الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشاهد العربي والمسلسلات المدبلجة

كاظم مرشد السلوم

2008 / 7 / 22
الادب والفن


الـ (soap opera) او الاوبرا الصابونية تسمية يطلقها النقاد على المسلسلات المكسيكية المدبلجة التي شهدت ازدهارا في انتاجها منذ ثمانينات القرن الماضي.
التسمية هذه جاءت كون هذه المسلسلات تمتاز بطولها اذ يبلغ عدد حلقات المسلسلة الواحدة اكثر من مئة او مئتي حلقة.وبما ان الموسيقى الاوبرالية تمتاز بطولها هي الاخرى فكيف بها اذا اصبحت صابونية سائلة.
هذه المسلسلات تنتج بشكل تقريبي خصيصا لربات البيوت والتي يمتاز اغلبهن بمستوى ثقافي محدود او غير متعلمات اصلا. وتبث هذه المسلسلات في ساعات الصباح التي تكون فيها ربات المنازل منشغلات باعمال المطبخ. هذه الاعمال التي تمتد لساعات طويلة. الامر الذي يتيح لهن المشاهدة وهن منهمكات باعداد وجبات الطعام. فاذا فرغن من اعمالهن فان موضوعة هذه المسلسلات تكون موضوع حديثهن اذا اجتمعن مع بعضهن في المساء متناولات ماحل بالبطل او البطلة او احد الممثلين او الممثلات.
وقد بث تلفزيون الشباب هذه المسلسلات في تسعينيات القرن الماضي واستقطبت في حينها جمهورا واسعا من المشاهدين. وهذه المرة دخلت على خط المشاهدة شريحة الطلبة وعدد اخر غير ربات البيوت ومن هذه المسلسلات ـ عروس البحر ـ غوادو لبي ـ مانويلا ـ لعبة الحب ـ وغيرها.
موضوعة هذه المسلسلات لاترتكز على وحدة الموضوع بل هناك عدة مواضيع واحداث تحاول المسلسلة الامساك بجميع خيوطها مع ابراز حدث يخص البطل او البطلة.. والغرض من ذلك اطالة حلقاتها.
هذه المسلسلات حاولت محاكاة مسلسلات هوليوودية مهمة شكلت حضوراً قويا على الشاشة اينما عرضت مثل المسلسل الشهير ـ الحسناء والوحش. مون لايت ـ دالاس ـ واخيرا فرندز ـ التي مازالت تعرض حتى الان...
معظم المسلسلات الهوليودية تمتاز بمعالجة حدث محدد داخل الحلقة الواحدة الامر الذي يجعل المشاهد مشدودا اليها ولايشعر بالملل عكس المسلسلات المدبلجة التي تفتقر الى هذه الصفة. اضافة الى الفارق الكبير في الامكانية الانتاجية للصنعة الهوليوودية وشركات الانتاج المكسيكي البسيطة كذلك الفرق الواضح في المعالجة من حيث الموضوعية والتقنية.
دول اخرى حاولت الخوض في انتاج مثل هكذا مسلسلات مثل ـ تركيا ـ التي يشاهد الجمهور العربي واحدة من مسلسلاتها على شاشة mbc 4 وهي مسلسل نور الذي حظي بمتابعة واسعة من الجمهور العربي... المسلسل لايختلف في طرحه عما طرحته المسلسلات المكسيكية التي سبق للمشاهد العراقي ان تابعها في شيء من الاهتمام.
فلا وجود لحبكة درامية واضحة وليس هناك من التزام بخط درامي متصاعد لانه لو حصل ذلك لما استطاع منتجو هذه المسلسلات الامتداد بحلقاتها الى هذا العدد الكبير.
السؤال لماذا يحظى مسلسل مثل نور بهذه الاهمية والمتابعة من قبل الجمهور العربي عموما والعراقي خصوصا...؟
البعض يرى ان مايطرحه هذا المسلسل من افكار وسلوكيات منفتحة تطبع بها المجتمع التركي نتيجة للنظام العلماني الذي تبنته تركيا بفضل مؤسس دولتها الحديثة (كمال اتاتورك) والفرق الشاسع الذي يستشعره المشاهد بين هذه الافكار والسلوكيات وبين افكار وسلوكيات المجتمع العربي... اذا ما اخذنا في نظر الاعتبار ان تركيا دولة مشرقية مسلمة ولكن ذات نظام علماني ديمقراطي..
البعض الاخر يعزو ذلك الى ضعف الانتاج الدرامي العربي ويعده عاملا مهما في تحول الجمهور الى هذا المسلسل كون الانتاج الدرامي العربي لاينشط الا في شهر رمضان حيث تشهد حركة وتنافسا غير طبيعيين حتى وان المشاهد العربي يحار في اختياره لاي من هذه المسلسلات سيشاهد وقد يخطأ في الاختيار فتفوته فرصة مشاهدة اعمالا مهمة ولايستطيع مشاهدتها الى حين اعادتها بعد رمضان... اما الفترة التي تلي رمضان فلا نشاهد فيها اعمالا مهمة بمستوى تلك التي عرضت في شهر رمضان. الامر الذي يترك فراغا واضحا تضطر معه الفضائيات العربية الى ان تعرض مسلسلات اجنبية ولعل مسلسل (نور) او (لميس الذي يعرض على الـ mbc ) احداها..............
السؤال الاخير... ماذا لو تم عرض مسلسل (نور) في شهر رمضان لمـن ستكون الغلبة.
للمسلسلات العربيـة ام للمسلسلات المدبلجة؟.
لننتظر رمضان القادم ونرى فقد تمتد حلقات مسلسل (نور) حتى شهر رمضان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الرياضي فتحي سند : فرص الأهلي في الفوز بالبط


.. كل يوم - الناقد الرياضي فتحي سند : لو السوبر الأفريقي مصري خ




.. مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم


.. أون سيت - من نجوم شهر مايو الزعيم عادل إمام.. ومن أبرز أفلام




.. عمر عبدالحليم: نجاح «السرب» فاق توقعاتي ورأيت الجمهور يبكي ف