الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعاسة الاغبياء

اميرة بيت شموئيل

2008 / 7 / 23
الادب والفن


ما بال هؤلاء الاغبياء ينظرون الي نظرات غريبة ؟ ..... ألست انا ابنة الشهير الذي ركعوا ويركعوا جميعا تحت اقدامه ليتعلموا منه القيم والمبادئ الانسانية النبيلة؟.... فما بالهم اليوم يحاولوا النسيان من نحن؟ ... ولماذا تبدلت نظراتهم الينا؟......
ما اذيت يوما احد ... ولم اسرق من احد .. ولم اتحايل على احد .. لم اتغير الا بجسدي ، الذي انتفخ ببطئ !! وظل ينتفخ الى ان انشطر الى اثنين .. انا وثانية ..
نعم هنالك فرق بين حجمينا،  ولكنني لست بمسؤولة عن هذا الفرق .. لقد اخذت نصيبها من الحجم واخذت نصيبي، فليس ذنبي اذا كان نصيبي الاكبر . المهم انني لست بقاسية عليها ... ها انا احاول اطعامها حتى تكبر وتصل الى حجمي ، وربما تأخذ نصيبا اكبر مني وافضل ...
افضل ؟؟ وهل هي افضل مني حتى يكون لها الافضل ؟؟ هي ليست افضل مني على الاطلاق، لمجرد انها قد انفصلت عني! . فأنا قد صنعتها ... نعم ، أنا صنعتها بفضل الدكتاتورية ! ...هذا الجائر الذي اغتصبني باسم الحب ليغرز فيّ عورته ويزرعها في احشائي ويرحل عني بالف حجة وحجة .. اقترب ليغتصب ربيعي السادس عشر باسم الحب والسعادة الابدية .. كان فنانا في تصويره لدنيا التمدن والحرية .. مثل الانسانية والرجولة حتى حسبته معلما كأبي، فذهبت استمد المعرفة بالحياة الحقيقية منه ايضا، الى ان جاء بالدرس المشؤوم عن الحب ... اصغيت .. اصغيت ثم اصغيت حتى ثملتني كلماته . سحب يديّ ليحسسني بقلبه المحب ويسعدني اكثر بقربه و... سحب جسدي الصغير ليسجنه بين قبضات يديه والباقي من جسده ... حاولت الافلات من هذا السجن اكثر من مرة ولكنه كان يشدني اليه بقبضاته القوية وكلماته الرقيقة والتي ارغمتني على الرضوخ .. لاتخافي ياحبيبتي فانا من احبك من كل قلبه .. لا احد يمكنه ان يحبك مثلي .. ساجعلك سعيدة الى الابد ..
ايتها التعيسة .. هل ستصدقين يوما اذا قال لك رجل احبك او ساجعلك سعيدة ؟؟؟ ايتها التعيسة ، ساعلمك كيف تعشقي تعاستي حتى تضحكي على ذقونهم اذا قالوا لك ذلك .. فمن الغباء ان تصدقيهم ..
هذا الوغد الذي جعله القدر ابا لك، سرق السعادة مني والى الابد عندما اشعل نار جهنمه في جسدي وانا بين الاغماء واللاوعي . وعندما افقت من ذهولي بكيت تعاستي دون ان اعي عمق الفاجعة ... ووجدته يسخر من ضعفي ويصفعني واصفا اياي بالبليدة ، لان المرأة لا تكتمل الا اذا ترك الرجل اثاره على جسدها ... فما بالي ابكي وقد اغرقني معلمي الراشد بآثاره بعد ان اقتحمني كالفارس !!. عدت وخجلت من بكائي بعد ان ثار بكلماته وصفعاته على وجهي ليجعل من نفسي المذنبة وهو الضحية .  نعم يا تعيستي ، خجلت من بكائي الصبياني وخطفت ابتسامة راشدة لا ادري من اين لاخفي بها ضعفي و.. ربما تعاستي و مشاعر الخوف والمذلة اللذان احاطاني من كل جانب. خضعت له هذه المرة ايضا ، وفي داخلي احساس بانه خضوع ابدي ...
في الصباح ، خرجت من بيته، بعد ان امرني بالخروج ورجعت الى بيتي محاولة اقناع نفسي الكئيبة بضرورة تغيير مفهوم الاغتصاب بالجماع والايمان بعمق العلاقة الانسانية التي جمعتني به بعد هذه الليلة بالذات. وحاولت جاهدة حبس دموع الحزن او على الاقل تحوبلها الى دموع الفرح اذا اصرت على التساقط من عيني .. فما الذي يخيفني بعد الان ؟ المفاهيم ؟ لماذا لا تتبدل المفاهيم القديمة لتطلق بالمجتمع الى الرقي كما قال حبيبي .. لماذا لا تتقدم مفاهيمنا كما تتقدم التكنولوجيا في هذا البلد ؟؟ الى متى ستبقى المفاهيم عندنا متأخرة ونبقى متأخرين ؟ اما فهموا ان العالم في تقدم ؟ والتقدم لا يأتي الا مع الحرية ؟ والحرية هي ان لا نعترف بالاوراق الرسمية في الجماع ؟ لقد وقفنا رجل وامرأة امام الله وتتزوجنا وانتهى كل شيئ !.. فلماذا يجب ان يكون هنالك كتاب وجواب وشهود وقسس و....
نعم يا تعيستي ، هكذا كنت ارغم نفسي لتقتنع . ولكن الخوف اللعين لم يدعني وشأني.. لقد جسدك امامي بقوة وصلافة ليزرع الموت في قلبي الصغير .. فكرت في قتلك لانقذ به طفولتي ، ولكني عدت وخفت على طفولتنا معا... فكرت بأبي .. ماذا ساقول له ؟ اعلم انه في البيت ينتظر مكالمة هاتفية من جمهوره ليطير اليهم ويعلمهم معاني الثورية والمفاهيم الانسانية و.. الحب ... اه الحب ... هذا الطائر المقزز ...
وصلت الى البيت يا تعيستي ، وفكرت بتعاستي في مواجهة أبي ... تمنيت لو تمكنت من ان اركض اليه واخفي رأسي المثقل في احضانه وابكي على صدره و ... اقول له الحقيقة لارتاح قليلا . ارتعشت وانا ادخل المفتاح في الباب وتقززت من احساسي بتشبيه الباب بجسدي والمفتاح بسيف العورة الذي انغرس فيه وقتل الطفولة داخلي . لم ينقذني من احساسي المميت الا صوت أبي ، الذي جاء من غرفته هامسا في رقة ، لاتخافي ياحبيبتي فانا من احبك من كل قلبه .. لا احد يمكنه ان يحبك مثلي .. اشعر بتعاستك يا حبيبتي .. ساجعلك سعيدة الى الابد . هزتني كلماته الرقيقة .. شدني حنانه فيها ، ركضت الى غرفته لاحتمي في احضانه . فتحت باب غرفته وقلبي يكاد يتهاوى بدفعاته القوية ودموع الامل تتسابق كالامطار المتضاربة على وجهي و .. تجمدت .. نعم تجمدت كالضخور يا تعيستي ، عندما فوجئت بامرأة مجهولة في فراش امي ... اسيرة لأبي !!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي