الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحزاب الكردية ترفع شعار البعث: من ليس معنا فهو ضدنا !

سهر العامري

2008 / 7 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يبدو أن بعضا من قادة الأحزاب الكردية في العراق يريدون أن يفصّلوا ثوبا للديمقراطية فيه ، وهو يئن تحت نير الاحتلال الأمريكي ، بالطريقة التي تتوافق مع هوسهم بالاستيلاء على أراضي تخص عموم الشعب العراقي بكل قومياته وطوائفه ، هذا في وقت يدعو في هؤلاء القادة الى قيام عراق ديمقراطي فدرالي تعددي ، ولكن بشروطهم هم ، فإذا لم يعجبهم أمر من أمور الديمقراطية السوداء التي حملتها الدبابة الأمريكية هبوا مولولين رافضين لهذا الأمر الذي لا يتفق مع أهدافهم المبيتة ، والتي لا يمكن لها أن تتحقق في ظل الظرف الدولي الحالي أبدا .
وبالإضافة الى ذلك فإن تحركاتهم تلك ستؤدي حتما الى إثارة حفيظة عرب العراق عموما بشيعتهم وسنتهم وليس حفيظة الشوفينين من العرب فقط والذين لا يختلف عنهم أولئك القادة بمرض الشوفينية ذاك بعد أن صار مرضهم هذا يتجلى للعراقيين يوما بعد يوم. ولي أن أسوق هنا هذا المثال من التاريخ القريب الذي يحضرني الآن بعد أن مضت عليه سنوات عدة ، وذلك حين نما الى سمعي مطلع الثمانينيات من القرن المنصرم تصريح مسؤول كردي من أحد الأحزاب الكردية ، وذلك خلال زيارة له الى ليبيا بدعوة من السلطات فيها ، وقد كان هو ينتقد في تصريحه ذاك سياسة الإتحاد السوفيتي اتجاه صدام وحكمه ، فيقول : ( لو كان لدى الأكراد أنبوب نفط لما وقف الإتحاد السوفيتي هذا الموقف منهم !)
لقد وقع مني هذا التصريح ومن غيري موقعا مؤلما خاصة وان التقدميين العراقيين ومنهم الشيوعيون كانوا يناصرون القضية الكردية على الدوام ، وقد تعرض الكثير منهم الى السجن والتعذيب بسبب من مناصرتهم تلك في عهود مختلفة ، وهذا ما حملني وقتها على مناقشة هذا التصريح مع القريبين من قيادة الحزب الشيوعي العراقي في بلد عربي آخر ، وذلك حين قام الحزب بإرسال رفيق متقدم لي بعد أن عجز الرفيق الأول الذي دار بيني وبينه حديث ساخن حول هذا التصريح الذي أخضع سياسات البلدان الخارجية للنفط على ما يبدو ، هو رهان راهن عليه صدام حينها كذلك ، ولكنه فشل فيه في نهاية الأمر ، مثلما فشل فيه من قبل شاه إيران الذي لم يستطع نفطها أن يدفع عنه المصير الذي آل إليه حكمه ، واليوم يراهن عليه بعض من قادة الأحزاب الكردية في العراق .
كان الرفيق الشيوعي المتقدم ذاك ينحدر من القومية الكردية ، وقد جابهني بالمنطق الصحيح الذي غاب عن الرفيق الأول ، فقد قال لي : لا يغب عن بالك من أن هناك أكرادا شوفينيين تماما مثل الشوفينيين من العرب . وهنا قفلت النقاش أنا معه ، ولكن مع هذا فقد ظل الكثير من الشيوعيين العراقيين يرتابون بسياسة التحالفات مع القوى الكردية القومية خاصة تلك التحالفات التي كان يقيمها الحزب الشيوعي العراقي معها ، ففي ندوة جمعتنا بسكرتير الحزب الشيوعي العراقي السابق ، عزيز محمد ، في المدرسة الاشتراكية العلمية بعدن عاصمة اليمن الجنوبي وقتها أعترض رفيق من رفاق قاعدة الحزب على خبر نقله السكرتير المذكور مفاده أن مسعود البرزاني قد بعث له برقية يطلب فيها منه العمل على قيام جبهة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وبين الحزب الشيوعي العراقي ، وكان ذلك بعد اشتعال الحرب بين العراق وإيران بأشهر ، وعلى هذا الخبر جاء اعتراض الرفيق ذاك على شكل سؤال يقول : ما الفرق بين الجبهة التي أقامها الحزب الشيوعي العراقي مع حزب قومي هو حزب البعث الذي يمثل البرجوازية العراقية الصغير وبين حزب قومي آخر هو الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يمثل البرجوازية الكردية الصغير كذلك ؟
وعلى هذا الأساس يمكن للمتابع أن يتلمس انعدام الفروق بين التصريحات الهوجاء التي يطلقها ممثلو الأحزاب القومية الكردية وبين تلك التي كان يطلقها ممثلو حزب البعث أمثال صدام وطه الجزراوي ، حتى أنك لتجد أحيانا أن البعض من ممثلي الأحزاب القومية الكردية يستعير نفس الكلمات ونفس التعابير من السلف الطالح ، حكام البعث المندحرين ، وأحيانا نفس الممارسات مثلما سيمر علينا ذلك بعد قليل .
بعد أن أقر البرلمان في العراق قانون انتخاب مجالس المحافظات الذي وردت فيه فقرة تنص على تقاسم السلطات بين العرب والتركمان والاكراد بنسبة 32 بالمئة ، وتبقى نسبة الأربعة بالمئة للكلدان والآشوريين ، ويبدو أن طريقة الإقرار تلك قد تمت بإشارة أمريكية خفية إلا أن ممثلي الحزب الديمقراطي الكردستاني قد شنوا هجوما شرسا على كل من شارك في التصويت على هذا القانون وخاصة على رئيس البرلمان ، محمود الهاشمي ، وقد حمل هذا الهجوم تهديدا فجا كنا نسمعه من أبواق صدام قبلا ، حتى وصل الأمر بأصحابه الى التخلي عن الديمقراطية والتعددية والفدرالية واللجوء الى القوة وذلك حين دعوا ( كل الكورد لإعادة حساباتهم في موضوع التحالفات والمناصرات غير المجدية مع من لا يعرفون ولا يقدرون الا لغة القوة والعنف.)
ولكم ثانية ، وعن الموقع الناطق باسم البرزاني ، أن تقرؤوا كلمات سمعناها أيام حكام البعث في العراق من مثل : شد الأحزمة ، أو المنازلة : ( فليكن الفعل المشين للمشهداني دافعاً وحافزاً للتوحد والتكاتف مع أنفسنا ومع الذين يمثلون طموحاتنا و يدركون خطورة مؤمرات وفتن آل عوجة الجدد وليكن هذه الضربة تذكرة لشد الأحزمة وخوض المنازلة بشقها الديموقراطي وبغيرها مع من لا يفهم الا هذا الغير وكان وسيظل أهل كركوك الكورد في المقدمة من أجل الأطاحة بنوايا وخبث الأعداء والحاقدين وعليه يجب دعوة اهلنا وناسنا ومحبينا في كركوك للتحرك والتهيأة لتلك المنازلة).
وبالإضافة الى هذا الإسفاف في القول الذي أعادنا الى زمن العنتريات فقد قررت الإدارة في أربيل سحب الرشى التي قدمتها من قبل الى رئيس البرلمان في العراق ، محمود الهاشمي ، رغم أن محمود الهاشمي لا يملك من الأمر شيئا مهما ، وإن عملية التصويت تلك قد تمت بمباركة أمريكية ، ولهذا السبب فقد طلب السفير الأمريكي ، كروكر ، مقابلة رئيس الجمهورية في العراق ، جلال الطلباني ، بعد أن سمع السفير هذا بالاحتجاجات الكردية على إقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات ، ولهذا صدر بيان من مكتب رئيس الجمهورية يقول في بعض منه إن ( الطلباني أشار إلى أن هناك مشاورات مكثفة واجتماعات متواصلة تجري الآن بين ممثلي الكتل النيابية لمعالجة هذه المسألة والوصول الى صيغة مقبولة ومعقولة حول قانون انتخابات مجالس المحافظات بما يتناسب وروح الدستور والتوافقات الوطنية وبما يرضي جميع الأطراف.)
وعلى ذلك فقد اختفت لغة العنتريات التي مرت بنا قبل قليل ، وصار الحديث هذه المرة ينصب على ما يرضي جميع الأطراف ، ومن دون منازلات كلامية عاد الأكراد معها يفقدون التأييد من أغلب العراقيين الذين كان للأمس القريب يؤيدون بعضا من مطالبهم في رفع الظلم والحيف عنهم ، وبدلا من يحافظوا على هذا التأييد راحوا يعولون على أبناء التبعية الإيرانية بقيادة عبد العزيز الحكيم ، هؤلاء الذين يريدون أن يحولوا جنوب العراق الى إمارة إيرانية تستمد وجودها ومقوماتها من حكومة طهران ، وليس من العراق وأهله .
ويبدو أن الإدارة الكردية في أربيل قد فضحت نفسها بعد ذلك قبل أن تفضح محمود المشهداني ، رئيس البرلمان العراقي ، وذلك حين قامت بسحب الرشوة التي قدمتها له من قبل ، ولكم أن تقرؤوا نص الخبر التالي : ( قررت الادارة الكردية في اربيل سحب الدار التي خصصتها لرئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني بعد تصويت مجلس النواب على اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات.
مدير الادارة المالية في اربيل قال ان المبلغ الذي دفعته محافظة اربيل من الميزانية العامة لتسديد بدل ايجار لسكن اخر للمشهداني والبالغ 90 مليون دينار هو في الواقع سلفة وعليه تسديدها لاحقا. )
والشيء المؤكد هنا أن الرشى الكردية لم تقف عند محمود المشهداني وحسب بل تعدته الى أطراف أخرى طالما تغنت بالوطنية والنزاهة من قبل ، ولكنها ارتضت بيع شرفها أخيرا ببيت يهدى لها ، ووظيفة يمن بها عليها ، وراتب تعد به دولارات خضر ، ونحن وانتم بانتظار القادم من الأيام لتكشف لنا إدارة أربيل عن عدد الذين ارتشوا ، واستحلوا المال الحرام في الوقت الذي يبحث فيه فقراء العراق عن كسرة خبز في قمائم الأغنياء الجدد الذين كانوا لسنوات قريبة يتسولون على أرصفة مدن الدول الأخرى ، ومن دون أن يمارسوا عملا شريفا فيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
نصير موسى جواد المعيني ( 2011 / 3 / 8 - 01:54 )
اننسى مافعله الاكراد في التسعينات فقد حاولو ايقاف عجلة الحياة في الوسط والجنوب بمباركة النظام الصدامي فقد يأتون يحرقو السوق ويفرغوه اقصد الحرق يرفعو الاسعار اذكر مرة اتى سماسرتهم اخذ كويلات اللاقط الكهربائي, الكونتكتر ، افرغو عقد النصارى من هذه المواد مما ادى الى عرقلة الصناعيين حيث انه جزء حيوي من المصانع ومرة بالتعاون مع حسين كامل سرقو مضخات المياه التي في سيارات الاطفاء سيارة احترقت امام مركز اطفاء باب المعظم وسيارات الحريق واقفة بدون مضخات يجب ان نعمل كما كان الوضع قبل 2003 يعزلو في محافظاتهم الثلاث الى ان يقف الوسط والجنوب على قدميه ومن ثم ينظر بالامر اما هذا فسيواجه الوسط والجنوب عرقلة كبيرة ككويلات اللاقط. جلال الطلباني يرفض المصادقة على احكام الاعدام لكي يبقى المجرمون بلاعقاب ويفقد الجهاز القضائي فعاليته واحباط العرب في حين ان احكام الاعدام تنفذ في كردستان لمذا لايعترض عليها في كلنا نعرف ماضي جلال هل شخص يحترم حقوق الانسان وكلنا نتذكر المرحوم الشاعر الذي انتقد جلال حيث اعطى مبلغ كبير لشاعر جزائري في حين هذا الشاعر العراقي قتله الجوع والبؤس

اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق