الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى كل رجل دين ساهم في ذبح الابرياء في عراقنا الجريح ، اقدم هذه النفحة القدسية الطاهره ! الاب متى المسكين

ناديه كاظم شبيل

2008 / 7 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عندما اعتلت الاحزاب الدينية في العراق سدة الحكم بعد سقوط الطاغية صدام ، هلل الشعب العراقي وكبّر ظنا منه ان عهد الظلم قد ولى الى الابد ، واشرقت الارض بنور ربها في العراق الجديد، فالذي يدير سدة الحكم هم السادة الاخيار الذين نالوا الظلم والتشريد على يد جلاوزة صدام ، وانتطر الشعب ان يكون الخلاص على ايدي هذه النخبة المختارة من احفاد رسول الله ، ولكن الذي حصل ان العكس حدث تماما ، اذ بدا الصراع عنيفا بين قادة الاحزاب الدينيه، وبدأت الانشقاقات والانقسامات بين ابناء المذهب الواحد او المذاهب المختلفه ،وطارت عمائم خضراء وسوداء فوق المنابر وتناثرت الاشلاء هنا وهناك ،وشملت تلك المجازر الشيوخ والنساء والاطفال ، وحلل رجال الدين من خلف الحدود سفك الدم العراقي بحجة محاربة الامريكان ، ووقف الناس في ذهول يتسائلون ، ان كان رجال الدين يتصارعون كالثيران الهائجة للفوز بمتاع الدنيا الفانيه فما بالك بالعامه الذين قاسوا ظلم الحكام سنوات طويلة ويشهد على ذلك الحصار الاقتصادي الذي راح ضحيته ملايين الاطفال وتشهد على ذلك المقابر الجماعيه والحروب العبثيه ؟
لقد مزق الارهاب الديني والطائفي وحدة العراقيين فبدات الهجرة القسريه ، وعانى الناس من التشرد والضياع . وبدا الشك بعدالة السماء يدخل نفوس البشر ، ترى ايمكن ان يامر رب الناس ان يقتل الناس بعضهم بعضا لا لشئ الا للفوز بالدنيا الفانيه ؟ حاشا لله الرحمن الرحيم ان يامر بهذا ،فرجل الدين الحقيقي لا يسعى للسلطة وان سعت اليه ، رجل الدين الحقيقي يسعى لمؤاخاة البشر ونشر التعاليم السماويه الهادفه الى المحبة والتواضع والتسامح ، ونبذ الفرقة والتعالي والتفاضل بين الناس ، فكل الناس اخوة في الله . واقدم للقارئ العزيز رجل دين احب الله كانه يراه وذلك مذ ان تفتحت عيناه على الدنياوباع كل ما يملك وهب ثمنه للفقراء ، ورحل الى الدير بثمن تذكرة السفر لا غير ، رغم انه عايش الفقر طيلة حياته ولكن دون ان يشكو اويتذمر،لانه يعيش غنى حقيقيا اشبعه عن كل ما يلتذ به بني البشر، واختلى في مغارته في صحراء مصر يؤلف الكتب الروحانيه وحوّل الصحراء الجرداء الى واحة خضراء وارتفعت ترانيمه القدسيه الى السماء ،ورردتها معه ملائكة السماء ، دعونا نلقي نظرة الى تاريخ هذا القديس البار .ولد عام 1919 لعائلة قبطية فقيره ماديا غنيه روحيا ، كانت امه امراة مؤمنة تختلي في غرفتها تصلي ، مسبحة الله معظم اوقاتها ، وكانت اسعد اوقاته هي سماحها له بالدخول الى غرفتها وقت الصلاه ، فكان يقلدها في قيامها وسجودها بفرح غامر ولكنه سرعان ما يتعب فيكتفي بتاملها بخشوع ، في احدى الليالي شاهد والده شيئا عجيبا ، اذ ان الصليب المعلق بمسبحة زوجته التمع بشدة اثناء قيامها بالتسبيح ليلا ولذا قرر مشاركتها صلاة الليل . هنالك شيئا مثيرا اخر اثار دهشة الطفل ،ففي احدى الليالي استيقظ فجأة ليشاهد اناس بملابس غريبه يوقدون الشموع في الصاله ،فايقظ شقيقته لمشاهدة المعجزه ، وفي الصباح اندهش جميع افراد العائله عندما شاهدوا اثار الشموع لاتزال على المائده رغم انهم لا يملكون شموعا،. لم يقرا الرجل كتابا سوى الكتاب المقدس والانجيل ، وعاش مع اشخاص الكتاب بروحه وكانه يعرفهم فردا فردا ،واحب السيد المسيح من اعماق روحه ، وكانت سعادته ان يعيش للمسيح وفي المسيح . احب الناس جميعا وكوّن صداقات مع المسلمين ، ونال ثقة كل من يعرفه، وساعد كل من يسأله بغض النظر عن انتمائه الديني ، فالسيد المسيح احب البشر جميعا ، وضحى بدمه الطاهر من اجل انقاذ الجميع ، درس الكيمياء والصيدله على مساعدات والده الشحيحه ، فلم يكن له وقت للهو او الاستمتاع بملاذ الحياة ولذا كان متفوقا في دراسته طيلة حياته ، وكان يساعد المعيدين في الجامعة لبعض ما اشكل عليهم وكذلك رفاقه في الدراسه بكل تواضع ومحبه، ولم يدخل حب امرأة قلبه ، فلقد كان بتولا طيلة حياته الشريفه . عندما قرر الدخول في الرهبنة ، حاول الاصدقاء والمعارف الوقوف ضده لمنعه من ذلك ،لكن دون جدوى ، فلقد كان ودودا ومحبوبا من قبل الجميع ، كان متسامحا مع الجميع حتى الذين حاولوا محاربته والاساءة اليه كيف لا ومعلمه الاول اوصاه بان يحب عدوه ويصلي لاجل الذي اساء اليه،عانى في مغارته في الصحراء من نقص الغذاء واعتلت صحته بسبب ذلك ، كانت افاعي الصحراء تقترب منه لتتناول فضلات الطعام بسلام ، وكذلك تفعل الثعالب والذئاب رحل الى العالم الاخر بهدوء عن عمر ناهز السابعة والثمانين ، ادخله الله واسع رحمته









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات