الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستعيد بريطانيا خيانتها للشعب العراقي

اميرة بيت شموئيل

2004 / 1 / 29
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لابد من الاعتراف بأن وجود قوات التحالف ( البريطاني - الامريكي) هو بالدرجة الاولى لحماية مصالح دولها في المنطقة، ولكن هذه الحماية لن تجدي نفعا في منطقة تجتاحها الصراعات المختلفة، حتى لو ارسلت اضعاف القوات الموجودة فيها الان. لابد من استقرار الامن، النسبي على الاقل، في البيت العراقي، ليستمر العمل بالشكل الذي يخدم مصالح الجميع.

لقد اخطأت بريطانيا سابقا، ابان احتلالها العراق بعد الحرب العالمية الاولى، بتلاعبها على اوتار العنصرية القومية والدينية والطائفية وغيرها من النعرات التي خدمت سياسة فرق تسد، واثرت سلبا على مصالحها الاقتصادية، جنبا الى جنب تشويه العلاقات بين ابناء الشعب.

صحيح ان الشعوب المستضعفة عدديا، قوميا ودينيا، تكبدت افدح الخسائر، ولكن بشكل عام، نجد الجميع ، وبضمنهم بريطانيا، قد تكبدت الكثير من الخسائر، وكانت النتيجة ازدياد الكراهية والازدراء بين ابناء الشعب الواحد، وفي نفس الوقت ازدياد الكراهية والازدراء من بريطانيا.

مازلت اذكر المقولة التي يتداولها الاشوريين الكبار في السن :(( اذا تخاصمت سمكتان في اعماق البحر، فالسبب هو الانكليز)). هذه النظرة الثاقبة لابد وان جاءت بعد تجارب كثيرة ومريرة للاشوريين مع الوعود الانكليزية الزائفة، حالهم حال جميع العراقيين الذين ساهموا في الحرب العالمية الاولى الى جانب قوات التحالف، للتخلص من دكتاتورية الامبراطورية العثمانية، ليجدوا انفسهم امام الاحتلال الانكليزي وسياسات فرق تسد الانكليزية وليس التحرير، حتى قيام ثورة العشرين. بقيام ثورة العشرين رحلت القوة الانكليزية ولكن... بقت يدها الطولى تدير مصالحها في المنطقة وسياساتهم التخريبية تعصف باركان البلاد من الشمال الى الجنوب.

من يزرع الحروب يحصد الحروب. فبالاضافة الى الحروب الداخلية ( عرب / اكراد/ تركمان/ اشوريين/ شيوعيين / اسلام/ مسيحيين/ سنة/ شيعة)، جاءت الحروب الخارجية ( عراق/ ايران وعراق/ الكويت)  هكذا وجد الجميع انفسهم ومصالحهم، بضمنهم بريطانيا والدول الحليفة، في مستنقع الحروب المتراكمة. وهكذا وجدت السياسة البريطانية وحليفتها الامريكية نفسها راكعة امام الشركات المصنعة للاسلحة ليس الا. وهذا ما زاد في حقد وكراهية الجماهيرية العراقية والبريطانية والعالمية، المتطلعة للحرية والتحضر والتمدن، والتشكيك في ادعاءها بمحاربة الارهاب في العالم. هذا الارهاب الذي دعمته في المنطقة سابقا وبشتى السبل للتخلص من الغريم الشيوعي في روسيا.

يبدو ان التاريخ يعيد نفسه، فبعد ثلاثة اشهر، تمر سنة على التخلص من النظام المجرم وقد تم القاء القبض على صدام وعدد كبير من زمرته، كذلك تمر اكثر من ثلاثة عشر سنة على ابعاد هذه الزمرة عن خط الشمال وخط الجنوب، والتي يجب ان يكون مسؤولي احزاب المعارضة العراقية سابقا، ومجلس الحكم حاليا، قد مارسوا فيها نوعا من الحكم والتحكيم في هذه المناطق المحررة نوعا ما، وتكونت لديهم الخبرة الكافية للحكم، الا اننا نجد ان العلاقات السياسية بين جميع الاطراف، لا زالت متأزمة وعدم الثقة والنعرات الطائفية بينهم مازالت هي هي، بالاضافة الى تصادم تصريحاتهم ومصادمات اتباعهم في الشارع العراقي اليوم، ناهيك عن تأزم الشارع العراقي بشكل عام. فهل للانكليز والامريكان اليد الطولى في هذه المشاكل؟؟.

نعم، فقوات التحالف كانت ملزمة بتفعيل تطبيقات القوانين الانسانية في العراق ، حال اسقاطها النظام الدموي ولكنها لم تفعل... لم تدعم بعد اهل القوانين ليتسنى لهم اعادة القوانين الانسانية الى البلاد. حلت ولم تدعم الجيش والشرطة ليتسنى لهم حماية الحدود الخارجية ( الجيش) والامن الداخلي ( الشرطة). لم تدعم المنظمات المدنية لتدافع عن حقوق الانسان، ولم تدعم منظمات البيئة لتدافع عن البيئة العراقية وتصونها، وبدلا من ذالك اخذت تتصل بشيوخ العشائر ورجال الدين وغيرهم وتغدق عليهم الهبات، ليقفوا الى جانبها، تاركة اهل القانون والفكر الى اشعار اخر. اجتماعات مسؤولي التحالف مع المشايخ ورجال الدين لم تنقطع منذ قدومهم الى العراق، ولكنهم لم يجتمعوا مع القضاة واهل الفكر في البلاد ولو لمرة واحدة!!. قاضيان واربعة اساتذة جامعيين قتلوا برصاصات الارهاب، والاخرون اغلبهم يشكون انعدام الامن وانحسار الرواتب، والسيد بريمر مشغول بتوزيع الهبات والسيارات الفاخرة لشيوخ العشائر ورجال الدين والاخرين.. فماذا سيحصد الانكليز والامريكان من هذه السياسة القديمة الحديثة في العراق ؟؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و