الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديك ليبرالي يصدح فوق مزبلة طائفية

سامي العباس

2008 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


يستنفر الأستاذ وسيم سعادة ما لملمه في سياحته اليسارية بين الأحزاب التي رافقت المقلب النضالي من عمره –أطال الله فيه - ليدخل في حجاج نظري مع خطاب المعارضة اللبنانية التي يختصرها إلى حزب الله –تخابثا وسوء نية -و ليبعد الشبهة عن الإفراط في الطائفية التي زحط إليها مع كوكبة من اليساريين اللبنانيين على قشرة موز الحريرية"النسخة اللبنانية من مشروع سعودة المنطقة بالسيف وشراء الذمم " فلكي يستطيع التلطى وراء ليبرالية كاذبة ,أختار التصويب على حزب الله لاعلى الطيف المتنوع للمعارضة اللبنانية .مجربا فيه عدته النظرية الحديثة. ظانا أنه بواسطتها يستطيع تغطية السماوات بالأبوات كما يقال في الشام ..ولكي يبرهن لأصدقائه الجدد" جوقة الليبروهابية " تصفية ذمته مع وعيه السوفييتي السابق يقيم مقارنة ساخرة بين تكتيكات حزب الله في صراعه مع إسرائيل :
×" تنحسر الأرض الواجب تحريرها، فيصير واجب التحرير أكثر ضراوة. تحرير الشريط الحدودي يمكن له أن يكتفي بحرب العصابات الجزئية، أما تناول مشكلة حدودية بحجم مزارع شبعا فيحتاج لترسانة صاروخية يمكنها أن تصل لأي مكان في دولة اسرائيل."
و بين هذر ستالين حول الصراع الطبقي :
×" بلور ستالين في الثلاثينات مقولة مفادها أن الصراع الطبقي يزداد ضراوة كلما تقدّم الاتحاد السوفياتي في بناء الاشتراكية"
أصبحت فذلكة لغوية لستالين مطابقة في عين وسام سعادة لتصعيد حزب الله استراتيجيته الدفاعية نحو امتلاك منظومة صاروخية تطال العمق الإسرائيلي ..ساحبا اللحاف عن ذيل وعي طائفي يفزعه ما يفزع إسرائيل..ومبرهناً دون أن يدري أن من يرى الأمور بهذا المنظار يضع نفسه على المستويين السياسي والعسكري في الخندق الإسرائيلي ...
لا ريب أنه ومنذ منتصف القرن التاسع عشر والطوائف اللبنانية كبلوكات سياسية مغلقة استقوت على بعضها البعض بالخارج العربي والاسلامي والدولي .وأن ما يسمى بالصيغة اللبنانية هي بنت لهذا التوازن المختل في السسيولوجيا اللبنانية بين الصراع الطبقي والصراع المذهبي لمصلحة الأخير.ولا تتوازن نقدية ما, تمارس من طرف المثقف الحديث لهذه الصيغة في تحولاتها إن قطعت خيوطها مع الضمير.و لم تقطع خيوطها العاطفية مع بلوكها الطائفي .فأن ترى شعرة الطائفية في عين حزب الله ولا ترى الخشبة في عين حريرية سعد واشتراكية جنبلاط وصوفية جزار من وزن الحكيم سمير جعجع ..إلخ .. لا يسمى هذا عمى ألوان بل عمى قلب ..لاشك أن خطوة باتجاه تقوية الدولة تعمق حقل جاذبيتها في منافسة حقول جاذبية الطوائف هي خطوة في الإتجاه الصحيح , .إلا أن سلاح حزب الله الشيعي -لأن الجنوب اللبناني أكثريته من الشيعة ,أي أن هويته الطائفية مكرسة بفعل الأمر الواقع - بوظيفته اللبنانية في الصراع العربي /الإسرائيلي يستحق – معاملة خاصة - على الأقل من الأوساط التي تدعي حرصا على عدم الإستقواء بالخارج الذي مارسته الطوائف اللبنانية على مدارقرن ونصف ...
××"أن يمارس مثقف حداثي التقافز المدهش بين المفاهيم بهدف إنتاج خطاب تبريري موظف في الصراع الدائر كواحد من أدواته الرئيسية" ويتبني المطلب الإسرائيلي بحجة أن بناء الدولة لايستقيم بغير ذلك .ويشحذ لتغطية طائفيته المبطنة "الحجج المودرن" على حد تعبير نهلة الشهال, لا يمكن وصف ما يفعله بالنزاهة الفكرية .فما بالك بالوطنية.التي مرة ثانية يلجأ إلى السخرية من فهم حزب الله لها:
× "لا يمكن أن تكون المقاومة معيار الوطنية، ان لم تكن تنشد، في أقل تقدير، تحولها الى حالة استقطاب مركزي – وطني. لكن ما حرّره الأمين العام من تصنيفات في خطبته الأخير لم يكتف بجعل المقاومة الفاقدة لقاعدة الاجماع، على ما أقر هو، قاعدة للتمييز بين الوطني والعميل، وانما قسّم المجتمع اللبناني الى «طوائف - طبقات مقفلة» على الطريقة الهندوسية. أقصى «المنبوذين» هم «جيش لبنان الجنوبي» والمتعاملين الأمنيين المباشرين مع دولة اسرائيل. ثم نرتفع في الهرم الى حيث طبقة الذين يدركون أنهم يخدمون سياسياً مصالح دولة اسرائيل، ثم أولئك الذين لا يعون ذلك بما فيه الكفاية، ثم أولئك المغرّر بهم، ثم أولئك الذين لا يعرفون كيف لا يخدمون مصالح دولة اسرائيل في لبنان، ثم أولئك الذين يضعون نفسهم في ذمّة من يقاتل اسرائيل ويأمنون لذلك من الاعتداء على حرمات بيوتهم، ويأتي في أعلى الهرم «أشرف الناس» أي فئة الصفوة، المتفوّقون عضلاً والمتفرعنون نسباً، براهمة هذه الأمة."
أقترح على الأستاذ سعادة مقياسا مزدوجا للوطنية :
-خارجي يتصل بالموقف حيال خارج يضع نفسه في موضع العدو أيا كانت الأسباب
- داخلي يتصل بمستوى الخروج من الولاءات التقليدية الى الولاء للدولة
إن ما منع المقاومة من التحول الى حالة استقطاب مركزي –وطني يصبح معيارا صالحا لقياس الوطنية , هو الممانعة التي يبديها وعي طائفي محروس جيدا ومستخدم بسينكية من قبل الزعامات الطائفية التي تعيد إنتاج نفسها سياسيا وبيولوجيا في لبنان ..فكما دعم الصراع الطويل الأمد مع إسرائيل نشوء وطنية سورية ومصرية وفلسطينية. عرقلت المارونية السياسية في السابق وتتولى بقاياها بالتحالف مع سنية سياسية صاعدة في إطار سعودة المنطقة متابعة المهمة ..فهل يمكن لوطنية لبنانية أن تنبثق والتخندق الطائفي لم يترك مثقفا حديثا خارج هذه الخنادق ؟



× -وسام سعادة الحياة - 28/05/08//
×× - نهلة الشهال الحياة - 25/05/08//










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها