الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن والحرية

محمد زكريا السقال

2008 / 7 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ابراهيم مالك.كاتب من فلسطين، تميزت كتاباته بثلاثة أقانيم، لكنك تكتشف بعد سبر أغوار كلماته، ان ابراهيم عاشق فلسطيني موله بقرية صغيرة اسمها ,, سمخ ,, تحتضن بحيرة صافية رقيقة مثل هوائها. أنت بكتابات ابراهيم لا تعرف من يحتضن من، البحيرة أم القرية أم ابراهيم. تسألني عن الأقنيمين الآخرين وهنا تكتشف أن فاطمة وأمه هما عبق واحد لقرية اسمها سمخ تتوسد بجراحها كتف كفر ياسيف. كيف تندمج هذه الثلاثية الجريحة لدى ابراهيم لتصبح جمالا وحبا مفرط وواع، والوعي هنا اسئلة وتساؤلات بين الحلم والواقع. الحلم وطن تنفتح اتجاهاته وحدوده إلى المطلق كفعل حر نحو الانسان، والواقع حواجز وجنود وأسوار وشوارع مطلية بالدم .
كيف يبني ابراهيم وطنه، الانسان والوطن، سؤال وعنوان الندوة التي أقامها بيت الشام للحوار والثقافة في برلين يوم الجمعة 25 تموز 2008.
كان ابراهيم متوترا، كلماته متعثرة، ولكنه بجرأة وخبرة رجل اعتلى منابركثيرة على مدار عمر طويل انفقه مدافعا عن الوطن والقضية، منابر عربية وعالمية، اتاحتها له فرص عمله القيادي بالحركة الوطنية الفلسطينية لشعبنا بمناطق 1948. قال اليوم وهو يتوكأ عصاه التي تقاوم معه شلل أصابه :
"لم يكن لدي مشكلة بالحديث والتكلم في سياق هذه الحياة الطويلة مثل اليوم، لقد أربكني الصديق محمد زكريا السقال بهذا العنوان، لأنه عنوان يشكل حالة القلق بين الوطن كمتخيل وحلم، والواقع الذي تصنعه احذية الجنود".
وكي يهرب ابراهيم من الدخول في متاهات هذا الطريق الشائك، قرأ علينا أقصوصة من مجموعته الأخيرة ,, من حكايا أمي وأخرى متشابهه’’ الصادرة عن دار لينا في كفرياسيف 2008 . اسم الأقصوصة ,, المبتدأ والخبر ،، وهي تحكي عن استاذ قرر مع تلاميذه أن يكون الدرس بالطبيعة وبالهواء الطلق وهناك بين الأشجار وقرب نبع ماءه رقراق. يطلب الأستاذ من أحد الطلاب مثالا عن المبتدأ والخبر. قال الطالب : "الوطن جميل".
يعجب الأستاذ بالمثال ويردف: "إما بهمة أبنائه يعلو ويزدهر وإما يهبط وينحدر، وهنا نقول الوطن مبتدأ وجميل خبر".
قال طالب آخر: "الحرية حياة".
قال الأستاذ: "جيد، الحرية مبتدأ وحياة خبر" وأستطرد : "بل هي ماهية الحياة. الوطن لا يباع انظرو هنا لا يباع هي جملة ولكنها خبر، تخبرنا ان الوطن لا يباع".
قال أحد الطلاب: "لقد سرقوا الوطن، كيف وطن لايباع وقد سرق؟"
قال آخر: "إذا سرق الوطن يجب أن يسترد". وانفتق سيل من الأسئلة والتداعيات حول الوطن، ليعلو صوت من الطلاب ويقول : "ماهو الوطن؟". وهنا ساد صمت طويل وقاس، قطعه صوت إحدى الطالبات: "أستاذ!! إذا كان وطن بدون حرية ولا حرية بدون وطن فمن أين نبدأ؟"
لا يدري ابراهيم أين أودى بنا بهذه الأقصوصة، وأي سؤال اعاده علينا نحن الذين نهتم بالشأن العام حول اشكالية الحرية والوطن. الحرية كمقدمة ضرورية لبناء وطن، ووطن حر يتمتع بالحرية ويسعى لتوسيع رقعتها لتصبح فضاء. وبلباقة وحذاقة حل ابراهيم الجدل لصالح الحوار والنقاش بين ابناء الوطن.
اليوم وانا أستعيد هذه الأمسية، كنت مسكونا بالملف الذي طرحه موقع النداء الذي ياخذ دور ابراهيم بفتح ملف المسالة الديمقراطية والاجتماعية للحوار والمساهمة، وهذا بدوره يملي علينا ان نفتح ملفاتنا بشفافية تامة ولكن أيضا بعقلية الطلاب الذين يتوخون النجاح بالنهاية لأن الوطن حلم متخيل نشكله بطرقنا الطفولية والجميلة، إلا ان الواقع يقول أنه لغاية الآن لم تأخذ هذه الأحلام شكل الاتجاه والسلوك. وبهذا يبقى الوطن خارج إطار الحرية كفعل لوعي الضرورة، الضرورة التي تحدد ان هناك نقص بالشرط الوطني، وهو الحرية، وكي تبقى هذه الحرية خلاقة يجب ان تنحو باتجاه الوطن كمساحة قادرة على استيعاب هذا الخلق وتطويره باتجاه المواطنين.
للحديث بقية
برلين26/7/2008










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط