الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقدة تبعية الحزب الشيوعي العراقي للقيادات الكردية...

سالم حسون

2008 / 7 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الحزب الشيوعي الذي كانت تخاف منه الحكومات في السابق وتحسب له القوى السياسية له ألف حساب لعقود أصبح الآن أثراً بعد عين في الساحة السياسية العراقية بسبب قياداته السياسية التي تقوده منذ السبعينات من خطأ الى خطأ ومن كارثة الى أخرى.

ومن كوارثه المعاصرة اليوم هو انتقاله من الخضوع لكتلة علاوي الى كتلة الإئتلاف الكردية وما ترسمه من سياسات غرضها الأول والرئيس هو خدمة مخططاتها العلنية في تقسيم العراق بعد إقتطاع الموصل وكركوك ونحو نصف ديالي وجزء من الكوت . والموقف الأخير المتمثل في انسحاب " الكتلة " الشيوعية من تصويت البرلمان على قضية كركوك لا علاقة لها بالخرق الدستوري كما قال أحد النائبين بل كان إشارة ولاء واضحة يرسلها الحزب الشيوعي للسادة الجدد. وقبل شهر أعلن الشيوعيون عن تآلفهم مع الأكراد في انتخابات المحافظات القادمة ، فعن أية محافظات يتكلمون هل هي محافظات العمارة والناصرية والبصرة العربية ؟ وعلى الأرجح فإن الأمر يتعلق بمحافظات الشمال العراقي ، فمالذي يرجوه الشيوعيون من خوض الإنتخابات فيها في الوقت الذي تكون نتائج الانتخابات محسوبة سلفاً لصلح الحزبين الكرديين؟. وبالطبع فإن الأكراد سيفرحون بوجود الحزب الشيوعي العراقي الى جانبهم ، وسوف يستخدمون تاريخه وسمعته كي يتعكزوا عليها وصولاً الى اهدافهم الدنيئة.
وفي معايير الأخلاق والسياسة والتاريخ ثمة فوارق وتناقضات هائلة بين الحزب الشيوعي العراقي والأحزاب الكردستانية لا تشجع على قيام مثل هذه التحالفات ، فالأحزاب الكردية هي تنظيمات لاتمتلك من مقومات الحزب السياسي شيئاً لا في العقيدة ولا في التنظيم فهي تتألف من افراد أو أبناء عشائر لا يحملون أي فكر أو عقيدة سياسية أو آيديولوجية ويشكلون إداة أو جهاز يخدم مآرب القيادة العليا التي غالبا ما تكون عشائرية أو عائلية ، ناهيك أن هذه الأحزاب المشبوهة قد ولغت من دماء الشيوعيين في الماضي حتى الثمالة ، ومجازر عيسى سوار عام 1973 مع الشيوعيين العرب العائدين من موسكو ، ومجزرة بشت آشان الفظيعة عام 1983 التي يستحق مصممها ومنفذها جلال الطالباني أن يقدم الى محكمة الجنايات الدولية بتهمة أرتكاب جرائم حرب ، لكن الشيوعيين تناسوا كل ذلك ، إكراماً للتحالف ، كما تناسوا من قبلها آلافاً من ضحاياهم في سجون صدام . ويحلو للشيوعيين أن يرددوا أنهم يرسمون سياساتهم إنطلاقاً من رأي الجماهير ومزاجها ، ولو كانوا كذلك حقاً لأنتبهوا الى الطفرة الإنتقالية في موقف العراقيين نحو الأكراد إذ تحول العراقيون من موقف التعاطف مع القضية الكردية الى موقف الإستهجان والريبة والرافض لها بسبب تصرفات القيادات الكردية وسلوكها الإستفزازي والإبتزازي بحق العملية السياسية بأكملها في العراق طيلة السنوات الخمس الفائتة.
إن موقف الشيوعيين اللامبدئي والمساوم من القيادات الكردية ليس وليد اليوم ، بل يعود الى عقود طويلة من الزمن وبعود لجملة من الأسباب منها سيطرة العناصر القومية الكردية على قيادة الحزب الشيوعي منذ الستينات ، وتغليب عواطفهم القومية على إنتمائهم الشيوعي بحجة إن النزعة القومية لا تتعارض مع التوجه الأممي وأدى ذلك الى " تكريد " الحزب الشيوعي العراقي ، وقد أثبتت مواقف الحزب الشيوعي الأخيرة أن الديناصورات الشيوعية القديمة كعزيز محمد وكريم أحمد وباني خيلاني وغيرهم رغم تقاعدها فانهم مازالوا مؤثرين ، ومطمأنين على استمرار الحزب في نهجه القديم بعد أن خلفوا تلميذهم النجيب رئيس الحزب الحالي .والعامل الآخر هو هروب القيادة من الداخل وإتخاذها لمنطقة كردستان الآمنة وهوائها العليل ملاذاً لهم أثناء حكم صدام ، وأصبحوا " مقيمين دائميين " عند الحزبين الكردين الكبيرين مفضلين ذلك على العمل في مدن العراق الجنوبية وحرها اللافح ، وتحمل ثمن النضال مثلما تحمله فهد وسلام عادل اللذان لم يفكرا إطلاقاً بانقاذ جلديهما ، وكانت الموت لدى كليهما من أجل الشعب أحب من الحياة نفسها، ولم تكن إقامة القيادة الشيوعية بلا ثمن ، بل كان ثمنها ارتهان موقف الحزب ووضعه في جيب الحركة القومية الكردية . وهناك عامل مادي في الموضوع وهو نشوء مجموعة مصالح ومنافع مادية للشيوعيين في شمال العراق يخافون على فقدانها ومنها معونات وبيوت ومؤسسات تُدفع من حكومة الأقليم ، وكذلك قبول العديد من الشيوعيين تقاضي مبالغ تقاعدية عن نشاطهم الأنصاري كبيشمركة ، وبعد حساب السنوات الماضية لأغراض العلاوة والتقاعد والترفيع أصبح هؤلاء المناضلون يحملون رتباً عسكرية رفيعة في الجيش الكردي ، وهذا مؤشر سلبي يشير الى تدني أخلاقي عند الشيوعيين عندما يتحولون فيه من مقاتلين من أجل المبدء الى طالبي رواتب تقاعدية ، والشيوعي الحقيقي لايأخذ راتباً من أحد فراتبه حب الشعب والإستشهاد من أجله، ومهما كبرت أو صغرت هذه المبالغ التقاعدية فهي ثمن تافه وبخس مقارنة بأرواح الشهداء الشيوعيين وما قدموه للقضية الكردية ، وكان الأجدر المنتفعين من رواتب البيشمركة - وأغلبهم لا يحتاجون للتقاعد أصلاً بسبب أنهم يستلمون رواتب تقاعدية من دول الإقامة الدائمة- أن يفكروا بما يمكن أن يقدموه لشهدائهم والى عوائلهم المنكوبة قبل أن يفكروا بأنفسهم ، ،أليس ذلك تدنياً أخلاقياً! هل امتد وباء " اللغف " ليطال الشيوعيين أيضاً ؟











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه