت تلك الزمر الشريرة من أختطافه يوم 18/3/2006 ، لتشكل حادثه الخطف جريمة جديدة بحق العراق ، ذلك أن احمد الموسوي أبنا بارا بالعراق لاينتمي لأية جهة سياسية ، ولايتسلح بالطائفية ، وليس له مسلحين يحمون ظهره ، ولايؤمن الا بالمحبة والخير والسلام للجميع ، تم اختطافه لأنه ضد الأٍرهاب وضد الشر والطائفية ، وتم اختطافه حتى يمكن ان تسكت الكلمة الطيبة والمدافعة عن حق الأنسان في الحياة ، وتم اختطافه لأنه بات يشكل خطرا على المجرمين والعصابات المسلحة وصوتا محبوبا ومقتدرا بين الأصوات .
غير أن اللافت للنظر أن الدكتور الموسوي تم اختطافه في واضحة النهار وفي وسط مدينة بغداد – منطقة المنصور تحديدا – ومن قبل مسلحين يرتدون الزي الحكومي وتحت معرفة وسمع وبصر قوات الشرطة في المنطقة ، وبالرغم من كل النداءات التي وجهها الخيرين من ابناء العراق ، لم تحظ قضية أختطاف الدكتور الموسوي بتلك الأهمية والتدقيق لمعرفة مصيرة ، وما يحزن النفس أن يتم تناسي مصير تلك الشخصية الوديعة والمدافعة الأمينة عن حقوق الأنسان ، والمعارضة للنظام البائد ، والمعاون الأصيل لعدد كبير من العراقيين الذين تبوأ الكثير منهم اليوم مواقع المسؤولية .
ويشكل مصير الدكتور أحمد الموسوي مطلبا شعبيا عراقيا ذلك ان قلقا كبيرا يساور النفوس في مصير الدكتور الموسوي ، نجد من الضرورة أن تلتفت الحكومة اليه والأهتمام به لمعرفة الجهة التي قامت بأختطافه والتحقيق الجدي لمعرفه مصيره ، ونعتقد بأن العمل الجبان والبعيد عن الأخلاق العراقية الذي قامت به مجموعة الخاطفين مهما كانت الجهة التي يمثلونها يشكل لطخة في جبين العمل السياسي العراقي ، فقد كان الموسوي أعزلا متسلحا بالدفاع عن حقوق الأنسان في العراق بغض النظر عن القومية او الدين او الطائفة ، كما كان يشكل عنصرا مشتركا للعديد من الكيانات السياسية ، وصديقا مخلصا للعديد من السياسيين العراقيين ، وأن ما قامت به تلك الجهة تعبير عن تدني عقلية مسؤوليها وانحدار الفعل الذي قامت به في اختطاف الدكتور أحمد الموسوي .
أن شيوع ثقافة العنف والجريمة المنظمة ، وأعتماد عمليات الخطف وتصفية الخصوم يتناقض مع أدنى مستويات العمل الأخلاقي في السياسة ، ويوجب التصدي لتلك المناهج التي تشيع الخراب وتنشر الحقد والكراهية بين العراقيين ، ونجد ان على المسؤولين اليوم مسؤولية أخلاقية وضميرية تستدعي الأهتمام بمصير هذا الأنسان ومتابعة قضيته ومن ثم نشر تفاصيل التحقيق على الشعب العراقي والحقوقيين المهتمين بهذا الجانب ، سيما وأن العديد من الزملاء الحقوقيين تضامن في أصدار بيان يطالب به الحكومة والقوات الأجنبية الأسراع في معرفة مصير الدكتور أحمد الموسوي ، ومنهم كل من المحامي حسن شعبان من منظمة حقوق الانسان والديمقراطية، المحامي ضياء السعدي من نقابة المحامين العراقيين ، الدكتور احمد علي ابراهيم من المجلس العراقي للسلم والتضامن، اميرة بهنام من جمعية الامل العراقية، شروق العبايجي/المعهد العراقي، الدكتور سامي اسماعيل/نقابة الصيادلة، ساجدة نعمة/شبكة النساء العراقيات، طالب فليح الواسطي/جمعية الصداقة العربية الكردية، حاتم السعدي/ الجمعية العراقية لحقوق الانسان، المحامي محمد حربي الجنابي/ الجمعية العراقية لحقوق الانسان، وصباح المندلاوي/صحفي وكاتب ، ولم تزل أصوات أخرى تطالب بمعرفة مصير الدكتور أحمد الموسوي .
كما ناشد الحقوقي محمد عنوز الحكومة والأصدقاء لمعرفة مصير الدكتور الموسوي وفك أسره من عملية الأختطاف المشينة منددا بتلك الفعلة الخسيسة .
وبالنظر لحجم الجرائم المنتهكة في العراق ، وازاء تصدي الحكومة لتلك المجاميع التي تشيع الجريمة وتسعى لعرقلة المسيرة ، ينبغي على الحكومة أن تبذل كل الجهد والتدقيق في الحادث من اجل معرفة مصير الدكتور الموسوي ، وان تعلن للرأي العام الجهة التي كانت وراء عملية الأختطاف حتى الناس على بينة منها ، وحتى يعرف اهل العراق حقيقة تلك الجهة التي تتبرقع بالعمل السياسي وتحاول ان تكون جزء من السلطة ، في حين انها تنتهك ليس فقط حقوق الأنسان ، انما تمارس الجريمة في وضح النهار .
أن عملية أختطاف الدكتور أحمد الموسوي لها دلالة كبيرة ، وتشير الى خطورة في المناهج المعتمدة من قبل الطرف الخاطف ، ودلالة تلك العملية لاتكمن في الخطف الذي باتت تمارسه ليس فقط مجموعات الجريمة المحترفة والمنظمة ، بل تمارسه جهات تزعم انها تمارس العمل السياسي ، وهو منهج لايقل خطورة وترديا من منهج السلطة البائدة ، وخطورة تلك العملية تكمن في انها طالت مدافع أمين عن الحقوق المدنية والسياسية للأنسان في العراق ، ذلك أن أختطاف هذا الأنسان وفي وضح النهار وسط بغداد في مدينة المنصور قرب نقابة المحامين وأمام أجهزة الدولة يشكل انتهاكا صارخا وتحديا سافرا للشعب العراقي .
ويشار الى أن الجمعية العراقية لحقوق الأنسان عقدت مؤتمرها في بغداد وبأشراف وزارة حقوق الأنسان ، وتم انتخاب مجلس للأمناء ، واجتمع مجلس الامناء وانتخب الدكتور احمد الموسوي امينا للمجلس والمحامي ضياء السعدي والمهندس فائق السعداوي نائبين لامين المجلس من بين اعضائه، كما انتخب مكتباً تنفيذياً كل من الزملاء التالية اسماؤهم: حسين جاسم الزكم، حاتم كريم السعدي ، احمد صادق الموسوي، سعاد محمد علي المهداوي ، اميرة بهنام سلو، سناء محمد شرهان ، محسن محمد ولي، طالب فليح الواسطي وصلاح كريم محمد.
وسجل الموسوي أسهاما كبيرا في ثقافة حقوق الأنسان وتعريف المواطن بحقوقه المنصوص عليها في الأعلان العالمي لحقوق الأنسان عبر النشرات الدورية ومتابعة الأنتهاكات التي تتعرض لها تلك الحقوق ، وكانت تلك الجمعية التي شكلها في اوائل الثمانينات ركيزة فاعلة ومؤسسة قائمة تناضل جنبا الى جنب مع كل الأحزاب والجمعيات والشخصيات العراقية الوطنية ضد النظام البائد . وبهذا نجدد المطالبة ونضع صوتنا مع اصوات الآخرين في المطالبة بالكشف الجدي عن مصير الدكتور أحمد الموسوي .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب


.. مع مطالبات الجيش الإسرائيلي سكاناً في رفح بالتوجه إليها. منط




.. لبنان: موجة -عنصرية- ضد اللاجئين السوريين • فرانس 24


.. أزمة المهاجرين في تونس.. بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإن




.. استمرار الاحتجاجات في جامعات أميركية عدة رغم اعتقال المئات م