الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاقوفة دراسة في المكان

هندي الهيتي

2008 / 7 / 24
الادب والفن


هي مقهى ليس ككل المقاهي ... بسيطة بشكلها ... فقيرة بأثاثها لكنها كبيرة بعطائها وبقلوب كل من تربى بها وكل من تخرج من مدرستها ... اصيلة كاصالة هيت ,, اصبحت اسم مرادف لهيت فما ان تذكر هيت يرد عليك يعني من الشاقوفة (هيت ليست هيت بلا مقهى (الشاقوفة)و(جميل)و(سعود)
و(ارحيم جلود ).
هيت ليست هيت ليست بلا غفوري والعفيدلي وكباب حمد .
هيت ليست هيت بلا حمدي ناصر ،وخميس غربي ،وحمدي جميل،
وثابت شعبان ،ومدني صالح،وامين حسن حنين،وكريم الفلاج،
وساسون وشنتاف)... ولكونها نمت وكبرت مع كل الهيتاوين فهي تاريخ لهم وذكرى جميلة يتذكرها الكل بحرقة وامنيات لتلك الايام ... حين فتح ابوابها غفير(غفوري ابو كائن )اول مرة لم يكن بخلده ان تنمو وتكبر تلك التخوت البسيطة المغطاة بحصران خوص سعف النخيل وهو يرصفها في احد ايام عام 1947 في ديوان بيت دبو مقابل بيت الخطيب في تلك القلعة الخالدة ..لم يكن يتصور انها ستغدو معلم من معالم هذه المدينة التاريخية وملتقى للمثقفين واصحاب الفكر الانساني يلتقي فيها الطالب والمدرس والعامل الثوري.. يلتقي فيها الشيخ الكبير والشاب ورجل الدين المتنور.. نخبة من اهالي هيت يجمعهم رفض لواقع يدكرون انه واقع متردي غير ملائم .. يحكوا همومهم ومعانات جيل ولد وترعرع مع عودة وطنهم العملاق في التاريخ ليسجل حضوره الحضاري الذي كان ينشر النور الى العالم عبر حضارات مضت واخرى تولد في هذا الزمن تحت ثقل الاحتلال الانكليزي...يلتقون على غير موعد ويتحدثون بدون تكلفة وتحضير عن العراق وهموم اهله ودموع الامهات التي تنتظر عودة الابن المسافر قسرا مساق لحروب لا يعرفوا اهدافها ...يجتمعوا ليتحدثوا عن عراق يضع خطواته الاولى على طريق البناء والتأسيس وعن تلك الوجوه الغريبة التي كثرت زيارتها لمدينتهم يرتدون البزات العسكرية .. يحسون بثقل هؤلاء الزوار الغير مرغوب بهم وعن نواياهم الخبيثة ويشمون نتانة احذيتهم حد التقزز...

تنموالشاقوفه وتكبر بكبر تلك الهموم والخوف على مدينة وعلى وطن ينظرون اليه بعيون يشوبها الحزن والخوف من المستقبل ... يزداد عدد المريدين الى هذا المقهى وتزداد الهموم والقلق مع اول منشور مطبوع على ورق اسمر يحضر جلسات الشباب وتمر على حروفه عيونهم المتعبة ليتحرك الدم في عروقهم رفضا واحتجاجا على واقع المدينة والوطن المسلوب .. وتتزايد تلك المناشير المطبوعة والمخطوطة على عجل لتزيد القلق والهموم والترقب والخوف .. وتكبر الحلقات النقاشية ويطول وقت تواجدهم لساعات متاخرة تحتضنهم تلك التخوت والحصران يفكرون بالبعيد .. وتمر على مسامعهم اسماء واحداث جديدة يسمعون بها اول مرة
دستوفسكي .. بغداد والوثبة وبهيجة والجسر مكسيم غوركي.. ... ينتظرون القادم كي يحدثهم عن ساحة السباع وحشود الطلبة وتلك الاجساد الساقطة المرضخة بالدماء تحاول مسك ارض العراق وعن كلمات شعر وشعراء محمولين على اكتاف عمال بان التعب والجوع على وجناتهم السمراء ... يقرؤون اسماء لم يسمعوا بها من قبل وكلمات لم تمر على ذاكرتهم تحرك فيهم العزيمة والرفض ومحاولة التغير لواقع لم يعد يوسع طموحاتهم الكبيرة(هيت لاتتكلم ، لكنهاحين تعلمت القراءة في الكتاتيب، راحت تقرا هتلر وبرناردشو وطه حسين ومشيل عفلق وحسن البنا وكارل ماركس ومذكرات منتصف الليل ،
هيت فسيفساءالفكر في الزمن_الفسيفساء
وحين زالت القشرة وبان الحاء ،
ماتت هيت بضربة الشمس ،
وتاهت في الساعة الخامسة والعشرون ).
هيت مدٌ مجنون
خرجت حافية فضلت في الصحراء ،
هيت متاة ،
هيت جغرافيا للروح تمتد مثل ريشة ،حيث تحملها الريح .
واحيانا،هيت حجر يسقط فوق الروح .
موجعةهيت ،وموجع عاشقها،
افق مذبوح.)
وتتوسع تلك الحلقات وهي تلتف حول ذلك القادم من بعيد يحمل لهم في جيوبه الاوراق السمر والاخبار المفرحة ينقل لهم كلمات لم يعتادوا على سماعها من قبل .. الاشتراكية ... الثورة ... الاستعمار ... البروليتاريا ... موسكو وبرلين ولندن وما يحدث هناك من تغيرات لا بد ان تؤثر عليهم وعلى بلدهم ...تتردد عليهم اسماء جديدة وكلمات لا يفقهوها ..السياب والشعر الحديث .. نازك والبياتي والتحرر من القوافي التحرر من السجع واشعار عنترة بن شداد ..تكبر الهموم ويزداد الترقب ويبتعد النوم عن عيونهم وتطول فترات غيابهم عن البيت وعن الامهات الآتي بدئن يشعرن بقلق اولادهم وهمومهم وهي تظهر على قسمات وجوههم المتعبة باصرار
ويقرروا نقل تجمعهم الى خارج القلعة كي يتاح لهم التمعن والتركيز اكثر بهذا الزائر الجديد الذي قلب حياتهم وتفكيرهم واعطاهم مهمات وفهم للحياة والكون لم يكونوا يفكروا بها ... وتتوحد الارادة وتنقل الموجودات الى مكان خارج القلعة لتاخذ مكانا قرب الفرات تحيط بهم بساتين النخيل ويغرقون في البعيد على نغمات النواعير التي احزنتهم اكثر من قبل وبداوا يفهمون ما يعني ذلك الانين والحزن ويربطونه مع هموم وحزن رجال تقوست ظهورهم وامهات فقدن بصرهن حزنا وكمدا على أعزاء ذهبوا ولم يعودوا.. وياتي الزائر الجديد اوراق جمعت بكتاب .. عرفوا ان اسمها مجلة ليست كتلك الاوراق السمر التي كانوا يقراونها في بيوتاتهم ودواوينهم ... احسوا ان طعما جديدا تحمله تلك الاوراق واسلوبا ما اعتادوا ان يقراوه من قبل ... الشرارة والاداب وبيروت وسلامة موسى ..الطريق ومجلة المجلة والثقافة الجديدة... الحضارة والجمهورية وحقوق الانسان ... تلفظوا بكلمات الحرية والتحرر ... الاستغلال والجشع ...البرجوازية والعمال وفائض القيمة .. كلمات كثيرة لها وقع خاص في نفوسهم ارتاحوا لها قبل ان يفهموها ...ورددوها مؤمنين بها قبل ان يفقهوا شيئا منها ... وياخذ فعل هذه الكلمات وهذه الاسطر بالتامل والتفكير والربط بين ما هم عليه وما يجب ان يكون ... وتبدا الاسئلة الكبيرة تراودهم وتنطلق من السنتهم دون تردد او خوف ويفكروا بالاجوبة بدون تردد ويطرحوها ... اجوبة مختلفة على تلك الاسئلة لكنها ليست كتلك الاجوبة التي اعتادوا سماعها من ابائهم ومشايخهم ومعلميهم ... يزداد عدد المجلات والكتب الواصلة ومعها يزداد الامل والترقب ..يزداد التحرك لعمل شئ ما ويطول تواجدهم في هذا المكان البسيط تعلو رؤسهم عيدان الخشب مغطاة بسعف النخيل تقيهم من شمس الظهيرة .. يكثر عدد الرواد وتمر ساعات النهار مثقلة بالتعب والنقاش ومحاولة الوصول الى قناعة ما وبعد ان تمضي ساعات الليل الاولى ينتشرون قرب النواعير او تحت اشجار النخيل ومجاميع اخرى تبحر بعيدا في النهر يمارسون طقوسا اقرب الى اليوغا على رمال الحويجة المقابلة للشاقوفة او ليجربوا حضهم في صيد السمك .. يعودوا عند ساعات الفجر الاول يحكون عن رحلتهم وما صادفهم خلال تلك الساعات بلغط يتخلله الضحك والتعب ليذهبوا بعدها الى بيوتهم يطمأنون على عوائلهم ويلبون قسم من حاجاتهم ليعودا يمارسون وجودهم اليومي داخل المقهى التي ما عادت تستوعب اعدادهم وهمومهم ...ابو كائن يحدق في البعيد وهو ينظر الى تلك الوجوه المثقلة بالهم والحزن ..يحس انه منهم او كاد يشعر انه اصبح ابا روحيا لهم احبهم واحبوه...ترتسم على وجنتيه النحيلتين ابتسامة وهو يرى ان مقهاه الشاقوفة مستمرة وقد تحولت دون ارادة منه الى مؤسسة ثقافية والى حلقة نقاشية والى بروز خلافات ومجادلات ليس على الدوشش والهب بياض كباقي مقاهي المدينة .. انه خلاف كلامي وخلاف رؤيا وتوجهات ...ينظر الى تلك الوجوه التي يعتليها الجد والرفض والتعب فيزداد املا وفخرا وتصميما على الاستمرار .. ويضطر الكثير الى ان يرتادوا المقهى دون ان يملكوا ما يدفعون مقابل طلباتهم لانهم مضطرين الى الدخول والى الكلام والى القراءة والسماع ... مضطرين الى ان يدخلوا ليحكوا عن هموم وحزن بدؤوا ينظرون اليه بمنظار جديد ... وتستمر الشاقوفة ليست كمقهى ومصدر رزق لابو كائن وشركائه بل انقلبت الصورة وراح هؤلاء المالكين يصرفون من جيوبهم لكي يستمر التواجد ولكي يقولوا مع الرواد كلمتهم التي تعني كل مدينتهم وعراقهم .. وتسوء الحالة المادية لصاحب المقهى ولا يقدر على توفير ما تحتاجه المقهى لكنه لم يفكر بغلقها بل اخذ يستدين لكي يوفر حاجات الرواد ..حاجاته هو في هذا التجمع الجديد .. وينشب خلاف بين المالكين وينسحب قسم منهم لعدم قناعته بهذا الذي يحدث وهذا الجنون المتعمد في الخسارة المادية ووصول الحالة الى التقصير بتلبية حاجات عوائلهم ... وتكثر سجلات الدين كلما كثرت الكتب والمجلات الواردة ويتفقوا على موعد التسديد .. بعد التخرج والتعين بالنسبة للطلبة والى استلام اول راتب بعد العوده الى الوظيفة ... وتكبر الشاقوفة ولا تعير النظر الى قوانين الاقتصاد والجدوى الاقتصادية ...لا تنظر الى الخسارة والربح ... وتتحول شيئا فشيئا الى ذات مستقلة والى مكان واجب الزيارة ... تتحول الى مدينة وقلب لا يخلوا من نبض ولا يخلو من حركة .. تتحول الى مقام لا يسد ابوابه طيلة ساعات اليوم .. والمقيمين يحضرون ويغدون ويغادرون ويعودون لا تخلو تخوتها من رواد زاد همهم الثقافي ينتظرون فجر جديد كل يوم ... عيون ترقب شروق الشمس وعيون ترقب غروبها في جلسات مبعثرة ووجوه تحمل هموما خارج الذات وخارج التفكير بالانا ... طلاب يقراون لدروس عليهم تحضيراها للغد وعمال يترقبون فرصا للعمل وعوائل تنتظرهم كي يلبوا شيئا من الواجب والدين (هيت تقص ولا تتكلم .
هيت تسكر من خمر هيت وعاناتي.
هيت حُلوة،
هيت زفة عروس وعرسان .
هيت زُهريّة هشمها القرويون في العصر البازلتي .
هيت قدح مقلوب لم يقراه العرافون .
هيت عطشى فلم تعد تشرب من ساقية الناعور.
هيت ناعور ظل يدور ،يدور ، حتى اوقفه الزمن المكسور
هيت ظلمة في عصر النور ،
هيت طرقة في سوق الصفارين،
وجارية في سوق النخاسين،
والهة للوثنيين....) في الشاقوفة تغيرت كل الاشياء ... لا دين ولا مستدين ... لا مالك ولا مملوك ... لا كبير ولا صغير .. في الشاقوفة تغيرت كل الاشياء .. لا طالب ولا مستعطي ..لا مد يد الاهانة وكسر كبرياء النفس امام الحاجة ... الكل لهم ما يملك الكل ... في الشاقوفة تتغير الاشياء وتتحول الى باب لدخول تاريخ المدينة الممتد في غور التاريخ ... في الشاقوفة تتغير كل الصور وتظهر باطرها الحقيقية فتغيض الاخرين ويستكبروا هذا القلب وهذا الوجود .. في الشاقوفة تنقلب الاشياء وينفرز الوجود وتظهر الملامح ويتحدد الهدف .. في الشاقوفة تصطف القوى وتذوب الانتماءات الصغيرة لتتحول الى كيان له وجود وله مريدين كما له اعداء ورافضين ... في الشاقوفة يحضر الماضي بكل عبقه ليرفع الحاضر بتواصل ويعطي لهيت ميزتها عن باقي الوجود ... من الشاقوفة ترى هيت قمرا في سماء ليل اسود ... تلبس هيت حلتها الحضارية في الشاقوفة ويظهر الغيض والحسد ممن يمر ويسمع ويرى عن هذا التكون وهذا التحدي وهذا الوليد... وتتطاول السن الظلام على شاقوفة هيت ...ويكثر الحديث والكلام من كيانات سوداء وهياكل التخلف وتجمعات لعقول انخرها الدهر ففقدت بصرها في زمن اشرقت شمس ليس ككل الشموس ... وتتقزم تلك الكلمات القديمة ويظهر قبحها فتزداد بقيح تخلفها لكنها لا تهدا حتى تطفي هذا المولود الذي بدا يهز كينونتها ... ويستمر افق الشاقوفة وروداها ويسافروا مع احلامهم يرقبون هيت من بعيد ويحلموا بذلك المستقبل ... يطيلون ساعات الليل مع نغمات تصلهم من نوعير لم يتعبها دواران التاريخ ... ينتظرون القادم مع الصباح لياتي لهم بكلمات قالوها سرا في زوايا مقهاهم لتنتشر على صفحات يقراءها ناس لا يعرفونهم كما كانوا يقراون لكتاب في اول بواكير تواجد هذا المكان ... يشتهر الكثير منهم ويكثر الحديث عنهم في مقاهي بيروت والقاهرة وبغداد ... ويزداد غيض الظلام لياتيهم كريح تهز تلك السعفات التي كانت تضللهم (هيت حجر نقله عمروبن لحي الى الكعبة لتعبده قريش .
هيت مزارات واقواس وابواب وسوق وجامع الفاروق .
هيت دغل يملا التاريخ ،رواهُ ابن الدبيثي ،وأرَخه علي الهيتي ،وفسره عبد الله بن المبارك وقَصّه علي نور الدين)في هذا المكان وياتي زائر الفجر لكن ليس ككل الزوار ... ياتي ليسرق تلك الاحلام ... زائر الفجر ياتي ليقتل مولودا .. ويزرع الخوف في هذه المملكة ... ياتي زائر الفجر ليكتب لا عن هموم ناس كما اعتادوا ان يكتبوا هنا او يقراوا ... جاء ليرسل الاشارات ويعطي ضوءا اصفرا لديدان تريد ان تنخر هذا الوجود ... وتوقف هذا المد المغيض لهم ...و تبدا الاوراق بالتساقط والانفراط وتغيب وجوه عن اماكنها وتبدا التخوت والزوايا تفرغ شيئا فشيئا دون ان يعرفوا وجهتهم ليحل زوار الفجر مكانهم .. ويزداد الحزن والترقب والنواعير تدور دورتها دون تغير على تلك النغمات .. وياتي اول الغائبين يعلوا وجهه النحول والخوف والحزن ويحكي لهم عن ذلك الزائر الذي قدم قبل اعوام .. يحكي لهم بخوف وحزن وثورة ... يحكي عن اشرار ارادوا ان ينزعوا منه روح التغير .. ارادوا ان يقتلوا احلامهم وان يمسحوا من اذهانهم كل ما سمعوه وتعلموه هنا تحت اشجار النخيل .. كان يحدثهم عن تلك الديدان وما فعلت من نخر في جسده والكل تسمعه بترقب وتحفز وخوف ... حذرهم ان هناك اقوام من الديدان تحاول الهجوم عليهم كي تفرقهم وتعيدهم الى ما قبل النور وان الزوار الذين جاؤوا الى هنا كانوا يهدفون الى المراقبة والترصد والتاكد ... وتزداد عيون الجميع تحديقا وعقولهم تفكر بكل ما سمعوه من هذا الذي غاب عنهم وعاد يحمل اثار تعذيب ونخر على جسده .. ويسود صمت رهيب ويتفرقوا في زوايا المقهى يفكرون بالاتي من الايام .. وفجاة ينتبهون على صوت ابو كائن ذو البحة الجميلة ليذكرهم بالعبارات التي كانوا قد قراوها يذكرهم بعبارات مرت عليهم مع تلك الاوراق السمر وان الاعداء اعداء ياتون باشكال والوان ... يعيدوا القراءة ويطيلوا التفكير وبزدادوا املا وعزما وحذر معتمدين على تاريخ المدينة متحصنين بقلعتها وبؤلائك الرجال الذين تربطهم رابطة الهم والحزن والتغير ...( نهر من لبن
ناعورة من حزن
جبل يرقى الى جبل
وامة من نفل
وابجدية تطفو فوق الماء
وحاضرة من نساء
وجبة ما فيها الا الله !) وتاتي موجات التتر من المدن القريبة تريد قتل كل تلك الاحلام والهموم ... تريد قتل كل ذلك التاريخ وذلك الجيل الذي اسس لشئ صار مع الايام معلم من معالم المدينة وتاصل باصالتها وصار جزء من تاريخ يمتد الى اللبنات الاولى للمدينة ... وتذهب كل تلك الموجات ويستمر ابو كائن يستقبل اجيال مضت واجيال تولد من جديد تحمل تلك الهموم التي لا تنتهي (هيت *الهيت والهوتة،هوة في الارض ،وجبل عال
هيت *سيدة هاءت ،تعرت ‘ضاجعها الفرات فأولدها ابناء تقربت بهم لالهة وثنية فز عنها عُبُادها
هيت ضاعت حين اضاعت اسمها
هيت عياط نخلة انتزع منها قلبها
هيت عويل ناعورة انقطع عنها ماؤها
هيت تعبانه
هيت خربانه
هيت بردانه
هيت عريانه
فمن يَرُدُ عليها سِترَها!)وتغيب عن المكان شاقوفة هيت وتبقى في الوجود تحمل في قلبها هيت وتكبر في القلوب وفي الوجدان ... انها مقهى ليس ككل المقاهي .. اصبحت مدينة وتاريخ وحاضر ينتظر نفض غبار الزمن القاسي وسنين العهر التي مرت وتمر وستمر لكن ستبقى هيت والشاقوفة ... ستولد من جديد وستبقى تعيش بافق الحاضر وعبق الماضي ......... فما عادت هيت هيت بلا شاقوفة وناعور(هيت قماط يصل دربا بدرب ،يصل القرية بالمدينة والماء بالصحراء .
هيت:نهر وناعور ورحى تئن مثل امراة ساعة المخاض .
هيت:ابجدية من الحزن والقار والحجارة،يقرؤها البابلي ،
الاشوري ،الانباري ،تقراها الريح ،فتنتفي البشارة .
هيت :نفيُ :
هيت ليست هيت بلا مقهى (الشاقوفة)

ملاحظة: التضمينات ماخوذه من قصيدة(هيت دراسة في تاريخ المكان للشاعر طراد الكبيسي)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع