الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جاء يوم الحساب

غسان الصراف

2008 / 7 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لايتذكر جلال الدين الصغير المواطن في العمارة حتى يحتاجه ففي طرقات متربة وعلى ارصفة بالية وسط انعدام تام لأي مظهر حضاري، فوجئ اهالي العمارة بالصغير وهو يدعو انصار المجلس الاعلى واهالي العمارة الى انتخاب مايسميها قائمة السيستاني بقوله "ستظهر الكثير من الرايات واليافطات وعلينا أن ننتخب راية أسد العراق الكبير السيد السيستاني" بالإشارة إلى قائمة الائتلاف العراقي الموحد التي سبق لها وان دخلت في الانتخابات السابقة عبر يافطة المرجعية.
وقبله قال السيد عمار عبد العزيز الحكيم خلال احدى الحملات الانتخابية عام 2005 انه لايعقل ان يكون السيد السستاني قد سحب تأييده لقائمة الائتلاف وهو الذي أيدها (على حد قوله) في الانتخابات الاولى فالسيد السستاني ،يستدرك الحكيم، يدعمنا ويشد على ايدينا وهو معنا حتى آخر يوم من الانتخابات.
طبعا السيد عمار يدرك العقلية التي تتسم بها الفئة التي يستهدفها في حديثه وهو يعرف أي الاوتار يمكن لها ان تطرب وتداعب قاعدته الجماهيرية.
ترى الى هذا الحد تحترم قائمة الائتلاف ومريديها مرجعيتها وهي التي رفضت ذلك جملة وتفصيلا استخدام اسمها أو رموزها خلال الحملات الانتخابية من أية جهة كانت فيما قالت شخصيات تمثل المرجع الاعلى ان الامر مرفوض من اية جهة سياسية او قائمة انتخابية او شخصية سياسية ومشددا على ان من يعمل ذلك فانه يقوم به من دون موافقة المرجعية....
فهل الجمهور يحترم المرجعية اكثر ام الصغير وغيره؟
تقول احدى النائبات في لقاء تلفزيوني على العراقية "اننا اقوياء بالمرجعية" وهي والله صادقة في ذلك كل الصدق فهي تقول اننا لاشيء بدونها وان ذرة من الكفاءة المهنية لاتتوفر فينا واننا ان نزعنا عمائمنا فان لاشيء تحتها.

ولكن السيد عبد العزيز الحكيم يصر بالقول "نحن كجهات دينية وكيانات دينية، نحترم ونقدر هذه الرموز وهي جزء من هويتنا ونريد الناخب العراقي أن يعرف كامل هويتنا" ولكن الناخب الخايب يعرف بالتفصيل هويته وتاريخ انتمائه الديني والمذهبي حتى قبل ان تأتي "الديمقراطية" الى العراق فلا يحتاج من هذا او ذلك ان يعرفه بمن هو . ولكن مايريده الحكيم بالضبط هو استخدام الجوكر في اللعبة الانتخابية واللعب على عواطف الجهلة وتكريس سذاجتهم كي لايروا غير الائتلاف ولايروا غير الحكيم وربعه ممثلين لهم في المجلس .

وبالرغم ان مثل هذه الممارسات يمكن ان تنال من وطنية المواطن لتجعل قلبه وعينه على مذهبه ومن هو على مذهبه فقط ، فانها مافتئت تمارس ضغوطا نفسية لتحويل الناخب الى قنبلة تنفجر غيضا وحقدا تاريخيا على الزمن الذي ولى حُرم فيه على حد قولهم الشيعة من اية ريادة سياسية في المشهد العربي الاسلامي وهو استمرار لتكريس مبدأ الاسلام السياسي المتشدد عبر التاريخ.

إن ذلك يعكس للمتتبع حقيقة ان الاحزاب والشخصيات السياسية قد افلست شعبيا ولم يعد لديها الا هذه الورقة وبانها ما زالت في مرحلة النمو السياسي وهي لم تصل حتى بعد تجربتين انتخابيتين الى النضج الكافي لاقناع جمهورها بالاسباب التي تدعوه لانتخابها من برامج سياسية واقتصادية مستقبلية وهي تخاطب جمهورا واسعا يتأثر بقوة بالعواطف والتصورات بدل الحقائق والوقائع على الارض
مستفيدة من التجارب الانتخابية الايرانية التي ركز فيها المحافظون كثيرا على الرموز الدينية واستغلوها في جذب ملايين الاصوات مما رجح كفتهم على الاصلاحيين في ايران .

وبالعودة الى العراق فان المعارضين لاستخدام الرموز الدينية قد شعروا بالخطر وهم يتذكرون الانتخابات السابقة حين كان للرمز الديني الكلمة الفصل في بلورة رأي الناخب وبالتالي في السيطرة على مقاليد البرلمان. ولم تصل الممارسات الانتخابية الشاذه الى هذا الحد بل لجأت الى تشويه صورة الاخر في ملصقات مهينة صورت الليبراليين بالوجه الاخر للبعثيين مما اسقطها تماما وبعثر جهودها وانهى كل وجود لها في المناطق الجنوبيه من العراق.

ومهما راهن معمموا السياسة على طيبة وحسن نوايا "قواعدهم الجماهيريه" للمعاني والاسس الصحيحة للحياة الرغيدة في العراق، فان الحقائق على الارض تتكلم بلغة غير لغة الصغير والحكيم ....انها تتحدث عن مليارات مفقودة وكهرباء موعودة وفوضى سائدة وتنافس غير شريف ليس إلا. والآن باتت الناس تنتظر اليوم الذي تنتفض فيه لسنوات سوداء طويله يريد المستفيدون من هذه الحالة ان تدوم فيدوم بقاءهم .ايها الناس هؤلاء يريدون منكم ان تكونوا مطيه لهم حاشاكم فهم طائفيون بلباس ديني قذر وانتم كنتم رواد الفكر الوطني ايام ثورة العشرين ومنكم بزغت الحركات والاحزاب الوطنية التقدمية وقدمتم دروسا رائعة في البطولة خلال معارك ام قصر الباسله فما دافعتم عن نظام بعينه اكثر مما كان العراق كله امام اعينكم . اننا نراهن عليكم في الايام القادمة ,,, لقد نفض اخوانكم في الانبار افكار الارهاب عن افئدتهم وصارت الرمادي لكل العراقيين فهنالك الوطنيون هم من يمسك بدفة الامان فيها ,,, والان دوركم لعراق جديد متسامح ، فانتم والله اكثر طيبة من مفسدي الدين ,,,انني اتحداهم ان يتحدثوا اليكم عن التسامح الديني وعن نسيان الآلام وعن مبدأ عفا الله عما سلف. هل حدثكم هؤلاء عن قيم التسامح الديني والوحدة الوطنية والدينية؟ ام كانوا يجملون مشهدا تعمه الفرقة تحت عنوان بائس اسمه الفدرالية ليستحوذوا هم وليس الشعب الذي يمثلونه على مقدراته وكنوزه.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا