الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروس عملية تبادل الأسرى

ثائر دوري

2004 / 1 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بات من المؤكد  أن تتم صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله و الكيان الصهيوني خلال عدة أيام . و ستشمل الصفقة تبادل جنود ، ربما أحياءاً و ربما امواتاً ، و ضابط استخبارات صهيوني مع أسرى عرب  فلسطينيين و لبنانيين و سوريين و ليبي و ربما أردنيين . لن أناقش تفاصيل الصفقة فهذا الأمر  أشبع تحليلاً و تمحيصاً من قبل وسائل الإعلام العربية و العالمية لكني سأتناول الموضوع من زاويتين .
أولاً - مرة أخرى يثبت لنا هذا الكيان أنه لا يفهم من اللغات سوى لغة القوة . فقد حاول أبو مازن ، تفاوضياً ، المستحيل للحصول على إطلاق سراح بعض الأسرى كي يحسن صورته قليلاً بالشارع الفلسطيني بعد حكاية فرضه في منصبه من قبل ل الأمريكان ، لكن دونما فائدة و حاول خلفه احمد قريع بدون جدوى . و ما عجز عنه أبو مازن بالطريق التفاوضي ، الذي كان سيعود بفوائد كثيرة على الكيان الصهيوني ، حيث كان سيفرض شروطه مقابل إطلاق سراح الأسرى ، أتمه حزب الله بالقوة و بدون شروط عدا عملية التبادل . و كأن ما يحدث تكرار مصغر لدرس جنوب لبنان و الانسحاب الصهيوني غير المشروط عام 2000 . و لا بد أن هناك بين إخواننا الفلسطينيين من يقرأ درس اليوم كما سبق و حدث عام 2000 عندما قارن الفلسطينيون بين ما أعطي لهم خلال عقد من التفاوض و بين ما حدث عن طريق المقاومة في جنوب لبنان فاستوعبوا الدرس سريعاً ، و وصل الطريق التفاوضي ، الذي اتبعته السلطة الفلسطينية ، إلى طريق مسدود فكانت الانتفاضة .
كما أن التبادل بهذه الطريقة و شموله أسرى عرب ، و بعضهم لدول تقيم معاهدات سلام مع الكيان الصهيوني فيه إحراج كبير لهذه الدول . لقد ظهر عجزها واضحاً عن فك أسر أبنائها بالطريق التفاوضي مقابل أن يتم ذلك بتبادل أسرى بين طرفين متكافئين و بدون معاهدات سلام .
النقطة الثانية : إن شمول التبادل لمعتقلين عرب و فلسطينيين يعيد طرح مركزية القضية الفلسطينية من جديد و يعرب هذه القضية  بعد أن مضى عقد التسعينيات من القرن الماضي تحت شعار فصل المسارات و كف تدخل العرب في القضية الفلسطينية . و الآن يأتي حزب الله ، عبر عملية تبادل الأسرى ، ليطيح بكل هذه الترتيبات مذكراً القاصي و الداني أن قضية فلسطين قضية تخص العرب جميعاً و إن من حق كل عربي أن يتدخل بها . 
إن الكيان الصهيوني كيان غاصب عدواني لا يقبل بأنصاف الحلول ، و هو مصر على تذكيرنا بهذه الحقائق دوماً. كما أن القضية الفلسطينية قضية عربية تخص حزب الله مثلما تخص حماس و الجهاد و فتح و تخص السوري و المغاربي مثلما هي تخص الفلسطيني  . هذه هي دروس عملية تبادل الأسرى الخيرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت