الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأرنب والكل حفاة!!!

أماني محمد ناصر

2008 / 7 / 21
كتابات ساخرة


يلومني لماذا لم أعد أكتب كالسابق...

بأي قلم أكتب؟
أبقلم الكاتب المهدّد بالإعدام شنقاً، رمياً بالرصاص في أية لحظة، بالرجم حتى الموت، بالاغتصاب حتى انتزاع شرف المهنة منه والتبوّل اللاإرادي حينها...

أكتب؟
ماذا اكتب؟
هل أكتب عن وطنٍ يدعى العراق باعه ثلّة من الأغبياء لأعدائه وأعداء الأمة العربية جمعاء؟
هل أكتب عن هذا الوطن الذي قُدّم على طبقٍ من ماس لمن لوثّ شرف أمه وأخته وزوجته وبناته وبنيه؟؟
هل أكتب عن حبيبة اسمها فلسطين إلى الآن لم تستطع أن تنال حق عودة أبنائها أو بناء غرفة صغيرة تأوي عائلة صغيرة مؤلفة من رجل وامرأة وطفل وحجر؟؟!!!

هل بوسع الكاتب ذو الضمير المستفز أن يكتب ما يريده في هذا الزمن؟
هل بوسع المفكّر أن يفكّر دون اصطياد أفكاره؟
هل بوسع الشاعر أن يبوح بمشاعره دون الخوف من اغتصاب مشاعره أمام والدته، أمام والده، امام إخوانه، إخوته، جيرانه، وأمام من يهوى؟؟!!
صادروا أفكار المفكرين، اغتالوا مشاعر الحب فينا، لوثوا شرف مهنتنا...

كل يوم تطالع صاحب الضمير المستفز أحداث تهيء مرارته للانفجار مرات عدة، وتجتاحه نوبات موجعة من الشقيقة!!!
ليست مرارة جسده، فهذه انفجرت لحظة مولده في وطنٍ مسلوب الحرية والإرادة، ولا صداع الشقيقة فهذا الصداع رافقه من لحظة حمل أمه به وكثرة شكواها كيف ستؤمّن له حياة مستقرة دون الخوف من أن تتهم بأنّ رحمها سيلفظ يوماً إرهابياً، فقط لأنه عربي!!!
كيف سترضعه حليباً خالياً من دسم الخوف والرهبة كلما شاهدت مظاهر القتل والتشريد والتجويع ماثلة أمامها على شاشات التلفاز؟؟
أنا لا أتحدث عن هذه المرارة، مرارة الكاتب، أو صاحب الضمير المستفز...
وإنما مرارة يأسه وفقره وشعوره بالظلم والغبن لأنّه كثر عدد الذين بنوا أنفسهم وعلا شأنهم من لقمته وعرق جبينه وعزم ضربة فأسه في الأرض...
ونوبات صداع شقيقة قلمه... يده التي تجتاحها نوبات من صداع الخوف خشية القطع!!!

أضع يدي في جيبي، حفنة من الدراهم فيها، في ذات الوقت الذي أمر فيه من أمام منزل مسؤول عربي، عشرات السيارات ذات الماركة العالمية تركن أمامه!!!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا