الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران تساوم على فلسطين ولبنان مقابل النووي

ابراهيم علاء الدين

2008 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


اشارت ايران امس الى استعدادها للتخلي عن دعم المقاومة في لبنان وفلسطين مقابل موافقة الولايات المتحدة على مشروعها النووي، وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، ان «اميركا واتباعها في فلسطين ولبنان بحاجة شديدة للشعب الايراني للنجاة وحل مشاكلهم الكبيرة».
وفي ذات الوقت قال رضا آغازاده نائب الرئيس الايراني، اثر لقائه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في فيينا امس بأن بدء المفاوضات النووية مع المجتمع الدولي، يمكن أن يؤدي إلى حل «كثير من المشاكل، مثل العراق ولبنان، أو أسعار النفط».

واظن ان نجاد ونائبه لا يكشفان جديدا امام المراقبين والخبراء في المنطقة، فكافة الدوائر السياسية والعسكرية والامنية العليا في المنطقة تدرك ولديها معلومات كافية حول استخدام ايران اوراقا تكتيكية لتحقيق مصالحها الذاتية ومن ضمنها تحالفها العميق مع حزب الله في لبنان ، ودعمها حركة حماس، والعلاقات المتميزة مع سوريا، وان خطابها الاعلامي المتعلق بفلسطين، وارتفاع صوت العداء لاسرائيل يندرج في هذا الاطار.

ومن نافل القول ان القادة الايرانيين بكل اتجاهاتهم، قوميين فرس او محافظين متشددين اسلاميين، او يساريين اسلاميين، ومهما تباينت مواقفهم ورؤاهم السياسية، الا انه تجمعهم عناصر موحدة تشكل فكرهم الاستراتيجي وفي مقدمة هذه العناصر تاكيد هيمنتها الاقليمية في الخليج العربي. انطلاقا من عقيدة قومية ترى بان ايران تمتلك حقا تاريخيا في المنطقة ولها الحق بتحديد مصيرها، ومن عقيدة دينية ترى انها زعيمة العالم الاسلامي وانها بلاد الخليفة (ولاية الفقيه) الذي يجب ان ينصاع له جميع المسلمين.
ومن هنا ترى ايران ان امنها القومي يحتم عليها ان تكون طرفا في جميع القضايا الاقليمية، وهذا ليس بالامر الجديد، فمنذ حكم الشاه العلماني كانت ايران تشكل تهديدا رئيسيا لدول الخليج وفي عهده احتلت الجزر العربية الاماراتية ، مع العلم انه يوجد حوالي 100 جزيرة عربية بالاضافة الى منطقة الاهواز العربية تحتلها ايران منذ عشرات السنين.
وترى انها طالما لديها اكبر عدد من السكان في الشرق الاوسط ، وهي اكبر قوة عسكرية، واقدم حضارة ، وكانت في مراحل مختلفة من التاريخ تفرض نفوذها على المنطقة كلها من سواحل بلاد الشام حتى اواسط اسيا وبعض اراضي شبه القارة الهندية، فمن حقها التاريخي والقانوني والديني ان يكون لها الهيمنة الرئيسية على المنطقة.
وعلى هذا الاساس ترى من حقها ان تكون طرفا في كل القضايا الاقليمية، فيجب ان تشارك في تحديد مستقبل العراق، وان تكون طرفا في الصراع السياسي في لبنان، وان يكون لها دورا في تسوية المشكلة الفلسطينية. بالاضافة الى ان الاستقرار في الخليج يجب الا يتحقق الا بما يتوافق مع مصالحها.
وانطلاقا من هذه الرؤية يسعى حكام ايران الى امتلاك السلاح النووي لتحقيق هذه الاهداف فهو بالتالي موجها اساسا للدول العربية عامة ودول الخليج على وجه الخصوص، وما الحديث عن عدائها لاسرائيل الا تضليلا ومحاولة لاستمالة شعوب المنطقة التي تؤيد حتى الشيطان لو اعلن معاداته لاسرائيل.
وقد غيرت ايران من تكتيكها لتحقيق هذا الهدف عدة مرات وهي نمستعدة لان تغيره الف مرة اذا تطلب الامر، فبعد ان حاولت في بداية الثورة الخمينية ان تحقق هذه الاهداف عن طريق ما اسمته تصدير الثورة وان تحرير القدس يمر من كربلاء وفشلت فشلا ذريعا في حرب دموية استمرت ثماني سنوات مع العراق، فانها لجات الى اساليب مختلفة للهيمنة على المنطقة اكثرها جلاء وتاثيرا قيامها ببناء شبكات تابعة لها في عموم المنطقة ، وتقديم الدعم السخي لحلفائها في لبنان وفلسطين. وتعزيز الروابط التجارية والاقتصادية مع دول الجوار، كما سعت الى توقيع اتفاقات دفاعية وامنية مع بعض الدول المجاورة.

ولا يخفى على احد ان النفوذ الايراني في العراق الان يلعب دورا حاسما ومقررا في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية ، ويصل النفوذ الايراني في بعض الوزارات العراقية الى درجة الموافقة على اختيارحتى صغار الموظفين.
كما ان دور اتباع النظام الايراني في العراق بات معروفا في اغتيال العديد من المفكرين القوميين والقيادات السنية الرافضة للنفوذ الايراني، وباتت الهيمنة الاقتصادية في جنوب العراق عميقة حتى اصبحت العملة الايرانية "التومان" يتم التعامل بها في تلك المناطق اكثر من الدينار العراقي.

وهنا يبرز سؤال فحواه اذا كانت ايران تسعى للهيمنة ومد نفوذها في الشرق الاوسط كله فكيف توحي بانها مستعدة للتخلي عن دعم المقاومة في لبنان وفلسطين، والمساهمة بحل عدد من المشاكل في الشرق الاوسط ، وبالتاكيد من ضمنها السكوت واغماض العين عن البحث في ايجاد حل لمشكلة الجولان السوري ، وعدم اعتراضها على تحقيق السلام بين البلدين. الا يتعارض كل هذا مع مشروعها الاستراتيجي لتوسيع الهيمنة والنفوذ؟.
والاجابة على السؤال انه بالطبع لا يوجد أي تعارض وانما مجرد تغيير في الاسلوب والتكتيك، فالسلاح النووي اكبر تاثيرا من الجيوب هنا وهناك ، فعند امتلاكها السلاح النووي تستطيع ان تفرض شروطها بصورة اقوى وابعد اثرا منها وهي لا تملكه.
وهذا ما يسبب حالة قلق شديدة في كافة الدول العربية مع استثناءات محدودة، واكثر الدول استشعارا بخطر السلاح النووي الايراني هما مصر والسعودية وبالطبع دول الخليج الاخرى، وكان الملك الاردني عبد الله الثاني قد حذر في وقت مبكر من المخطط الايراني لاقامة مشروع الهلال الشيعي ، ويبدو من خلال تصريحات نجاد ونائبة رضا اغازاده ان ايران تبدي استعدادها لتاجيل تحقيق بعض المكاسب الصغيرة لصالح تكتيك اعظم اثرا وقوة لتحقيق طموحاتها واهدافها التي وضعها اركان النظام منذ عهد الخميني.
فهل يفهم البعض اهداف ومرامي التحالفات التي تقيمها ايران في المنطقة، ويدرك هؤلاء ان ايران الفارسية مستعدة في أي وقت للتضحية بحلفائها في سبيل مصالحها الاستراتيجية؟

ابراهيم علاء الدين
[email protected]










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس حماس في الضفة الغربية يدعو الأردنيين لـ-مواجهة مشروع ضم


.. الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الر




.. إيران.. جولة إعادة لانتخابات الرئاسة بين بزشكيان وجليلي


.. موفدنا يرصد الأوضاع في بلدة عيتا الشعب المحاذية للحدود مع إس




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات بعد عودة جيش الاحتلال لمنطقة الش