الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يساري من بلادي العربية

صفوت بلاصي

2008 / 7 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


منذ أكثر من خمسه وعشرون عاما و أنا أرى على ذلك الحائط في منزلنا صورة ذلك الشاب بشعره الطويل ولحيته الشعثاء , أنها صورة الثائر ألأممي تشي جيفارا .
ان تلك الصورة كان لها دور مهم في فهمي لليسار , فمن خلال هذا الثائر الأسطورة أصبح فهمي اكبر لكل معاني الإنسانية والثورة لنصرة الحق ضد الظلم والاضطهاد ولمفاهيم العدالة والمساواة والتضحية .
فقد حملت مخيلتي عن اليساري بأنه ذلك الشخص المثقف الثوري المتمرد على كل ما هو رجعي وظلامي , كان اليساري بالنسبة لي هو أكثر الأشخاص مدعاة للاحترام والتقدير فهو أكثرهم فهما لواقعه والأكثر اطلاعا على ماضيه وبالتالي لديه تصور عن مستقبله بناءً على تحليل ومنهج علمي في التفكير .
لقد تبلورت الشخصية اليسارية في ذهني من خلال لينين, ماوتسي تونج, مهدي عامل , جورج حبش هذه الأسماء التي تركت خلفها موروثاً حضاريا إنسانيا فكريا عظيما , تعلمنا من خلاله احترام الذات وحب الوطن ومفاهيم العدالة الاجتماعية , فلقد كان هؤلاء أكثر من مجرد رجال كانوا ثم رحلوا , بل خلقوا آثارا خالدة كخلود أسمائهم .
لست أحاول هنا أن أصيغ قصيدة مدح بحق هؤلاء العظام, لكنني أحاول في هذه العجالة المكتوبة أن أوضح الفرق بين الشخصية اليسارية الحقيقة وبين الشخصية التي تدعي اليسارية في بلادنا ووقتنا الحاضر.
فاليساري في حاضرنا له طابعه الخاص ( دعوني أوضح ذلك ) انه شاب يرتدي تلك القبعة الشبيهة بقبعة جيفارا وقميص رسم عليه جيفارا أيضا , يدخن بشراهة في اغلب الأحيان يردد بعض المقولات اليسارية ذات المعاني الثورية وينضم لأحدى التنظيمات أو الأحزاب التقدمية , وفي كثير من الأحيان يعيش حالة اغتراب عن نفسه وعن مجتمعه مدعي بان المجتمع متخلف ورجعي دون أي محاولة منه لتغيير ذلك الواقع السلبي , ولكن أكثر ما يفعله رفيقنا المزعوم هو سب الظلام دون محاولة إيقاد أي شمعة .
فهمي الخاص لهؤلاء هو بان اليسار بالنسبة لهم ليس أكثر من برستيج ونمط حياه مختلف حسب اعتقادهم , وان رفاقنا هؤلاء هم فارغين من محتواهم الفكري , فلا هذا يسار ولا هذه هي الأخلاق اليسارية .
لكن لابد من وقفة موضوعية , فهذه الثروة من الشباب المتحمس لليسار مسؤولية من........؟؟؟
اعتقد بأنهم مسؤولية تلك التنظيمات والأحزاب التي ينتمون إليها والتي يقع على عاتقها مسؤولية التربية والتثقيف , ومسؤولية تلك القيادات التي بدأت بالتعفن والتخمة في مراكزها , الذين همهم الوحيد هو الاستقطاب والمد لخلق قاعدة جماهيرية تحمي مصالحهم السياسية , والابتعاد أو التخلي عن فكرة الاستقطاب النوعي لا الكمي .

ولا ننسى أيضا ذلك الشكل من اليساريين البرجوازيين الذين يستغلون اليسار كسلم للوصول , سلم للوصول لمصالح ذاتية بعيدة كل البعد عن القيم والأخلاق , ثم سرعان ما يتخلوا عن يساريتهم عند أول مفترق للطرق تحقيقاً لمصالحهم .

إن من السهل أن نلاحظ إن مفاهيم الإيديولوجيات والنظريات والتطبيقات الواقعية ستتأثر بمسائل تتعلق بالمصالح ,كما تفهمها أهم الفئات الاجتماعية وتنشأ فيها هذه المصالح , فتبتعد هذه المفاهيم بالتالي عن الحقيقة والموضوعية في انجاز ملائم لهذه المصالح .
و يبقى السؤال هل نحن قادرون على صياغة هوية فكرية لتشكيل شخصية يسارية حقيقية ؟
فإلى يسار حقيقي ...........
www.safwatab.blogspot.com











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس سان جرمان يأمل بتخطي دورتموند ومبابي يحلم بـ-وداع- مثا


.. غزة.. حركة حماس توافق على مقترح مصري قطري لوقف إطلاق النار




.. لوموند: -الأصوات المتضامنة مع غزة مكممة في مصر- • فرانس 24 /


.. الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء -فوري- لأحياء شرق رفح.. ما ر




.. فرنسا - الصين: ما الذي تنتظره باريس من شي جينبينغ؟