الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاربة شحوب الكهرباء

ضمد كاظم وسمي

2008 / 7 / 21
الادارة و الاقتصاد


في حرب الخليج الثانية عام 1991 تعرضت المنظومة الكهربائية في العراق الى ضربات قاصمة كما هو شأن بقية البنى التحتية للبلد .. الأمر الذي أدى الى شل هذه المنظومة وتوقفها بالكامل .. وما أن وضعت الحرب أوزارها حتى راحت الكوادر والخبراء والعاملون في قطاع الكهرباء يعملون حثيثاً في سبيل إصلاح المنظومة الكهربائية المدمرة .. ورغم الحصار الإقتصادي الظالم المفروض على العراق .. ورغم جراح الشعب النازفة ومعاناته القاشسية .. فإن العراقيين وبغضون شهر واحد تمكنوا من إصلاح المنظومة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي الى سالف عهده .. إعتماداً على الإمكانات الذاتية وإستمر الحال هذا ما ينوف على الخمس سنوات ، ولكن مع إستمرار الحصار وتراجع الإمكانات الذاتية للبلد وفشل النظام السياسي العراقي في التعامل مع المجتمع الدولي .. أخذت المنظمومة الكهربائية الوطنية في التراجع وصارت ساعات التغذية متدنية ، لكن مع ذلك ظلت الكهرباء رغم ساعات القطع الا أنها تفي بنسبة لا بأس بها من حاجة المواطن .. ولكن مع حرب الخليج الثالثة وإحتلال العراق ، وبخلاف ما أشيع من أن الأمريكان الذين جاءوا (( محررين )) كما طبّل لهم أيتامهم ، سوف يحولون العراق الى (( جنة عدن )) وبالطبع إن خدمة كالكهرباء تعتبر من أبسط المهام التي يمكن أن تنهض بها إمبراطورية العلم والتكنولوجيا الساعية الى تحقيق سعادة الإنسان !! .. لكن الذي حصل هو بالعكس تماماً وكمالاً .. إذ حصل تدهور تتابعي في المنظومة الكهربائية .. وقلت ساعة التغذية فيما تفاقمت ساعات القطع حتى صارت تبلغ الأربع والعشرين ساعة في أحيان كثيرة .. وساءت حالها سنة بعد أخرى .. ولا أمل منظور في عودة العافية إليها .. ياسادة ياكرام ياقادة العراق الجديد .. إن الذي أعادة للكهرباء عافيتها سنة 1991 خلال شهر واحد هو معدود في الجهلاء في ظل نظام دكتاتوري .. تحت وطأة حصار قاسٍ وعداء دولي وإقليمي للنظام العراقي السابق . مع العلم إن المنظومة الكهربائية كانت قد دمِّرت بالكامل .. أما في عام 2003 فالكهرباء لم تتعرض الى ضربات تدميرية فضلاً على إن حكام العراق الجديد كلهم من حملة المؤهلات العالية وطالما تقدمت الدال أسماءهم بمناسبة أو بغير مناسبة .. في ظل نظام يحسبونه ديمقراطياً مع دعم دولي وإقليمي بمليارات الدولارات الأمريكية والشركات العالمية .. بالإضافة الى إستيراد الكهرباء من دول الجوار ومع كل ذلك لم يحدث تحسن يذكر فيها إذا لم نقل إنها تسير نحو الأسوأ . والأنكى من ذلك كله صاروا يزودوننا بكهرباء شاحبة رغم سويعاتها القليلة إلا إنها لاتشغل الأجهزة المهمة كالثلاجة والحاسوب ، وشحوب الكهرباء هذا متآتي من ضعف فولطتيها .. وبالتالي يكون وجودها من عدمها سيّان .. لكن والحق يقال إن هذا الشحوب الذي يطلي جدران بيوتنا يذكرنا بغسق العراق الذي بات طويلاً ،وبدماء العراقيين التي صارت نهراً دافقاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة طارق الشناوي يتخلى عن النقد.. مش جاي عشان يجلد حد ب


.. بوتين يغير القيادات: استراتيجية جديدة لاقتصاد الحرب؟ | بتوق




.. رشا عبد العال رئيس مصلحة الضرائب: لا زيادة في شرائح الضرائب


.. مستقبل الطاقة | هل يمكن أن يشكل تحول الطاقة فرصة اقتصادية لم




.. ملفات اقتصادية على أجندة «قمة البحرين»