الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدار قبل الجار

جاسم الحلفي

2008 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


تبث بعض الفضائيات العراقية هذه الايام، دعاية يراد منها نبذ الارهاب وتبشيع الارهابيين، لكنها تبعث برسالة خاطئة، ربما دون قصد، حينما يردد احدهم في اخر المقطع وباللهجة العراقية (كومة حجار ولا هذا الجار).
ولا شك ان الرسائل التي توجه الى دول الجوار عموماً، والى المحيط العربي على وجه الخصوص، يجب ان تؤكد على حرص العراق على اقامة علاقات حسن جوار تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل بشؤون الاخر، والنظر الى المصالح والمنافع المشتركة، والعمل على حل كل المسائل والقضايا العالقة بين العراق وبين جيرانه بالحوار والتفاهم المشترك. وهذا ما يحتاجه العراق مثلما يحتاجه الجيران، ويضمن للجميع علاقات طيبة، فالعراق يبقى منشدّا الى محيطه وبيئته، واية خطوة تأتي في هذا السياق تكون في الاتجاه الصحيح للسياسة الجديدة للعراق. وربما جاءت زيارة السيد سعد الحريري زعيم تيار المستقبل، ورئيس الاغلبية البرلمانية اللبنانية، وقبلها زيارة الرئيس التركي السيد طيب اوردغان، في هذا السياق. وما الاستقبال الذي حظيا به من قبل المسؤولين العراقيين ما هو إلا تأكيد على رغبة العراقيين في اقامة العلاقات وترسيخها مع الآخرين. كما أكدت في الوقت ذاته بان هناك عزما اقليميا على الانفتاح على العراق، وينمو هذا العزم كلما استقرت الاوضاع الامنية فيه، وترسخت الأوضاع السياسية، فبعودة (جبهة التوافق) وتعزيز وضع الحكومة، بحيث تبدو حكومة وحدة وطنية يتمثل فيها الجميع، إن ذلك من شأنه ان يمنح الدول الجارة المزيد من الثقة ان العراق الجديد هو عراق التعددية والمشاركة.
ويمكن الاشارة في هذا الصدد الى الموقف الايجابي للامارت العربية واطفائها لديونها المترتبة على العراق، حيث ألغت ما يقرب من 7 مليارات دولار من ديونها المستحقة، وكذلك تسمية عدد من السفراء العرب للعمل في العراق، والتي اعطت اشارات قوية الى وجود رغبة وعزم عربيين على الانفتاح على بلادنا، وهذا ما يعد انعطافة مهمة في علاقات العراق بمحيطه العربي.
وربما يحتاج العراق وهو يبحث الاتفاقية مع الجانب الامريكي، ان يطمئن جيرانه بانه لا يمكن للعراق ان يعقد اي اتفاق على حساب الجيران، وان العراق الجديد لن يكون، في كل الاحوال، منطلقا للعدوان على الاخرين، وليس للعراق اية مصلحة بخلق مشاكل بينه وبين جيرانه.
فالعراق لا يمكن ان يكون دون محيطه العربي، ويقع على الحكومة العراقية واجب بناء جسور الثقة مع الجيران، وتهيئة الاجواء امام اقامة العلاقات الطبيعية معهم، وتبديد مخاوفهم إزاء اي مخاطر يتوقعون ان تصل لهم من العراق او عبره، واعطاء رسائل ايجابية مستمرة تؤكد على ان العراق يسير وفق سياسات متزنة.
المثل العراقي يقول "الدار قبل الجار" فجيران العراق قدر، وبالسياسية العقلانية، يمكن ان نجعله قدراً محبباً.!











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخلاف التجاري بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.. إلى أين؟ | ال


.. بايدن وترامب.. وقضايا بارزة في المناظرة الرئاسية




.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مرشحون وشروط


.. بالمناظرة التاريخية.. بايدن يتعثر مبكرا وترامب يدعوه للخضوع




.. بايدن يتلعثم خلال المناظرة الرئاسية أمام ترمب