الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حركة المعتقلين السياسيين بمراكش - دروس و عبر -
ابراهيم المغربي
2008 / 7 / 21اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
اليوم يدخل المعتقلين السياسيين بسجن بولمهارز بمراكش ،40 يوما من الاضراب المفتوح عن الطعام ، نضال الجماهير بالموقع يزداد ترسخا و جذرية ، العائلات أثبتت قدرتها على فرض إيقاع متقدم من النضال و الصمود ،الحركة التضامنية مع المعتقلين تتسع أكثر و تجلب نحوها المزيد من المناضلات و المناضلين ،إشعاع هاته المعركة يتجاوز حدود الوطن لتصل الى فرنسا ، بلجيكا ، ألمانيا ، الشيلي ، العراق ...
الكل يقف أمام عظمة هذا الشباب الثوري ، أمام صمودهم ، عنفوانهم و صلابتهم أمام الجلادين بكل أجهزتهم القمعية { تعذيب نفسي ، مادي ، و سجن...} . الرفيقة زهرة لها وقع خاص داخل هذه المعركة فقد استطاعت بعث سعيدة بإرادتها و قوتها و صلابتها و حبها المتدفق اللامتناهي لهذا الوطن و قد أعادت مسألة النساء الى واجهة النضال ، و أثبتت أن قوة النساء لا تقهر إن هن أدركن واقعهن و تلمسن طريق الخلاص .
اليوم 40 من الاضراب البطولي عن الطعام أصبح ينذر بسقوط شهداء بل إن النظام الرجعي ذاته أقدم على محاولة اغتيال الرفيق مراد الشويني و ذلك بمنع تزوده بالماء و السكر.
ماذا يريد النظام الدموي من ذلك ؟
هل الضغط على العائلات حتى تضغط بدورها على المعتقلين ؟ أم الدفع باستشهاد أحد المناضلين لكي يرى ردود فعل رفاقه كما فعل مع الشهيد عبدالله مناصير ؟
نقول له و لغيره إننا نحمل شهدائنا في أعيننا ، و بدمائنا نحميهم و منهم نستمد القوة للاستمرار و التقدم .
إننا كشيوعيات و شيوعيين نقتفي أثر معلمينا الكبار ماركس ، انجلز ، لينين ، ستالين ، ماو تسي تونغ ، نحن من يرفع شعار " استشهد الثوار عاشت الثورة " ، هي ذي الطريق التي اخترناها بملإ إرادتنا إذا سقط واحد فإنه يروي الأرض ليظهر عشرة . من قال إن زروال مات ، من قال إن سعيدة غادرتنا ، إنهم هنا بيننا ، من روحهم يستنشق اليوم كل الثوار ، إنهم بيننا يمدوننا بالقدرة على مواجهة التيار و خلق الثغرات في تحصينات العدو الطبقي .
اليوم 40 من الاضراب المفتوح عن الطعام الحالة الصحية للمعتقلين تزداد تدهورا ، لكن روحهم المعنوية تعانق السماء ، الثلاثاء الماضي كانت جلسة مع قاضي التحقيق ، الرفيقة زهور و باقي المعتقلين المتابعين ضمن مجموعتها يستهزؤون من قاضي التحقيق و من المسرحية المفبركة .
قاضي التحقيق يستدعي الشرطي المدعي يسأله من هؤلاء ، هل هذا هو الذي اعتدى عليك ؟
الشرطي يشير الى الرفيقة زهور و رفيقين آخرين ، قاضي التحقيق يقول له : و مراد مشيرا إليه بأصبعه ؟!
الشرطي يرد نعم نعم ..، هو ذلك كان معهم مشيرا الى رفيق آخر على أساس أنه مراد؟ !.
مراد يسأل الشرطي هل أنا ضربتك ، يؤكد الشرطي ذلك .
يسأله مراد ماذا كنت أرتدي إذن ؟
الشرطي يحاول أن يجيب بصوت الواثق من نفسه ، كنت ترتدي قميصا أسود .
مراد يتدخل و يطلب من قاضي التحقيق تسجيل هذا الكلام و يؤكد أنه كان يرتدي عكس ذلك ، و أن الشرطة قد أخذت له صورة مباشرة بعد اعتقاله. يعلو صوت الرفاق من الضحك رغم واقع العياء جراء الاضراب ، قاضي التحقيق يرتبك و تظهر علامات الاحباط و اليأس على وجه الشرطي البئيس.
اليوم 40 من الاضراب المفتوح عن الطعام و رفيقتنا زهور و باقي الرفاق يزدادون قناعة بخطواتهم و بالقضية التي يحملونها على أكتافهم و في عيونهم ، و يتشبتون بمطالبهم : تحقيق الملف المطلبي للحركة الطلابية ، إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ، التجميع و العزل عن سجناء الحق العام ، الزيارة المباشرة ، التطبيب ، رفع المضايقات ، تمكينهم من وسائل و شروط القراءة و الكتابة . هي ذي مطالب هؤلاء الشباب الثوري.
اليوم 40 من الاضراب المفتوح عن الطعام ، لا إرهاب الدولة نفع و لاحتى حر الصيف نال من عزيمة هؤلاء الشيوعيين.
من أين لهم كل هذه القوة و العنفوان ؟ من أين خرج هؤلاء الشباب و كيف لهم أن يصلوا الى هذه الدرجات من الصلابة في هذا الزمن الذي لازال يعتقد البعض أنه ليس رديئا.
إن معركة هؤلاء الرفاق و رفاقهم داخل الحركة الطلابية و عائلاتهم هي أكبر دليل على التحول الذي يشهده الصراع الطبقي ببلادنا و انحصار الأطروحات الظلامية و الإنهزامية ، و بزوغ عهد جديد ، عهد النضال الواعي بذاته ، نضال الشيوعيات و الشيوعيين .
نعم إن المعركة البطولية بمراكش قد أحدثت تحولا نوعيا في مسار الحركة الشيوعية ببلادنا و ألقت بضلالها على كل شرفاء العالم ، و من الأكيد أننا سنشهد تأثيرها على واقع الحركة الشيوعية ببلادنا في الأمد القريب، القريب جدا.
إن كل الشيوعيين و الشيوعيات مطالبين اليوم باستيعاب ما يقع من حولهم من تغيرات ، لقد أعادت هذه المعركة بكل قوة موضوعات اليسار الثوري داخل المغرب و خلقت دينامية كبيرة في صفوف كل المناضلات و المناضلين الذيا يتعاطون بشكل مبدئي و شريف مع قضايا الشعب المغربي و قضايا الحركة الشيوعية ببلادنا.
لقد كنست معركة مراكش و طبعا بفضل المناضلات و المناضلين تلك الصورة التي حاولت الامبريالية و الرجعية تثبيتها على موت اليسار. لقد أعادت هذه المعركة البطولية اليسار الى واجهة النضال داخل المغرب ، إنها دروس غنية و تراكم من الصعب تحقيقه في هاته المدة القصيرة بالمقياس الزمني و الكبيرة بالمقياس التاريخي.
حرزني أصبح اليوم على يد هؤلاء الشبان الأحرار مثل ضفدع لا يجد وحلا يغطس فيه.
زمن المصالحة و طي صفحة الماضي أصبح بضاعة منتهية الصلاحية و لا يستطيع أيا كان أن يتحدث عنهما دون أن تحمر وجنتاه من الخجل إن لم يكن وضيعا بطبيعة الحال.
إن الروح القوية التي يمتلكها هؤلاء الرفاق و على رأسهم وريثة سعيدة و زهرة هذا الزمن المشرق الرفيقة زهرة بودكور ، قد لا نفهمها من دون أن نفهم الفكر الذي يتسلح به هؤلاء الشيوعيين الحقيقيين.
إن هاته الصلابة و هاته القناعات الراسخة قد جاءت من تبني هؤلاء الشيوعيين و الشيوعيات لخط الجماهير و للإديولوجية الماركسية اللينينية الماوية.
هاهم اليوم أبناء ماركس انجلز لينين ستالين ماو يقلبون المعادلات و يعلنون انتهاء مرحلة الردة و بزوغ عهد النضال الواعي الى جانب أبناء الجماهير الشعبية و الى جانب كل الرافضين لسياسة النظام الرجعي ببلادنا.
عاشت نضالات المعتقلين السياسيين
عاشت نضالات الشبيبة الثورية
المجد و الخلود لشهداء الشعب المغربي
ابراهيم المغربي
20/07/2008
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز