الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سد كفري سيعيد الحياة الى مدينة تحتضر

قيس قره داغي

2008 / 7 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في مكالمة تلفونية مع السيد سامان كرمياني أخبرنا بان السد المزمع إنشاءه في مدينة كفري قد دخل مرحلة التنفيذ على يد شركة عراقية خالصة بعد أن مراحل أن تقاذفته الشركات الوهمية الداخلة على خط الإنشائات في العراق .
لهذا السد قصة قديمة مرتبطة بالحياة الأقتصادية والتاريخية لهذه المدينة ، حيث أسس هذا السد على نهر قوشه جابان قبل قرون عدة ورمم في فترات متعاقبة والغرض منه توفير مياة النهر الذي يشرف على الجفاف في بعض سنوات القحط وذلك لتوفير مياه الشرب للمدينة من جهة وإرواء عشرات البساتين الكبيرة والصغيرة في مدينة كانت في يوم من الأيام حاضرة مهمة في المنطقة وملتقى لطرق التجارة ورافدا من روافد الثقافة والإدارة في كوردستان والعراق بعد تأسيسه عام 1921 ، حتى وصفها شيخ المؤرخين العراقيين السيد المرحوم عبدالرزاق الحسني بأنها مدينة تشتهر بالحمضيات والتمر في حين لا يجد زائر المدينة اليوم حتى شجرة واحدة في كل تلك البساتين التي غطت أسمائها أسم المدينة .

نظرا لرخاوة الأرض التي يستند عليه السد وغزارة المياه المتراكمة في مواسم الفيضانات تعرض الى إنهيارات عديدة ، ففي العهد البابلي الذي كانت المدينة وأطرافها دويلة مستقلة تحمل أسم كيماش أنهار السد مما سبب عن تداعي المباني في المدينة وتغير موقع المدينة متحولا الى موقعة آسكي كفري المشهورة وهي منطقة آثارية غير محروسة تبعد عن المدينة مسافة سبعة كيلومترات عن الموقع الحالي للمدينة كانت ولغاية السبعينات محطة رئيسية لسكك القطار الممتد بين اربيل وبغداد ، أما الأنهيار الثاني للسد فقد حدث قبل ستة قرون وسبب تداعي البنايات كافة في الموقعة التاريخية التي تحمل أسم قره أوغلان ولازالت الشواهد موجودة فيها ويندهش المرأ وهو يتفحص تلك الشواهد من شبكة المجاري الفخارية التي تنظم المجاري في المدينة قبل قرون ستة أما في عهد التكنلوجيا لا يجد أي أثر للمجاري في المدينة ورغم أعمال العبث والسرقات العشوائية للمدونات والآثار من قبل تجار الآثار الصغار لا زالت موقعة قره أوغلان تحتاج المزيد من التنقيب والدراسة والبحث ، الموقع الحالي هو الموقع الرابع للمدينة على مر العصور وتبدو المدينة التي كانت مركزا تجاريا لكافة المنطقة المحصورة بين شهربان ( المقدادية ) وقره داغ ونهر سيروان شرقا وتخوم تكريت غربا مدينة أشباح بلا شجر وغياب اللون الأخضر وقد توسعت قرى ونواح كانت تابعة لكفري لحين عقد الستينات على حساب المدينة ومدينة كلار التي كانت قرية تابعة لناحية شيروانة مثال صارخ بعد أن عمل النظام السابق على إتخاذها مركزا لتجميع المهجرين وبقايا عمليات الأنفال وجاءت حكومة أقليم كوردستان لتزيد الطين بلة بعد أن قامت بإنشاء عشرات المشاريع الكبيرة في كلار على حساب المدينة المراد تهميشها أكثر فاكثر .
سألنا الاستاذ سامان كرمياني وهو أحد بناة الحياة الثورية الأوائل في منطقة كرميان وينشط الآن في مجال المجتمع المدني والساع الرئيسي وراء هذا المشروع الحيوي عن جدوى هذا المشروع في الوقت الذي تخطو المدينة خطوات مثقلة نحو الأنكماش والتهميش فقال :
من شأن المشروع أن يعيد اللون الأخضر للمساحات اليابسة في المدينة ومن شأنه توليد طاقة تكفي لتوليد الكهرباء وتحويل منطقة باباشاسوار الى منتزه جيد لسكان المدينة ، فالسكان ومنذ أربعة عقود يتركون المدينة ويتوجهون الى المدن القريبة والبعيدة ومعظم الراحلين من التجار والمزارعين وأصحاب البساتين وحملة الشهادات العليا ، من أجل وضع حد لهذه الهجرات نعمل على جذبهم الى أرض آبائهم واجدادهم عن طريق مجموعة من المشاريع المتنوعة في المدينة ، ففي المرحلة القادمة سنقوم بإعادة السوق المسقوف للمدينة التي كان ولغاية نهاية السبعينات أحد أهم الأسواق المزدحمة في المنطقة ولكنه اليوم مهجور دون رعاية لا يزوره أحد ، حتى المارة والسابلة تخشى دخوله بسبب التداعيات التي لحقته نتيجة لعدم الأكتراث به ، وأضاف كرمياني بأنه يحث المخلصين من سكان المدينة بالمزيد من التعاضد والتضامن والتعاون في سبيل أعادة الروح للمدينة ونتأمل من الدوائر ذات العلاقة في الحكومة أن تضاعف جهودها لخدمة هذه المدينة التي قدمت قوافل من الشهداء في كل الوثبات والمواقف وكان شبابها أبدا زادا وفيرا للثورات الكوردية المتلاحقة .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكافآت سخية للمنتخب العراقي بعد تأهله لأولمبياد باريس 2024|


.. عقاب غير متوقع من محمود لجلال بعد خسارة التحدي ????




.. مرسيليا تستقبل الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 قادمة من ا


.. الجيش الأمريكي يعلن إنجاز بناء الميناء العائم قبالة غزة.. وب




.. البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025