الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تتخلى إيران عن نهج -الوهابية-؟

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2008 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


سؤال ملح يحتاج إلى جواب أو مجموعة من الأجوبة التي يجب أن توضح للقارئ ماهية السؤال نفسه، فقد يستغرب البعض وصمي لإيران التي تزعم أنها المدافعة عن "التشيع" و "الشيعة" بأنها "وهابية"، و لكنني لم أفعل ذلك اعتباطا بل لأسباب موضوعية علمية مبنية على منطق عقلي مدعوما بشواهد من السياسة العملية للنظام الإيراني الذي لا أراه مختلفا عن مرتع العائلة "دولة آل سعود" إلا قليلا.
فمن جهة نجد إيران إذ هي تزعم أنها تدعم الشيعة في العراق و غير العراق إلا أنها تدعم إعلاميا و ماديا التنظيمات السلفية الإرهابية حماس و الجهاد و غيرها، و هذه التنظيمات عدى كونها تعتبر الشيعة "خارجين عن الملة"!! أو روافض يحل قتلهم، فهذه التنظيمات دعمت الإرهاب في العراق سرّا و علنا و أقامت سرادق "العزاء" على المجرمين عدي و قصي صدام حسين و أبيهما معتبرين قاتل الشعب العراقي "شهيدا و بطلا"، و مرة أخرى فعلوا الشيء نفسه مع المسخ الزرقاوي، بالتالي فعلى العراقيين أن يدركوا أن صديق العدو هو عدو طبعا، و إيران بمواقفها "الوهابية" تعتبر شيعة العراق و العراقيين عموما أعداء لها، خصوصا إذا لاحظنا أن إعلام إيران و حزب الله يصف قتلى الإرهاب الفلسطيني بـ"الشهداء" بينما ضحايا الإرهاب من العراقيين يوصفون من قبل الإعلام ذاته بـ"القتلى" أو "الصرعى".
التشيع الأصلي في ذاته هو "علماني" لا يؤمن بالدولة أو حكم "السلطة الدينية" إلا من قبل المهدي المنتظر الذي سيأتي مع المسيح، لكن إيران أصبحت دولة ثيوقراطية تهيج التنظيمات الإسلامية الإرهابية في كل مكان، فالسعودية تلوث الأدمغة عبر نشر ثقافة الانتحار و التفخيخ و الذبح و إيران تفعل الشيء ذاته، و المؤسف أنه ما من إشارة إيجابية قادمة من داخل النظام الإيراني الذي يستغرب من جهة الاصرار الدولي على منعها من امتلاك أسلحة ذريّة بينما كانت هي هددت قبل مدة وجيزة بضرب إسرائيل، إذا من الطبيعي أن يوقع نظام كهذا شعب إيران في مزيد من العزلة و الصعوبات الاقتصادية.
و حينما نتابع الإعلام الإيراني سنجد أنه يركز و بشكل ملموس على كل ما له صلة بالكراهية و العنف و ما يسمى "مقاومة"، بمعنى مختصر فإن الشيء الوحيد الذي أتوقعه من نظام الوهابية في إيران هو أنهم سيتسببون في حرب إقليمية ضخمة قد تؤدي إلى كارثة بيئية في الشرق الأوسط، لكن الشيء الآخر الذي أتوقعه هو أن شيعة معتدلين في إيران سيقومون بخلق فكر جديد يعيش في سلام مع الديمقراطية و يلغي كل الفكر النازي الذي يتحكم الآن بكامل مفاصل الدولة الإيرانية التييي هي عبر نظام ولاية الفقيه "مبطنا هي ذات فكرة الخلافة التي يؤمن بها الوهابيون" نسخة محورة من الفكر الوهابي الإرهابي، و عاجلا أم آجلا إما أن يتغير النظام من داخل ـ و هو ما أستبعده جدا لأسباب يطول شرحها ـ أو أن يتغير من خارج و بالقوة العسكرية كما حدث مع بعث صدام.

Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مين اعترف بالحب قبل.. بيسان أو محمود؟ ????


.. العراق.. اهتمام شعبي لافت بالجرحى الفلسطينيين القادمين من غز




.. الانتخابات الأوروبية: انتكاسة مريرة للخضر بعد معجزة 2019.. م


.. أغذية فاسدة أو ملوثة، سلع مستوردة مجهولة المصدر.. كيف نضمن ج




.. هنا تم احتجازهم وهكذا تم تحريرهم.. مراسل سكاي نيوز عربية من