الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمير قنطار مقاوماً

عمار ديوب

2008 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن سمير قنطار بهذه الهالة المضيئة،حين كان في سجون العدو الإسرائيلي.كانت له مواقف معروفة في تأييدها للمقاومة الوطنية والإسلامية.ولكن مرّة أخرى من وراء قضبان السجون.ولكنّه ظهر وخطف الأضواء كمقاوم صلب ومن الدرجة الأولى،ويمتلك الخطاب والبذلة المقاومة والحنكة السياسية،ولديه تصور عن المستقبل.وهذا لا يقتصر على دولة لبنان،بل وكذلك على فلسطين.فهو يعدّ العدّة للعودة-فلم يعد إلّا ليعود-.وليس للاستقالة مع العمل والكفاح،كظاهرة تفقأ العين عند المقاومين السابقين أو السياسيين اليساريين السابقين،والذين بمعظمهم أصبحوا ليبراليين ومدافعين عن دول الاعتدال العربي،وناقدين ناقمين على الدول"الراديكالية"أو" دول الممانعة"
إعداده ذاك،يتم من أجل مرحلة جديدة من النضال.المرتبط بالاستشهاد أو التحرير الكامل.فهو حين يخطب،يبدو خطابه للحظات ، خارج منطق الأشياء والسياسة اليومية.فهو يتجاوز كل المقاومين،وبالطبع لا يعير انتباهاً وبالاً للمستسلمين.تجاوزه للمقاومة الراهنة وتأكيده أنّه سيعود إلى فلسطين.وأن إسرائيل يجب أن تدفع الثمن وتعيد الحقوق لأصحابها الشرعيين .لا يمنعه من كيل المديح للمقاومة اللبنانية الإسلامية.وأيضاً محاولة ابتعاث المقاومة الوطنية.وتوجيه النقد إلى المقاومين الفلسطينيين وحثّهم على التخلص من عبثية وأوهام السيادة تحت الاحتلال.
إذا انطلقنا من هذه الوضعية،في فهم مقاصد سمير،فهو إما سيعود إلى التوازن والواقعية الذي تعمل فيه المقاومة الإسلامية.وبالتالي يتطابق حلمه مع سرير واقعيتها.وإما أنّه سيحاول تغيير الواقع كي يتطابق مع حلمه.مؤيداً قول هيغل كل ما هو عقلي واقعي.في الحالة الأولى سيكون زعيماً في المقاومة الحالية.وفي الثانية سيكون مشروع زعيم في مقاومة جديدة، يريد لها العودة إلى خط المقاومة الوطنية؛التي ،من أسباب اجتثاثها مقاومة حزب الله ومن يدعمها وكذلك مشكلات تلك المقاومة القديمة ذاتها.
المشكلة كما أرى أن سمير قنطار، لا يعير إنتباهاً إلى طبيعة المقاومة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.ويحدّدها فقط كمقاومة ضد العدو ،وهي بهذا المعنى دون أدنى شك مقاومة وطنية .ولكن وإذ نظرنا إلى طبيعتها المشار إليها فهي إشكالية بالفعل،وتعيد إنتاج النظام الطائفي وتساهم في تطييف هذه النظام بصورة دائمة.وبالتالي قد يكون المشروع الداخلي للمقاومة هو المفجر للخلافات بين سمير،عميد المقاومين ،والمقاومة الإسلامية الراهنة.
ينطلق سمير قنطار من مفهوم للمقاومة صحيح،فما دامت الأرض محتلة لا بد أن تبقى المقاومة موجودة أو أنها جزء أساسي من أي مشروع سياسي.وما دامت الصهيونية ضد فلسطين والأمة العربية،فهي ستبقى تساهم في تعميق التخلف والتجزئة والتبعية وإعاقة التطور،وهي لن تنسى المقاومين ضدّهم وستصفيهم واحداً واحداً وتاريخها يؤكد ذلك.وبالتالي إما أن نهزم الصهيونية،وإما أنها ستكون القائدة الفعلية للأمة العربية.
إذ صح هذا الاستنتاج وأنّ سمير يركن إليه.فإن الأخير قد يكون معرضاً للخطر بالفعل وفي مرمى النيران أكثر من قادة المقاومة الحالية.والمتأتي من إسرائيل،وقد يكون أيضاً من دول عربية عديدة.تتشارك هي مع الصهيونية في إخماد الروح الثورية عند العرب أو إعاقة إي ابتعاث للأمة باتجاه دولة ديمقراطية موحدة.
نخشى على هذا الرجل كثيراً فهو عكس التيار وأعدائه من كل الأصناف.ويمتلكون العقد والمصالح الكافية لقتله والتمثيل به.وهو ما كان يتمّ دائماً على مر الزمن.ونخشى أن يتحوّل نحو الاكتفاء بمصالح المقاومة الراهنة،التي بذلت جهوداً كبيرة من أجل تحريره وتحرير الأرض،وهو عمل يسجل لها في أعالي كتب التاريخ.وبالتالي بقدر ما نوافق سمير على مشروعه، بقدر ما نخاف أن يستشهد من أجله، أو يتحوّل قائداً في مقاومة طائفية.
ضرورة المقاومة ليست بلا أساس،وهي ليست صناعة أنظمة تسعى لأوراق تفيدها في مفاوضاتها مع الأعداء.هي كذلك لأن هناك أرض محتلة،لان هناك عدو لا يفهم أن عليه إنصاف الشعب الذي دمر حاضره وشرده في كل بقاع الأرض،ولا يزال هذا العدو يعتقد بأنه صاحب السلطة على العرب.وهي ضرورية لان الأرض والشعب والاستقلال والتقدم لن يكون ممكناً ما دام هذا العدو جاثماً ،ولكنّها أيضاً هي جزء من مشروع نهضوي تقدمي وبالتالي المقاومة لها شروط،وبدونها ستوجد مقاومة، ولكنها ستكون ،ورغم وطنيتها إعاقة فعلية على مشروع تطور الأمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حادث مفاجئ جعله رئيساً مؤقتاً لإيران.. من هو محمد مخبر؟ | ال


.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني في تبريز| الأخبار




.. نتانياهو -يرفض باشمئزاز- طلب مدعي الجنائية الدولية إصدار مذك


.. مقتل الرئيس الإيراني: هل تتغيّر علاقات طهران بدول الخليج وال




.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس -إبادة جماعية- نحن نرفض ذلك