الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية الاحلام المريضة

حسين علي الحمداني

2008 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


من خلال الكثير من المقالات التي تنشر في الصحف العربية سواء كانت حكومية او مستقلة او معارضة وسواء كانت تصدر داخل الوطن العربي او في المهجر نجد إنها تتفق جميعا في نقطة مهمة وجوهرية هي إلصاق صفة العمالة لأميركا على الحكومة العراقية
وبالتالي نستنتج ان هذه الصحف او تلك الأقلام مازالت تعزف النغمة اياها التي كان يعزفها جلادو الشعب العراقي قبل التاسع من نيسان 2003.
وبحكم ما متوفر الان لأي مواطن عراقي من اتصالات فان باستطاعته مطالعة ما يشاء من الصحف العربية والأجنبية وقراءة أفكار الآخرين وانأ شخصيا من أولئك الذين يدمنون قراءة صحف أولئك الذين يتباكون على العراق وأطالعها لسبب بسيط جدا هو كي أعرف مدى نجاح برنامج الحكومة العراقية ونجاح خططها من جهة وغيظ الآخرين من جهة أخرى. ولكنني ومن خلال تلك المتابعات استنتجت وربما غيري استنتج هذا ان الكثير من العرب يخشى ابتعاد العراق عن الساحة العربية او بعبارة أدق ((خسروا البقرة الحلوب)) ورغم قساوة هذا التعبير على المواطن العراقي إلا انه يمثل الحقيقة التي لا يمكن لأحد ان ينكرها والتي تتمثل بان الفلسطيني الذي يرمي حجارة ويجرح في اصبعه له من العراق في العهد البائد (عشرة آلاف دولار) والعراقي الذي كان يحرس الحدود آنذاك راتبه الشهري أربعة دولارات؟!! وشتان ما بين هذا وذاك. العراق كان يستورد بموجب مذكرة التفاهم بملياري دولار من الدول العربية بضاعة فاسدة باعتراف الجميع وبعد نيسان 2003 ذهبت تلك المليارات.العراق منجم الذهب والنفط واليورو والدولارات للكثير من العرب الذين كانوا يزورون العراق وينامون في افخر فنادقه ويأكلون حصتنا التموينية ويطالبوننا بالصبر والصمود لكي يستمروا هم بالنعيم الذي يمدهم به طاغيتهم.
بالأمس كنت أطالع رسالة من مصر وصلتني بالايميل الذي لم أكن استخدمه او اعرفه قبل نيسان2003 حفلت هذه الرسالة بما لذ وطاب من الكلمات القومية النابعة من قواميس الثورة العربية وحركات التحرر في العالم وتشيد بالانتقال الديمقراطي للسلطة في جمهورية كوبا وكأنها تبارك لحدث قادم بانتقال مماثل للسلطة في هذا البلد او ذاك من البلدان العربية الراكعة تحت انظمتها الشمولية او ما يمكن ان اسميها ((انظمة عاوز ارنب خذ ارنب عاوز غزال خذ ارنب) انظمة الاستفتاءات المبرمجة، اعود للرسالة الالكترونية التي تؤكد ان كل الأقلام التي تكتب الان في العراق هي اقلام مأجورة وعميلة لأميركا؟؟ وان عليها ان تكتب مقالات تحرض فيها الشارع العراقي على خروج المحتل واعادة الحكومة الشرعية التي انتخبها الشعب بنسبة100%؟؟؟ اذن هم يحلمون باعادة عقارب الساعة الى الوراء وهيهات ان ترجع تلك الأيام، هم يتمنون عودتها لمصلحتهم فقد جفت مدخولاتهم وتوقف نمو مدخراتهم من العملة الصعبة لان حكومة العراق الان لا تعطي لمن يكتب لها ويمدحها بل تعطي لمن يشخص سلبياتها كي تعالجها؟ الرسالة كانت طويلة تذكرني بالبيانات التي كانت تصدر عقب كل اجتماع للجامعة العربية او لغيرها من الاتحادات العربية القومية التي كانت تجوب شوارعنا وحفظتها عن ظهر قلب.بعد ان أكملت الرسالة أدركت كم كنا مظلومين نحن أبناء الشعب العراقي وكم كان أولئك سعداء. وكم من المليارات صرفت لهم ولم تصرف لنا.
هؤلاء يعيشون في خيال مريض ومازالوا يحلمون أحلاماً صفراء لذا تجدهم لا يجيدون الكتابة إلا بالتباكي على العراق الذي خرج من الحضيرة العربية وان النفط العراقي يسرق من قبل الامريكان وان اليهود احتفلوا بقصور صدام وان العراق يحكمه الايرانيون والى آخر معزوفاتهم الخائبة كخيبة أفكارهم التي جلبت ليس للعراق وحده الدمار والخراب بل حتى للنظام العربي ووحدته. أتعجب كثيرا وبعد خمسة أعوام من التغيير الذي حصل وبعد ثلاث حكومات توالت على العراق وتوجد الان حكومة منتخبة من الشعب لا تعجبهم؟ وبرلمان يمثل أطياف الشعب لا يعجبهم؟ فما الذي يعجب العقل العربي ليرضى عن العراق؟
يقول صاحب الايميل نريد منكم ان تكون حكومتكم من الشعب 100% ؟
اية خرافة تلك هل توجد حكومة في العالم تحصل على رضا الجميع؟ وان حصلت على ذلك الرضا كما فعل البعض بطرق او باخرى فهل هو الصحيح؟؟ تتذكرون نسب الـ 99% التي ابتدأت في زمن الراحل عبد الناصر لتصل الينا100% في زمن الطاغية في ممارسة وصفها الاعلام القومي ((انها فريدة من نوعها)) كما وصفت صحفهم بالأمس الانتقال الديمقراطي الفريد للسلطة في كوبا وكأن بني أمية لهم من يؤيدهم في حديقة امريكا الخلفية.
نحن في العراق لا نعيش مرحلة الانسلاخ عن العرب كما يتصور البعض ويحاول ان يصوره للآخرين ولكننا الان في العراق كشعب له إرادته لا يقبل ان يكون سعر البرميل للنفط أكثر من مائة دولار ونبيعه بسعر (الصابون) و (الشامبو) لإخوتنا العرب. وايضا لا نقبل لأحد ان يملي علينا ويحدد نصادق من ونعادي من؟ فيكفي إننا ذات يوم عادينا كل العالم!!!
نعم لقـد اخترنا الحيـاة واخترنا الديمقراطية التي دفعنا ثمنها باهظاً وهذا الثمن الذي دفعناه كفيل بان يجعلنا لن نتراجع عما وصلنا إليه من إنجازات في مسيرتنا الديمقراطية التي ربما سيتضرر البعض من أخوتنا منها ولكنها خيارنا الوحيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء رونالدو حديث المنصات العربية • فرانس 24 / FRANCE 24


.. التشكيلة المتوقعة للجمعية الوطنية الفرنسية بعد الجولة الثاني




.. كيف يمكن للديمقراطيين استبدال بايدن في حال قرر التنحي وما ال


.. حاكم ولاية مينيسوتا: نحن قلقون بسبب التهديد الذي ستشكله رئاس




.. أحزاب يشكلون الأغلبية في الحكومة والبرلمان الجزائري يطالبون