الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيامي تسير أيضا

وديع شامخ

2008 / 7 / 25
الادب والفن



أيامي تسير بشكل حسن .. لا أحد هنا يتوكأ على عصاي ، وظهري مبريُّ كأنف فرنسي..
الصباح يشرع لي أبوابا من يقظة ، والليل يجرجرني الى مكائد الأحلام..
أحلم بعافية تكفي لمضاجعة ألف شبح !!
دائما أسير منتصبا .. لا أعثر بيوم نازل من التقويم .. ولا أصعد بيد عفريت الى معارج الهاوية..
أنا كائن أتمطى على مقامي بين الرأس وهامة القدم..
لا ُأؤخر حلما . ولا أحرق يوما ..
تترى أيامي حلوة كنبيذ
منتصبة كدكة بار عتيق .
...............
أيامي تسير وأنا معها .. نتجول في المسرات ، نبحلق في الذي أتى متأخرا جدا
ونتذكر أن لنا بيتا يريدنا قبل نهاية المسرّة...
ونتذكر أن البيت في نهاية الشارع
يفرّقنا جرس النزول ...
والباص يمضي بالأيام ...
وأنا أترجل والمسرات تحيط بيّ كهالة من الحظ
.............
5 lilac Place
هو عنواني الجديد ....
أعني أنني أعيش في شارع الليلك .
هو ليس بزهرة ، بل عطفة من شارع طويل..
دائما أقطعه وقلقلي يتبدد على خزائن يَقينه.
جاري يلعب الغولف.. وزوجته تتابع لعبة السوكر " كرة القدم عندنا"
هو أشقر وهي رشيقة
هو ليس أصلع مثلي
وهي لا تجيد الطبخ مثل زوجتي
هو من أستراليا
وهي من التاج البريطاني
ونحن من أعماق سومر ...
... في السبت ليلا نلتقي... هو يداعب كلابه.. وأنا أسقي أزهار الجوري ..
زوجته غالبا ما تكون جذلاء، ورائحة الويسكى الأيرلندي تصدح من مفاتنها ..
أُذكّرها بالإحتلال البريطاني للعراق والجنرال مود ... ومقابرهم هناك ...ووو
تنتشي وتملأ ذاكرتها الملكية بالرحيق .. وتكللّ ذاكرتي بغار مديحها..
"You have great memory"
جارتي تحب زوجتي أيضا، لأنها ليست ملكة مثلها...
تطبخ يوميا... روائح مطبخنا تعيد لها مجدها الملكي ، ونحن مثل عبيد في سفينة أستقرت في جزيرة نائية.
......
أنا وزوجتي نخاف كلبيهما الودودين جدا,,,
لكن أطفالي تواءموا مع الكلاب، يلعقون بعضهم بعضا ، وجاري يضحك من جهلنا بشروط العيش في هذا العالم
...............
أيامنا تسير ولا أحد يرجعها الى الوراء
الشوارع وعلامات المرور والشرطة كلها تسير معنا
لامطبات ولا أنفاق...
يسير الشاب المملوء صحة وخيلاء بجنب عجوز تغذّ الخطى للّحاق بمسابقة القطط ..
لا أحد يوقف الخيول أو الكلاب عندما تنطلق في مضاميرها.
الكلّ مسّمرون على الشاشة منتظرين البطاقة الرابحة..
وعندما ينتهي السباق يمزقزن بطاقاتهم ويرمونها في سلّة المهملات ..
هم يحترمون أصول اللعب، ولا يمزقون أيامهم بوجه الريح
.. في اليوم التالي ، قطعا الأيام تسير
لكنها ليست في الريسزز او في البار !
جاري الأسترالي " الاسكتلدني المنشأ" يسابق الليل لإدراك الصباح
يذهب الى عمله سائقا لشاحنة طويلة .. طويلة
أما جانيت ، زوجته الملكة البريطانية فهي تعمل " نيرس" بارت تايم" في مستشفى المعاقين عقليا..
ونحن متخومون بأحلام اليقظة وأبتكار السراب.
.....
أيامنا تسير ولا تتعكز
تقفز من ظل الى ضلال
لكن الناس هنا.....
يطيرون جذلين بالبيرة والواين والويسكي و يحتفون بتفاصيلهم اليومية
ونحن ننحب بأول كأس
ذاكرتنا من دموع
وذاكرتهم من شموع
جارتي تشرب الويسكي
وجاري يعتّق النبيذ
هم يعرفون هذا عن إجدادهم
ونحن ماذا نعرف ....!!؟؟
نسكر في الأسكتلندي المغشوش والعرق المحلي المُغمس بالشبهات .. ونتخبط ...
ننحب كثيرا والمآتم تعشعش في حناجرنا ، والندم مزّتنا ...
الغربان هنا تفتتح الصباحات بسوادها الجميل
تنعب . تنعب .... بلا شؤوم
ونحن نعيش على صدى فيروز يهدهد عربتنا " هالسيارة مش عم تمشي"
انا مُحتفٍ بالصباح، بالطبيعة
بالسيدة التي ترافق كلبها، التي وعدته أن لا يزعج ضيوفها القادمين من الشرق البعيد، وتقضي الليلة بسلام..
أن تُبكّر في ملاعبته فجرا في يوم السنة الجديدة ..
يا لها من نذور!!
فتاة تتطوح من السكر نذرت هي الأخرى روحها للُسكر حتى الصباح ولكنها نسيت لمن كان نذرها، فنامت على العشب كقطة أليفة، ولم توقظها الشرطة ..
وانا أمتلك تاريخا من التحسب والتوجس والريبة واليقظة ..
تاريخ من النوم بعين واحدة ، واحتساء أردأ الكحول لمواجهة اسوأ الأحتمالات !
هي الأيام تسير ، محمولة و متقاطعة و مكتنزة...................
أشتهي دائما أن أقصّ يومي ككعكة ميلاد ..
أو أتزحلق على زيت نوادرها..
أقهقه كثيرا....
لكن ذاكرتي مشبّعة بزيت يتكاثف على نوافذ الروح ويمنع الرؤيا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?