الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراجعةأم محاكمة ؟

سعدي يوسف

2008 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ماركو برودكا ( عضو مجلس الشيوخ الإيطاليّ ) ، وماركو كاباتو ( عضو البرلمان الأوربي ) ، نشرتْ لهما صحيفة " الإنترناشنال هيرالد تربيون " في عددها الصادر يوم 21.07.2008 ، وعلى الصفحة الخامسة ، حيث البريد ، رسالةً مشتركةً ، عنوانُها " إعادة التفكير في حرب العراق " Rethinking the Iraq war
يدعو الرجلانِ إلى بلوغ صورةٍ شاملةٍ لِما خلّفه قرارُ الحرب على صدّام حسين ، ويريان أن هذه الصورة ستكون أوسعَ مجالاً ، بتمحيص الخيارات المختلفة التي كانت مطروحةً في المكتب البيضويّ ( بالبيت الأبيض ) بين أيلول 2002 وآذار 2003 .
يُبدي الرجلانِ اهتماماً بما نشرتْه صحيفة " إلبايِس " الإسبانية في أيلول 2007 ، من وقائعَ لاجتماعٍ عُقِدَ في كروفورد بتكساس ، بين جورج دبليو بوش ، وخوزيه ماريا أزنار رئيس الوزراء الإسباني آنذاك .
وردَ في هذا الإجتماع خيارُ إسقاطِ صدّام حسين وإرساله إلى المنفى ، وهو سيناريو أيّدتْه دولٌ عربيةٌ ، ووافقَ عليه صدام حسين نفسُه ، مُطالِباً بمبلغٍ قدرُه ألف مليون دولار ، أي ( مليار دولار ) .
لكنّ بوش اتخذ قراراً آخرَ مختلفاً .
يقول ماركو برودكا ، وماركو كاباتو :
لو تمّ ذلك الخيار ( أي نفي صدام حسين ) ، لأمكَنَ ، أوّلاً ، تفادي التدخل العسكريّ ، ولتهيّأتْ ظروفٌ لتشكيل حكومةٍ مؤقتة تحت إشراف الأمم المتحدة ، تتولّى بناء مؤسساتٍ ديمقراطية ، تفتح السبيلَ ، تدريجاً ، أمام البلد ، للممارسة الديمقراطية .
أمّا الآن ، فالديموقراطية ، ليست هشّةً ، في العراق فقط ، بل هي كذلك في الشرق الأوسط بأكمله .
الديموقراطية لم تَعُدْ بالغةَ الجاذبية .
الأمر بالضدّ من ذلك تماماً ، فالناس يرونَ أنها نتيجةٌ جانبيةٌ لاحتلالٍ عسكريّ ، من جيشٍ أجنبيّ .
هكذا ينهي صاحبا الرسالةِ رسالتَهما ، مبدِيَينِ استعدادَهما للعمل في أي لجنةٍ لتقصّي الحقائقِ حول السلوك الأميركيّ في العراق .
*
السلوك الأميركيّ في العراق ؟
كم هو مهذّبٌ هذا التعبير !
هيروشيماتُ العراق الثلاثُ ... أيمكنُ أن يحتوي هولَــها تعبيرٌ كهذا ؟
*
لكن لِـمُـشَــرِّعي أوربا لغتَهم الماكرة ، حمّالةَ الأوجُهِ .
مراجعةُ السلوك الأميركي في العراق قد تستدعي محاكمةَ هذا السلوك ، حتى في ضمنيّةِ التعبير .
*
على أي حالٍ :
لقد فزِعتُ حقاً ممّا أوردَه الرجلان من شــرطٍ لصدّام حسين مقابل التخلي عن السلطة .
هل العراق وأهله رخيصانِ إلى هذا الحدّ لدى الرجل ؟
ألف مليون دولار فقط لبيع البلاد والعباد !
*
رخيصٌ طلبَ رخيصاً !


لندن 22.07.2008










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهو الهدف الحقيقي للحوثيين من استهداف السفن؟ فواز منصر يجيب


.. ترامب يعود إلى مبنى الكابيتول لتوحيد الصف الجمهوري | #أميركا




.. إطلاق صواريخ من غزة على جنوب إسرائيل وتفعيل القبة الحديدية


.. مراسلة الجزيرة ترصد تطورات التصعيد بين حزب الله وإسرائيل جنو




.. خليل العناني: قرار مجلس الأمن الدولي بوقف حرب غزة عقد مسار ا