الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأَنْقاض

كمال سبتي

2008 / 7 / 25
الادب والفن


تَراجَعْ أيُّها الفَيَضانُ ، تَراجَعي أَيَّتُها الحَيَواناتُ . لَسْتُ سَدّاً مَنيعاً ، وقُوَّتي طَيْفُ طينٍ . لَمْ يُعِدْ لي آدَمُ ضِلْعي ، فَجُرِفْتُ مَعَ الأَشْجارِ إِلى القاعِ ، لأَظَلَّ مَطْموراً قِروناً.. هِيَ ماضيَّ الّذي لا قُوَّةَ لي فيه. وَهِيَ روحي المَهْجورَةُ،قالَ لَها الفَلاّحُ :

كُنْتُ أَحْرُثُ في أَنْقاضِ المُدُنِ المُهَدَّمَةِ ، رَأَيْتُكِ تَعْتَمِرينَ تاجاً قُطْنِيّاً، وَاُبَّهَةً سَوداءَ،فَأَعْلَمْتُكِ : أنَّ مَوْتَكِ يَسْطَعُ مِنْكِ ، فَتَجَنَّبي الصُّراخَ عَنْ مَصيرِكِ ، وَاحْتَفِلي بِطُبولِكِ مَلْعونَةً حَتّى يَجِفَّ دَمُكِ قَريباً مِنْ مَطَرِ الأَنْقاضِ.لا قُوّةَ لي فيهِ، سَمَّيْتُهُ قُرْباني ، فَدُفٍنْتُ فيهِ ، وَغَيَّرْتُ التَّسْمِيَةَ ، فَلَمْ يُهْدِني اسْماً قالَ الفَلاّحُ:نَجَوْتُ مِنَ الغَرَقِ في عامِ الفَيَضانِ.. فَتَسَلَّطْتُ عَلى عائِلَتي الصَّغيرَةِ .

خَنْجَرٌ مَسْمومٌ مِنْ إِرْثِ جَدّي وَبُنْدَقيَّةُ عَتيقَةٌ . الليْلُ زَوْجَةٌ عارِيَةٌ ، والصُّبْحُ ريفُ ضَحِيَّةٍ . لَمْ يُهْدِني اسْماً فَنَزَعْتُ إِلى النَّزْعِ الأَخيرِ ، أُخْبِرُهُ عَنْكِ أَيَّتُها الرُّوحُ المَهْجورَةُ . قالَ عابِرُ سَبيلٍ : ذِئابٌ ، وتُلولٌ وخُرافاتٌ عَنِ الأَسْوَدِ الجِنِيِّ ، سَوْفَ يَخْرُجُ لِيُلاقيكِ . ذِئابٌ قُرْبُكِ ، تُلولٌ وَراؤكِ ، وَأَنْتِ تَبْتَعِدينَ صارِخَةً : تَعالَ إِلَيَّ ، قالَ العابِرُ : ظَنَنْتُكِ تَسْتَنْجِدينَ بي فَأَطْلَقْتُ رَصاصاتي ، لكِنَّكِ أَنَّبْتِني ، لَمْ يُهْدِني اِسْماً. فَخَرَجْتُ إِلى بُحَيْرَةٍ ،يُقالُ لَها :" أمانُ المَنْسِيّينَ "..

رَأَيْتُ رَجُلاً مَعْصوبَ العَيْنَيْنِ يُقالُ لَهُ " الضَّحِيّة " ،

كَيْفَ حالُكَ أَيُّها الرّجُلُ ؟

قالَ : لَسْتُ رَجُلاً..

وأَخَذَ يَقُصُّ عَلَيَّ قِصَّتَهُ الطَّويلَةَ مُنْذُ وُلِدَ ، حَتّى جاءَ بِهِ تاجِرُ رَقيقٍ إِلى البُحَيْرَةِ..إِذْ حاوَلَ في إِحْدى لَيالي البَرْدِ سَرِقَةَ عَباءَةَ التّاجِرِ..فَأَخْصاهُ وَعَصَّبَ عَيْنَيْهِ ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يَظَلَّ يَدورُ حَوْلَ البُحَيْرَةِ ما بَقِيَ لَهُ مِنَ العُمْرِ.

يا" أمانَ المَنْسيّينَ" ، احْتَفِلي بي ،أَنا ابنٌ ضائِعٌ ، لا اسْمَ لي ، حُدِّثْتُ بِأَنَّكِ تَحْتَفِلينَ بي يَوْمَ أَطَأُ هَيْبَتَكِ ، قالَ الرَّجُلُ : أَنْتَ واهِمٌ أَيُّها الغَريبُ . تَراجَعْ أَيُّها الفَيَضانُ ، تَراجَعي أَيَّتُها الحَيَواناتُ ، لَنْ أُخْصى وَلَنْ يُعَصِّبَ أَحَدٌ عَيْنَيَّ ، جاءَني المُمَثِّلونَ بِبزّاتِهِم القَبَلِيَّةِ ، بَعْدَ أَنْ أُعْلِنَ قُدومُهُمْ بالضَّجيجِ .. حَسَنٌ.. أَنْتُمْ فَرِحونَ أَيُّها الأُخْوَةُ.. ماذا تُضْمِرونَ لي؟ كانَ المُمَثِّلونَ يَلْعَنونَ أَرْواحَهُمْ ، مُبْتَهِجينَ بِأَدْوارِهِمْ.. قالوا لي : أَيُّها السّيِّدُ : أَضْمَرْنا لَكَ رِحْلَةً مَعَنا .. سَتُحِبُّكَ فيها امْرَأَةٌ ،وَسَتُحِبُّها أَيْضاً، فَهَلْ أَنْتَ راحِلٌ مَعَنا ؟ لَمْ يُهْدِني اسْماً، سَمَّيْتُ لَهُ المَغيبَ مَوانىءَ صَحْراوِيَّةَ ، فَسَخِرَ مِنّي ، سَمَّيْتُ لَهُ المَرْأَةَ رُدْناً مِنْ أَرْداني.. فَلَمْ يَسْمَعْني ، اصطَحَبْتُ مَعي أَقْزاماً خُلاسِيّينَ في رِحْلَتي إِلَيْهِ ، فَازْدَرى مَعِيَّتي ، وَنَكَّلَ بي ، قالَ شاعِرٌ كَذّابٌ : سَأُسَمّيكَ ، فَهَرَبْتُ إِلى أَهْلي في جَنوبِ النَّهْرِ ، لأَرى أُمّي مَيِّتَةً بِلا تَذْكارٍ ، وَأَبي يَبْحَثُ عَنْ زَوْجَةٍ ثانِيَةٍ، وَأُخْوَتي يَبْكون.

كَمْ سَنَةً مَرَّتْ عَلَيْكَ وَأَنْتَ تَنامُ قُرْبَ النَّهْرِ ؟..

كانَ هذا سُؤالَ بائِعِ خُضْراواتٍ ، سَتُجْرى لَهُ عَمَلِيَّةٌ جِراحِيَّةٌ ، لِيَتَحَوَّلَ بَعْدَها إِلى امْرَأَةٍ ، لَمْ أُجِبْهُ ، لأَنَّني لَمْ أَعْرِفْ مَنْ أُخاطِبُ فيهِ..غَيْرَ أنَّني تَمَنَّيْتُ أَنْ أَراهُ – في ما بَعْدُ – لأُعَرِّيهِ قُرْبَ النّهْرِ.. لَمْ يُهْدِني اسْماً.. فَتَجَنَّبي الصُّراخَ عَن مَصيرِكِ، لَسْتُ واثِقاً مِنْ بَقائِكِ حَيَّةً ، لَسْتُ حَيّاً - تماماً - ، جُرِفْتُ مَعَ الأَشْجارِ إِلى القاعِ، كانَت الأَنْقاضُ في القاعِ تَحْتَفِلُ بالغَرْقى ، تُسَمّي كُلَّ غَريقٍ ضَحِيَّةً ، تَمْنَحُهُ خِتاماً سُفْلِيّاً ،أَنْ يَبْحَثَ عَمّنْ يَراهُ حَيّاً ،رَأَيْتُ الغَرْقى يَبْحَثونَ عَنِ الحَيِّ مِنَ الأَرْضِ بَيْنَ الأَنقاضِ ، لَمْ يَهْتَدوا إِلَيَّ ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِمْ عارِياً ، لِيَتَشاوَروا حَوْلي، قالَ بَعْضُهُم :

اِنْظِروا ، إنَّ عَلَيْهِ مِمَا كانَ مِنْ قَبْلُ ، فَهُوَ حَيٌّ ،وَقالَ بَعْضُهُمْ : قَدْ يَكونُ ما عَلَيْهِ مُعْطَباً، ونادى اِمْرَأَةً مِنْ بَيْنِهِمْ : أنِ اخْتَبِئي بِهِ خَلْفَ تِلْكَ المَغارَةَ المُهَدَّمَةَ ، واخْبِرينا عَنْ عَطَبِهِ بَعْدَ أنْ تُهْلكيهِ..

قالَتِ المَرْأَةُ لماذا خُنْتَني قَبْلاً ؟

- ولكنّني لَمْ أَرَكِ إِلاّ الانَ..

- رَأَيْتَني قَبْلاً.. كُنْتُ أَسْتَحِمُّ عَلى رَمْلِ الشّاطِىءِ ، فَانْحَدَرْتَ فِيَّ جوعانَ..

التَهَمْتُكَ، فَشَبِعْتَ، لِتَهْجُرَني- خائِناً – إِلى الأَبَدِ ، قُلْتُ : أَتَذَكَّرُ مَشْهَدَكِ هذا ، مَرَّ عَلَيَّ ذاتَ حُلْمٍ فَقَرَّرْتُ أنْ أَُجَمِّعَ قُوايَ ضِدَّكِ قَبْلَ أَنْ أَفزَّ مِنَ النَّوْمِ ،لا تُهْليكيني ،

سَأُريكِ عَطَبي ، قالَتْ : لَسْتُ اِمْرَأَةً كَما تَظُنُّ ، لاأَسْتَطيعُ أَنْ أَتَبَيَّنَكَ ، لِنُغادِرالمَغارَةَ.. قالَتْ لَهُمْ :إنَّهُ ذِكْرانا البَعيدَةُ عَلى الأَرْضِ..فَاحْتَفَلوا بي، أَوْصوني لَحْظَةَ أَخْرُجُ مِنَ الغَرَقِ ،أن أروي لنفسي في الأوقاتِ كلها ما رأيتُ . لَسْتُ حَيّاً – تَماماً- فَتَجَنَّبي الصُّراخَ عَنْ مَصيرِكِ ، لا أقْوى عَلَيْكِ ، هادَني اضطِرابي حيناً ، وَخَلَّفَني شَيْخاَ مَجْنوناً حيناً آخَرَ، لَسْتُ مِنْكِ إِلاّ لأَنَّكِ مِنّي، كانَتِ الرّوحُ – ماضيَّ الذي لا قُوَّةَ لي فيهِ - تَسْتَخْرِجُ مِنْ رُكامِ أَقْمارٍ ذِكْرى لَيْلَةِ حُبٍّ ،في غُرْفَةٍ بارِدَةٍ ،بِساطٌ عَلى الأَرْضِ ، نارٌ خافِتَةٌ ، وَسْطَ ظَلامِ الرِّيحِ وَهِيَ تُنْشِدُ للسَّتائِرِالقَذِرَةِ نَشيداً جِنْسِيّاً، تَمَدَّدَ الحِرْمانُ ذَبيحَةً تَتَدَثَّرُ بِدِثارٍ عَفِنٍ، عَلى حائِطٍ خَرِبٍ نَظَرَتِ العُيونُ إِلى مَصيرِها.. فَازْدَحَمَتْ بالبُكاءِ ، لَسْتُ مِنْكِ إِلا أَنَّكِ مِنّي ، لَيْلَتَها هَرَبْتِ مِنّا ،لِتُبْقينا مَجْنونَيْ ريحٍ بارِدَةٍ وَمَواءِ قِطَّةٍ سَتَموتُ مِنَ البَرْدِ..هذا العَراءُ .. صِنْوُكِ..لَوْ تَعْلَمينَ ،هذا الهُروبُ : حائِطُكِ الخَرِبُ ، تَجَنَّبي الصُّراخَ عَنْ مَصيرِكِ ، لَسْتُ حَيّاً – تماماً – فاجَأَني عابِرُ سَبيلٍ ثانٍ ، مِنْ أَيْنَ أَنْتَ أَيُّها السَّيِّدُ ؟ قُلْتُ :مِنْ جَنوبِ النَّهْرِ..وماذا تَعْمَلُ ؟ لا أَعْمَلُ شَيْئاًغَيْرَ التَّجْوالِ..!

مَقْهىً قَريبٌ ، قَهْوَتانِ ، كَلامٌ عَنِ امْرَأَةٍ تَقِفُ أَمامَ المَقْهى..وَداعاً ، أَراكَ قَريباً ، اِلْتَفَتَتْ إِلَيَّ ، فَخَرَجْتُ إِلَيْها.. أَتَذَكّرُكِ.. أَيْنَ ؟ لا أَدْري.. كّذّابٌ ، لَمْ أَرَكَ قَبْلاً ، اغْرُبْ عَنْ وَجْهي ، فَعَلِمْتُ انَّها أَنْتِ.. ماضِيَّ الّذي لا قُوَّةَ لي فيه ،تَراجَعْ أَيُّها الفَيَضانُ ، وآتِني بِعابِرِ السَّبيلِ ،لأُحَدِّثَهُ عَنْ نادِلِ المَقْهى ،فَلْحْظَةَ أَنْكَرَتْني المَرْأَةُ، قالَ النّادِلُ : صَديقُكَ نَسِيَ بِضْعَ أَوْراقٍ في المَقْهى.. فَماذا تَكونُ ؟..كانَتْ اَشْعاراً عَنْ أَثينا ، قَهْوَةً مُرَّةً أَيُّها النّادِلُ ، صَباحُ الخَيْرِ يا بائِعَ الصُّحُفِ ،انْظُرْ إِلى تِلْكِ الصُّورَةِ ، قِطارٌ يَهوي إِلى النَّهرِ مِنْ عَلى جِسْرٍ ، إنَّكَ تَعِبٌ، لَقَدْ مَرَّ عَلَيْكَ وَقْتٌ طَويلٌ في هذِهِ المِهْنَةِ ، وَقْتٌ طَويلٌ ..أَسْتَئْذِنُكِ الآنَ.. أَنا عَلى مَوْعِدٍ مَعَ ساعَةٍ جِدارِيّةٍ . رَأَيْتُ فَتاتي تَجْلِسُ عَلى مَصْطَبَةٍ في الحَديقَةِ ، جِئْتُ هذِهِ المَرَّةَ في الوَقْتِ المُحَدَّدِ ،شُكْراً، الصَّباحُ بارِدٌ ،شَفَتاكِ بارِدَتانِ ، أعْطِني يَدَيْكِ..اِخْرُجْ يَدَيْكَ مِنْ هذا اللحافِ . إنَّني أُحِبُّ البَرْدَ،النِّساءُ يَرَيْنَ في البَرْدِ صَيْداً لَذيذاً ، اِلْتَقَيْنا الصَّيْفَ الفائِتَ هُنا.. سَنَلْتَقي الصَّيْفَ القادِمَ.. هُنا أَيْضاً ، اِقْرأْ لي ما تَكْتُبُهُ الآنَ..لَمْ يَكْتَمِلْ بَعْدُ..تَذَكَّرْتَني فيهِ ؟..لا أَدْري ..نَعَمْ.. رُبَّما كُنْتِ أَنْتِ الّتي سَمَّيْتُها ساعَةً جِدارِيَّةً.أتُحِبُّني ؟ نَعَمْ ، أَنا أُحِبُّكَ أَيْضاً ، لِنُغادِرِ الحَديقَةَ،إِلى أَيْنَ ؟ لا أُحِبُّ البَرْدَ في الحدائِقِ، رَاَيْتُ صَديقَكَ الثَّرْثارَ أَمْسِ، سَأَلْتُهُ عَنْكَ ، صَمُتَ بُرْهَةً ثُمَّ غادَرَني، الشَّقْراءُ..المُمَرِّضَةُ تَحْسُدُني عَلى حُبِّكَ لي ، أَيْنَ عُكّازُكَ ؟ صَباحُ الخَيْرِ ياأَثينا ، ضَمادُكَ مَلَوَّثٌ ، لِماذا لا تُجيبُني ؟ صَباحُ الخَيْرِ.. أَبْحَثُ عَنْ تَماثيلَ نِصْفِ واقِفَةٍ، زارتني في مَنامِ البارِحَةِ كانَ لي فيها فَمٌ مُطْبَقٌ وذِراعٌ مَشْلولَةٌ، حَدَّثْتُ أَبي عَنْكَ، صَباحُ الخَيْرِ يا مَأوايَ البَعيدَ، أَرْسُمُ في الشَّوارعِ صورَةً للماركيزِ دي ساد، كَيْ أَعْطِفَ عَلى شّحّاذٍ أَخْرَسَ بابتِسامَةٍ كاذِبَةٍ ، هَيَ ذِكْرى ريفٍ قاحِلٍ.. أَضعْتُ فيهِ مَرايايَ ، فَرُئِيتُ في هَيْأَةِ مَطْرودٍ مِنْ جُمْهورِيَّةِ إِفلاطونَ. تَماثيلُ نِصْفُ واقِفَةٍ،اِقْتَرَحَتْ عَلَيَّ أَنْ تَكونَ سَداً مَنيعاً،قُلْتُ لَمْ يُعِدْ لي آدَمُ ضِلْعي، قالَ نِصْفُ واقِفٍ :

أَنا ذِكْرى كاليغولا..حَدَّثَني عَنْ حَمْلَتِهِ والقَواقِعِ الأَسيرَةِ ، ثَمَّ طَلَبَ مِنّي حَذْفَ جُمْلَتِهِ الأَخيرَةَ..ولكنَّني ، سَاَكونُ خَبيثاً، وأُثَبِّتُها هنا : " آهِ لَوْ عِشْتُ ثانِيَةً "..

ذِراعٌ مَشْلولَةٌ ،.. غَطَسَتْ بي قَديماً في النَّهْرِ.. لِيَجْرُفَني صَيّادٌ شَيْخٌ إِلى كوخِهِ، كانَ الفُراتُ سَلَبَني ذاتَ لَيْلَةٍ صَديقَيْنِ.. مُدِدْتُ مٌغْمَىً عَلَيَّ ليْلَةً كامِلَةً.. هذا ما قالَتْهُ زَوْجَةُ الصَّيّادُ ، أَحاطَتْني بِبُخورِها، قَبَّلْتُ جَبينَها ، وَهَرَبْتُ..إِلَيَّ ، هَرَبْتُ إِلى الفَحْمِ يَبْحَثُ- في رَمادِهِ- عَنْ دُخانٍ مَفْقودٍ، هُوَ شَكْليَ الَّذي لا يَحْتَويني، سَأُنادي ،إِِذَنْ : أَيُّها الدُّخانُ المَفْقودُ لِماذا تَرَكْتَني وحيداً في العَراءِ؟..

وَمَضَيْتُ في الرَّمادِ ، أَبْحَثُ عَنْ أَثينا، عَنْ لَيْلَةٍ لا يَسَعُها عُمْرٌ، سَرَقَها مِنّي النَّهْرُ،عَنْ طَلْقَةِ التُّلولِ،رَأَيْتُ المُمَرِّضَةُ الشَّقْراءَ في حَفْلٍ أَسْوَدَ، تُهَشِّم ساعَتي الجِدارِيَّةََ،سَتَفوزُ بي ، قُلْتُ ، وَهَرَبْتُ إِلَيَّ ، هَرَبْتُ إِلى المَقْهى ،أَنْتَظِرُ صَديقاً آخَرَ ، رُبَّما يَقْتَرِحُ عَلَيَّ أَنْ أَتَوَّقَفَ عنِ الكِتابَة.

قَهْوَةً مُرَّةً .. أَيُّها النّادِل..

أَواخر1987 أوائل 1988








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي