الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة الدفاع عن نظام البعث بحجة خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل

وداد فاخر

2004 / 1 / 29
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


أعادت استقالة رئيس فريق التفتيش الأمريكي عن أسلحة الدمار الشامل السيد ( ديفيد كاي )، التي كان يملكها النظام العراقي الساقط الكثير من التساؤلات حول لغز اختفائها ، وأين تم إخفاءها إن تم ذلك ؟ .
وحتى ( السيد ديفيد كاي ) نفسه لم يجزم بعدم وجود أسلحة الدمار الشامل لدى النظام المنهار ، وقال ( إنه يعتقد أن بعض تلك الأسلحة قد تم شحنها إلى سوريا وإن مصيرها ما زال مجهولا ) . والدليل على ذلك الرأي ( إن بعض المسئولين العراقيين السابقين ، اعترفوا لدى استجواب القوات الأمريكية لهم بنقل تلك الأسلحة إلى سوريا ، ومنها الكيمياوية والبيولوجية ) . كذلك ما صرح به وزير الخارجية الأمريكي ( كولن باول ) بقوله ( إن العثور على مخزونات من أسلحة الدمار الشامل في العراق لا يزال " سؤالا لم يحسم " ) .
إذن فنحن أمام لغز لم يجري حله للآن ، بالنسبة للمسائل القانونية ، ووفق الجدل البيزنطي العقيم الدائر حول وجود أو عدم وجود ( أسلحة دمار شامل ) ، ومدى شرعية أو لا شرعية القيام بحرب ضد النظام الدكتاتوري الساقط ، بحجة قيامه بتصنيع أسلحة الدمار الشامل !! .
ولكي نتحدث بهدوء وبعيدا عن الانفعالات وإلقاء الخطب الحماسية ، يجب أن نتروى قليلا ، ونناقش مسائل تدخل في صلب الموضوع وتقربنا من الخطر الذي كان يمثله وجود نظام مثل النظام العفلقي الساقط على المنطقة والعالم ككل والسلام العالمي ، وهي كالآتي :
1 -  إن النظام السابق قام علنا وبقوة السلاح بالاعتداء على دولة جارة في ثمانينات القرن الماضي ، فأجتاح مدنا وخربها ، وقتل وشرد وعوق أكثر من مليوني شخص من كلا البلدين بحجج واهية ، كان من السهل عليه حلها عن طريق الحوار والتفاهم في الإطار الأخوي بين البلدين ، ووفق المعاهدات المرسومة بينهما ، وضمن الشرعية الدولية .
2 – قام باستعمال الغازات السامه في العام 1988 ، ضد مواطنيه العراقيين من الكورد في حلبجه ، وضد أفراد الجيش الإيراني ، وكذلك عرب الأهوار ، وهذا العمل الإجرامي المنافي لكل الأعراف والمواثيق الدولية ، والموثق لدى الجميع لا يحتاج لكلمتي ( لا أو نعم ) ، أي إن النظام المنهار كان يملك أسلحة دمار شامل ، وبشهادة فرق التفتيش التي دمرتها بعد ذلك ، أي بمعنى إن النظام لو سمحت له أية فرصة أخرى بتصنيع أسلحة دمار شامل سيقوم بها ، وعندما يشعر بكونه محاصرا من أي جهة كانت سيستعملها ضده لا محالة .
3- قام النظام وفي 2 آب / أغسطس 1982 ، بغزو بشع لدولة الكويت ، وقتل وخرب ودمر الكويت ونهبها هو وعصابته ، وحرق آبار بترولها ، وعرض العراق والمنطقة لأخطار بيئية وإنسانية ، لا زالت آثارها باقية لحد الآن على المياه والجو والحيوان والتربة والنبات في المنطقة . وعرض الأمن والسلم الدوليين للخطر، بتهديده علنا باستعمال أسلحة الدمار الشامل في حالة شن الحرب عليه من قبل قوات التحالف الدولي الذي تألف
ل (  تحرير الكويت ) من قواته الغازية .
4- قام وبدم بارد بتصفية مئات الآلاف من العراقيين ، من الكورد والشيعة من الذين انتفضوا ضد نظامه في العام 1991، ودفن معظمهم أحياء في مقابر جماعية ، وبضمنهم الأسرى الكويتيين ، مخالفا يذلك جميع المواثيق والمعاهدات الدولية في معاملة سجناء الضمير وأسرى الحرب .
5 – قام بتهجير وتشريد أكثر من 5 ملايين عراقي ، بحجة التبعية لإيران ، وبسبب الاضطهاد السياسي ، الذي أجبر الآخرين على ترك ديارهم .
6 – ساهم بقتل مليوني طفل ومريض وشيخ عراقي ، بمنع الدواء والغذاء عنهم ، بحجة الحصار الاقتصادي ، بينما كان يستخدم وفي نفس الوقت الأموال المخصصة للغذاء والدواء ، وبموجب قرار مجلس الأمن الدولي ( النفط مقابل الغذاء ) ، لبناء المجمعات الرئاسية ، والبذخ على أعوانه ، من الداخل والخارج ، وتهريب الأموال لحسابه الخاص .
من كل هذا يتبين أن كل فرد بعثي نشط هو عبارة عن ( سلاح تدمير شامل ) ، والدليل ما نشاهده في الوقت الراهن من أعمال قتل للمواطنين الآمنين ، وتخريب متعمد للمنشآت الرسمية والخدمية من ماء وكهرباء ، وتخريب أنابيب النفط ، وقتل رجال الشرطة الذين يحاولون إشاعة الأمن في ربوع العراق ، على أمل الرجوع ولو بنسبة واحد من المليون في المئة للسلطة من جديد والانتقام من معارضيهم ، ولا يهم بعد ذلك من يقتل أو يهدم داره أو يفقد عياله .
لذا فإن من العبث الحديث عن وجود أو عدم وجود أسلحة دمار شامل لنظام فاشي دكتاتوري غارق في الجهل والتخلف ومشبع بالروح العنصرية والطائفية نتيجة ذلك التخلف . لأن النظام الساقط لو ترك على حاله لاستمر في أعماله العدوانية ضد مواطنيه في الداخل وضد جيرانه في الخارج ، لأن استمرار وجوده وديمومته هو بواسطة خلق الأزمات التي تدخل ضمن مفاهيمه الحزبية التي تربى عليها ، وشرط أساسي لبقائه على راس السلطة ، وعشقه بطريقة غريبة لمفردة ( الدم ) التي لا تغيب عن كل تصرفاته وأعماله .
ثم آخرا وليس أخيرا لم لم تكن أسلحة دماره الشامل ،  ضمن قافلة السفير الروسي التي تعرضت للقصف في إثناء الحرب على النظام ، فكل شيء محتمل في عالم السياسة ، خاصة إن النظام الساقط كان يملك ما يمكن رشوة الدول والأشخاص ، ويشتري بالمال الذي سرقه من قوت العراقيين كل شيء .

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما