الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرم سوري غير عادي

احمد علي

2008 / 7 / 22
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


قراءة في البروتوكول الألماني السوري، حول موضوع اعادة االلاجئين.

وقع وزيرا الداخلية الألماني والسوري، خلاال زيارة الأخير لألمانيا ، الاسبوع الفائت، اتفاقية امنية، وبحسب تصريحات الوزير الألماني، والمتحدثة بأسم الوزارة، وما نشره الاعلام الألماني ، تتضمن شقين . الاول يتعلق بموضوع مكافحة الإرهاب ،وتبادل المعلومات حول الاشخاص الذين تدور حولهم الشبهات ...الخ. هذا الشق الذي لم يرشح عنه شيء يذكر. .والثاني المتعلق بموضوع اعادة المقيمين الغير حاصلين على حق الاقامة الى بلدهم .
ما ورد على صفحة الإنترنيت الرسمية، لوزارة الداخلية الألمانية، وفي الصحافة، فان البروتكول ينص على ان الطرفين يلتزمان بتسهيل اعادة واستقبال مواطنيهما من حاملي الجنسية ، والذين يقيمون لدى الطرف الآخر ، ولم يحصلوا على حق الإقامة، وكذلك مواطني الدول الأخرى، ممن ليهم شكل ما من اشكال الاقامة ، او فيزا او مروا عبر اراضي احد الدولتين ، وغادروها بشكل غير مشروع الى الدولة الأخرى. وكذلك منح تأشيرات سفر، واستقبال الاشخاص الذين لا يحوزون على جنسية اية دولة من دول الشرق الاوسط ، وكانو مقيمن ويمتلكون اية وثائق بهذا الشأن ، وكذلك الاشخاص من هذه الفئة الذين لا يمتلكون وليس لديهم اية سجلات في الدولة المعنية، بمجرد التثبت من انهم كانوا مقيمن في الدولة الأولى وغادروها بشكل غير شرعي الى الثانية.
وبترجمة النصوص الدبلوماسية والمواربة هذه الى لغة الواقع، وهو ماكتبته الصحافة ايضا ،فان ما اتفق عليه هو ما يلي:
- تلتزم سوريا وتساعد وتسهل اعادة مواطنيها، من حملة الجنسية السورية، الذين لم يحصلوا على حق الاقامة، وترغب المانيا باستبعادهم،
- تلتزم سوريا بالمساعدة على تسفير ،واستقبال رعايا الدول الاخرى في الشرق الاوسط، من الذين كانوا مقيمين او حصلوا على تاشيرات سفر من او في سوريا، او مروا عبر اراضيها نحو المانيا.
- تلتزم سوريا بمنح وثائق سفر، واستقبال الاشخاص الذين لا يحملون جنسية أي بلد في الشرق الاوسط، حسب المعطيات المذكورة اعلاه.
تتكون الجالية السورية في المانيا حسب فترة قدومها الى المانيا من فئتين، الأولى وهي التي قدمت في نهاية السبعينات، وبداية الثمنينات من القرن الماضي، على اثر الصراع المسلح بين السلطة والاخوان المسلمين، بالاضافة الى بعض القوى اليسارية التي شملها فمع السلطة. هذه الفئة لن تعاني عموما من هذا البروتكول ، لأن الغالبية العظمى منها قد حصلت على الجنسية الألمانية، او الاقامة الدائمة ...الخ. الفئة الثانية وهي التي قدمت الى المانيا منذ منتصف التسعينات ، وهي المعنية اساسا بهذا البروتوكول، وهي في غالبيتها العظمى كردية. والكثير منهم ممن جردوا من الجنسية السورية .وهذا ما يوضح الكثير مما ورد في حيثيات هذا الانفاق، ولغته المواربة.
انه كرم بالغ ، في ان تلتزم سوريا ليس فقط بان باستقبال مواطنيها، وانما مواطني الدول اخرى ، والمجردين من الجنسية في الشرق الاوسط، في ظل وجود اكثر من مليون ونيف لاجئ عراقي ،تقول سوريا على لسان مسؤوليها بأنها تعاني الكثير بسبب وجودهم، وهذا ما علقت عليه الصحافة، بانه اول اتفاق من نوعه توقعه المانيا مع احدى دول المنطقة، ولكنها لم تدرك بان لغة الاتفاق مخادعة ، فالمعني حقيقة هو أن سوريا تلتزم باعادة موطنيها المجردين من الجنسية السورية.اذ لايمكن التصور بانها ستستقبل المواطنين الكوينين من فئة البدون ...الخ. حيث جرى استعمال هذا التعبير الفضفاض ، حتى لا يتسرب الى الاعلام، مسألة وجود ما يربو على 300000 الف مواطن كردي سوري مجردين من الجنسية ويشكل هذا احراجا للطرف السوري.
بكلمة اخرى ، وافق الطرف السوري على استقبال كل من تريد المانيا اعادته، وهذا ما كان ليحلم يه السيد شويبله وزير الداخلية الألماني قبل عدة شهور ، عندما كان اعضاء حزبه الديمقراطي المسيحي ، يعترضون على استقبال وزير الخارجية السوري في برلين، ويفسر بدوره تصريح السيد شويبله بان الاتفاق قد تم بسرعة قياسية ـ ربما لم يتوقعها هو نفسه ـ يعكس الثقة التامة بين الحكومتين فيما يخص هذا الموضوع.
يبلغ عدد السوريين الذين لا يحوزون على الاقامة7000 شخص، من مجموع 28350 سوري يفيمون في المانيا، هؤلاء الذين مضى على اقامتهم في المانيا سنوات طويلة، ولم يعودوا يمتلكون في سوريا أي شيئ يمكنهم مياشرة العيش والعمل ، في ظل الازمة الاقتصادية الحادة ،وارتفاع مستوى البطالة الى اكثر من ثلثي القوي العاملة حسب معطيات المنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن، والأسوء من ذلك هي حالة تلك الفئة المجردة من الجنسية منهم ، والذين بعودتهم ، سيرمون هم واطفالهم الى حالة الضياع من جديد، حالة اناس لا يمتلكون اية وثيقة تؤكد وجودهم واسمائهم ،ووو ... وتفتح امامهم ولو تظريا امكانية ، التعلم والعمل او حتى امكانية النوم في فندق بدون الحصول على موافقة الجهات الرسمية على ذلك.
والسؤال الذي يطرح نفسه ، لماذا هذا الكرم السوري البالغ؟ انه باختصار شديد، عقوبة للجالية الكردية السورية المقيمة في المانيا، وهي الفئة السورية النشيطة في القيام بأعمال معارضة للسلطة السورية، في المانيا.
ان هذا الاتفاق يطرح على المعارضة السورية، وعلى الجالية الكردية السورية، ومنظماتها واحزابها، وبشكل خاص على هيئة العمل المشترك للكرد السوريين في المانيا تحديا كبيرا، في القيام ينشاطات ، واتصالات ، مع كل الجهات المعنية بهذا الأمر وفي مقدمتها وزارة الداخلية والبرلمان الالماني ، وغيرهم ، وتبيان لا قانونية هذه الاجراءات ، وخاصة فيما يتعلق بالاشخاص المجردين من الجنسية، اذ ان الحكومة السورية ، وكما عودتنا لن تمنحم الجنسية السورية بعودتهم، وانما على الأغلب وثيقة سفر لمرة واحدة.هذا اذا لم يتعرضوا الى صنوف اخرى من المعاناة.
فهل نكون اخيرا بمستوى التحدي؟؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القصف الإسرائيلي يجبر سكان أحياء شرق رفح على النزوح نحو وسط


.. عرض عسكري في العاصمة الروسية موسكو بمناسبة يوم النصر على ألم




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بعد عودة وفد التفاوض الإسرائ


.. مستوطنون يغلقون طريقا بالحجارة لمنع مرور شاحنات المساعدات إل




.. مراسل الجزيرة: جيش الاحتلال يواصل السيطرة على معبر رفح لليوم