الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوية

عدنان الدراجي

2008 / 7 / 24
الادب والفن


بعد الفحص الأولي بأيام مثلت أمام اللجنة الطبية العليا, نزعوا جلدي واجروا فحصا دقيقا لجسدي كله لكنهم توقفوا طويلا عند قلبي ولساني, كتبوا ملاحظاتهم ثم وضعوا تواقيعهم دون أن يلتفت إلي احدهم وبعد انتظار ممل تجرأت وسالت أكثرهم تواضعا سيدي ما هي النتيجة؟ تطاير الشرر من عينيه واستل أنيابه وقبل أن اسمع رده وليت ارتعد هاربا.
كنت ولازلت ارهب رجالات الحكومة وأخافهم بمقدار خوف جبناء الأرض جميعا لكن لابد من متابعة إجراءات استحصال هوية المواطنة فانا لا شيء دونها ولو رضيت جزافا أن أكون لا شيء فسأحرم من كل شيء, فمثلا قبل أسبوع تمنيت أن احلم لكن سرعان ما اقبل الساعي يحمل فرمانا يحرمني من أحلام اليقظة والمنام.
أقسمت لهم أن هويتي التي دفعت من اجلها الدم والدمع قد ابتلعها الغول حين قضم جزءا كبيرا من عمري, كذبوني بل تهكموا علي وضحكوا مليء أشداقهم حتى بانت غدد السموم الكامنة تحت أنيابهم.
أخيرا اهتديت إلى حل أسرعت إلى زيارة قريبي سيف ومن غير تردد رافقني إلى المسؤول رعد الذي أتحفنا بلطفه وحسن ضيافته وبعد أن شرحت له قضيتي سألني عن اسمي قلت رؤوف, تصفح ملفي ثم قال لسيف عذرا يا صديقي أن رؤوف لا يملك الحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة.
فقال سيف خجلا: ألا يوجد حل؟.
أجاب رعد ليس هناك مشكلة دون حل, ثم ناوله قصاصة توصية وأردف ليذهب إلى القسم الفني وستحل كل مشاكله.
أمسى الجميع لطفاء بعد أن عرضت قصاصة الأستاذ أبو ليث, رافقني احدهم إلى الفني الذي أجرى لي فحصا سريعا ثم أجلسني بابتسامة مطمئنة وقال يا سيد أن لديك مشاكل لا تعد لكن هناك أمور ملحة لا بد من حلها لتنال هويتك.
قلت: ما هي؟
قال: سنغير اسمك إلى فاتك وسنبتر قطعة من لسانك ونجعله أكثر نعومة ثم نطيل أنيابك ونزرع لك مخالب, ثم ضحك وتساءل كيف أمكنك العيش دون مخالب كل هذا العمر!!.

د.عدنان الدراجي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو


.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق




.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس


.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم




.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب