الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتح.. الثورة الذبيحة!

عمار الدقشة

2008 / 7 / 29
القضية الفلسطينية


أسرف الكتاب والباحثون الفلسطينيون في الآونة الأخيرة، بالحديث عن حركة فتح والتعرض لها مدحاً أو قدحاً، على حد السواء، وقد اختلف هؤلاء على اختلاف مشاربهم:

*فمن مدحها: إما مستفيد من موقع الحركة كفصيل مستفرد بالقرار الفلسطيني، مهيمن على موارد منظمة التحرير، ومن بعدها السلطة الفلسطينية، مع كل ما يعنيه ذلك من إمبراطوريات النفوذ والثروة.

أو ساذج، أعماه التعصب، فحاول تغطية الشمس بغربال، مدافعا منافحا بشكل غوغائي، يفتقر للطرح العلمي المدعم بالحقائق والوقائع، وبالتالي أساء لفتح وأضر بها أكثر مما اعتقد انه أفادها.


*وأما من تعرض لفتح، وانتقدها، فهم على حالتين:

أما أولهم فقد انتقدها من باب الصراع والندية الحزبية، فأسرف في ذكر سلبياتها وأخطائها، ليظهر فصليه بصفة الكمال الوطني والسياسي. وبالتالي افتقر نقده للحياد والموضوعية، إذ انه أضحى الخصم والحكم في ان معا.

والحالة الثانية: الكثير ممن انتقد فتح اداءا وعملا وحتى فكرا، إن لم يكن ينتمي لتنظيم منافس، فهو بالغالب عضو بالحركة، وأراد بنقده هذا أن يلقي باللائمة على غيره، ويظهر بأنه ليس جزءا من فشل هذا المشروع، ويحمل تبعة الفشل لغيره؛ مدافعا عن نفسه على طريقة خير وسيلة للدفاع الهجوم، وهنا مربط الفرس ومكمن الخطأ؛ فمعظم التحليلات والتعليقات التي تناولت فتح وتعرضت لها، ابتعدت عن الموضوعية، وافتقرت للمعايير الأساسية اللازمة لإتمام النقد البناء.


وبالتالي فاقم المادحون والقادحون من أزمة فتح، سواء بقصد أو بغير.

وان تناولنا تلك الآراء بشقيها، وعرضناها لإشعاع العقل ونور البصيرة، نخلص بالتالي:

إن مشكلة فتح ليست فشلها في التحول من حركة تحرير إلى حزب حاكم؛ لأنها ومنذ هيمنتها على المنظمة في سبعينات القرن الماضي، بدأت تتصرف على أنها حزب السلطة والحكم، مع كل ما افرزه ذلك من ترهل وظيفي وفساد مالي وإداري.

ومشكلتها أيضا ليست في بعض المتنفذين داخلها، والذين تشبثوا بجسدها كعلقة طفيلية، امتصت دمائها وضختها في أجسام موازية، بتشكيلات أمنية أو شبه أمنية، لتوجد لنفسها حاضنا بديلا... وان كان هذا جزءا من المشكلة.


يا سادتي.. يا أبناء فتح، ويا خصومها، ويا مادحيها وقادحيها، ويا متحاملين ومجاملين... المشكلة وباختصار ولدت بولادة فتح ورأت النور منذ سويعات فتح الأولى على الساحة الفلسطينية، إذ أنها أهملت الجانب الفكري والتعبوي، لتفرز بعد ذلك طبقة من الدهماء الذين نسوا فلسطين وقدسوا بعض الشخوص.

وأضف لذلك هلامية المواقف وفضفاضية التعابير، التي رافقت فتح في مهدها حيث اختلفت تعريفاتها حتى بين قادتها، فلم يجمعوا على تعريف واحد.. هل هي ثورية؟ أم علمانية؟ أم إسلامية؟، وحتى موقفها من الأنظمة والسياسات الدولية والعربية اختلفت باختلاف المصالح وتضارب المنافع بين أقطابها، ورُهنت أحيانا كثيرة بموارد الدعم المالي.


وبالرغم من كل ما سبق، حافظت فتح ولو ظاهرياً على تماسكها، رغم ما عصف بها من انشقاقات وانقسامات، حتى وفاة الراحل عرفات الذي شكل طيلة فترة حياته الشخصية الجامعة لشتات الحركة، الذي ظهر فور وفاته وبدأت المساعي المحمومة للاستئثار بفتح.

وأمام كل ما سبق ليس أمام فتح إلا خيارين:

الأول: إما هزة فكرية وحركة تصحيحية، تعيد ترميم الفكرة للخروج بمفاهيم واضحة محددة وحازمة، تحد من حالة الهلامية التي تمر بها، وتخرج من صفوفها العابثين؛ سعيا لاستعادة عافيتها.
الثاني: دفن رأسها في الرمال، وترك زمام المبادرة بيد المنتفعين والمراهقين السياسيين، ومن ساندهم من الدهماء والغوغائيين، ليستمروا بالانحدار بالحركة إلى ما نهاية، لنشرب بعد ذلك القهوة السادة على روح فتح، ونترحم على مرحلة هامة من التاريخ الفلسطيني.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال الرئيس الفرنسي ماكرون عن اعتراف بلاده بالدولة الفلس


.. الجزائر ستقدم مشروع قرار صارم لوقف -القتل في رفح-




.. مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب رفع العلم الفلسطيني خلال


.. واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في سياستنا ودعمنا العسكري لإسرائيل




.. ذا غارديان.. رئيس الموساد السابق هدد المدعية العامة السابقة