الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترحيل نقابة الصحفيين العراقيين الى مثوى الطائفية !

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2008 / 7 / 22
الصحافة والاعلام


ما حدث في فندق المنصور ميليا يوم الجمعة الماضية في انتخابات نقابة الصحفيين العراقيين حالة مؤلمة من الفوضى لشريحة تعد من النخب المثقفة التي لطالما تفاخر بها الوطن العراق ، وقد اسفرت تلك الانتخابات عن فوز السيد مؤيد اللامي بمنصب نقيب الصحفيين العراقيين ، ومن خلال معرفتي المتواضعة منذ اكثر من عقدين من الزمان بالواقع الصحفي العراقي المتميز فلم نسمع يوماً بالسيد اللامي ولم نقرأ له في صحافتنا ما يؤهله لان يتميز على الاخرين ليتم انتخابه !

والمشكلة الكبرى ان الذين ذهبوا لينتخبوا نقيبهم من الصحفيين العراقيين في الغالب ليسوا بصحفيين انما عملوا بالصحافة الحزبية في السنوات التي تلت سقوط النظام العراقي بعد ان تم قتل وهجرة الكثير من الصحفين العراقيين وظلت الساحة شبه خالية الا من البعض الذين استطاعوا ان يؤسسوا لصحافة عراقية حرة في هذا الوقت الصعب ، ولعل الذين انتخبوا النقيب الجديد هم معروفون بانتماءاتهم للاحزاب التي لها ارتباط وثيق بالجارة ايران ! مع نسبة قليلة جداً من رجال المهنة الحقيقيين الذي انسحبوا ولم يدلوا باصواتهم لترفعهم وحرصهم الوطني على مستقبل تلك النقابة التي رُحلت الى المحاصصة الطائفية في الوقت الذي يكون العراق احوج الى نقابة نزيهة بعيدة عن التخندق الحزبي والتكتلات والانشقاقات التي افضت بنا الى التقسيمات والمحاصصة !

ولهذا لا يمكن باي حال من الاحوال ان تحدث انتخابات نزيه في كل النقابات والمحافظات وحتى الانتخابات الحكومية مادامت هذه الاحزاب تتسلط على رقاب الجميع وبخاصة الاحزاب الاسلامية التي تهيمن على كل شيء ، كانت ثمة اسماء رشحت لمنصب النقيب وهي صاحبة باع طويل في هذا المجال ومنهم الدكتور هاشم حسن ومعاذ عبد الرحيم وهم اغنياء عن التعريف وقد توقع الصحفي العراقي الذي يقيم خارج الوطن ان يفوز هاشم حسن لانه المؤهل لقيادة هذه النقابة علميا ومهنياً إلا ان ايران صاحبة الذراع الطويل الممدود داخل العراق استطاعت حسم الامر لصالح احد الاحزاب الاسلامية التابعة لها ، وكان من المفترض ان ياخذوا اصوات الصحفيين الذين يقيمون خارج الوطن !

لكن المشكلة ان الطائفية استطاعت من خلال التزوير وشراء الذمم ان تزيح عن طريقها اصحاب المهنة الحقيقيين لتأتي بغيرهم من الحزبيين وتجعل من نقابة الصحفيين تابع لهذا الحزب او ذاك ممن يسيطروا على السلطة داخل المنطقة الخضراء وتربطهم اجندات مع دول لها مصالح ومطامع في العراق !

ليس غريباً على العراق الجديد ان تهيمن هذه الاحزاب على المؤوسسات والنقابات الثقافية والمهنية في العراق ما دامت هي مسيطرة على كل شيء داخل العراق وبنفس الاسلوب الفج بشراء الذمم والضحك على عقول الفقراء ودفعهم لانتخاب القائمة هذه او تلك بعد ان يصدروا لهم الفتاوي والتحريمات بانتخاب قوائم اخرى !!

وبهذا فقد رحلت نقابة الصحفيين يوم الجمعة الماضية الى مثواها الحزبي لتكون سابقة خطيرة في تاريخ الصحافة العراقية التي كانت واحدة من النقابات التي يصعب الانتماء اليها ، فلا ضير يكون نقيب الصحفيين ينتمي الى حزب اسلامي ما دامت الوزارات يشغلها ممن كان يعمل كيشوان في جامع او حسينية او طباخاً ماهراً !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير