الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابراهيم الجعفري وتياره الاصلاح الوطني

سمير عادل

2008 / 7 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يبدو ان سيناريو لبنان يتكرر في العراق. فأمراء الحرب والاقتتال الطائفي يظهرون بملابس سياسية بدلا من الزي العسكري. هكذا كانوا امراء الحرب في لبنان والان رؤساء كتل سياسية وقادة احزاب واعضاء برلمان وشخصيات تمتلك الحصانة الدبلوماسية.
المشهد السياسي يتكرر في العراق. لنأخذ على سبيل المثال ونتصفح بعض ملفات احد اولئك الامراء العراقيين وهو ابراهيم الجعفري الذي شغل مركز رئيس وزراء في الحكومة الانتقالية على اثر صفقة بين حزب الدعوة وجماعة الصدر داخل الائتلاف الشيعي المعروف ( الائتلاف العراقي الموحد) مقابل تسليم وزراة الداخلية الى عناصر جيش المهدي. ابراهيم الجعفري الذي لبس الزي العسكري الامريكي وسافر الى مدينة تلعفر ليشرف مع قوات الاحتلال على القصف الوحشي للمدينة في عام 2005. وعلى اثر تلك الاعمال والممارسات اللانسانية استغل ابو مصعب الزرقاوي تلك الجرائم ليصدر فتواه الشهيرة في ابادة دم الشيعة في شهر ايلول من عام 2005.
ابراهيم الجعفري اطلق العنان وغض النظر بشكل مدروس وواعي بعد تفجيرات سامراء شباط 2006 لعناصر وزراة الدالخلية في ارتكاب ابشع المجازر الطائفية. ان التطهير الطائفي والقتل على الهوية ازدهر سوقه في عهد الجعفري وعلى يد عناصر وزراة الداخلية. وكانت قناة (العراقية) لسان حال الحكومة انذاك تنفث السموم الطائفية على المجتمع دون ان تحرك حكومة الجعفري ساكنا ضد الفيضان الطائفي التي بدأت تغرق المجتمع العراقي.
ابراهيم الجعفري يفتخر بأنه طائفي ويعرف نفسه في احدى المقابلات التلفزيونية عندما كان رئيسا للحكومة الانتقالية بأنه حصل على لقب (اية الله).
وفجأة يتحول ابراهيم الجعفري من اية الله الطائفي ورئيس اكبر حكومة مليشياتية الى وطني وعلماني. انه التاريخ الذي دارت احداثه في لبنان بشكل مأساوي وفي العراق يتكرر بشكل كوميدي- ماساوي. ففي لبنان اسغرقت عملية (التحويل الجيولوجي) مدة اكثر من 26 عام كي يتحول قادة المليشيات الى قادة سياسيين لكن في العراق لم يستغرق اكثر من 5 سنوات.
ابراهيم الجعفري اسس تياره الاصلاح الوطني بعد ان ساهم بشكل فعال في نفث السموم الطائفية في (الوطن) وكان احد ابطاله الطائفيين في (الوطن) وبعد ان خسر مقعده في قيادة طائفته ورفض قوات الاحتلال وحلفائها السياسيين، الاستمرار في رئاسة حكومة طائفية جديدة بعد الانتخابات لاربع سنوات اخرى تحول اوتوماتيكيا الى (وطني –علماني) يمقت الطائفية. وفي الحقيقة وللامانة التاريخية بأنه اي الجعفري لم يتغير كي يكره الطائفية بل اصبح المجتمع العراقي برمته يكره الطائفيين والطائفية وعليه ان يتحاشى كره الجماهير ومن يدق على الوتر الطائفي. وفشل الجعفري والزرقاي وجلال الصغير ...والقاعدة وجيش المهدي وجيش عمر من تحويل الصراع السياسي الطائفي الى المجتمع وزرعه في الوعي الاجتماعي للجماهير في العراق.
اليوم يدفع الجعفري مليون دينار عراقي (800) دولار لكل من يعمل في قيادة تياره (الاصلاح اللاوطني) ونصف 400 دولار) مليون دينار الى من يعمل حرسا في احدى مقرات هذا التيار الجديد. والسؤال هو من اين جلب هذا المال؟ في عراق المليشيات وسيطرة العصابات والحائز على اكبر جائزة عالمية للفساد الاداري لا يصعب الجواب على السؤال المذكور.
وهكذا عن طريق المال ينخرط امراء الحرب والاقتتال الطائفي في الساحة السياسية ويتحولون الى شخصيات وقادة سياسيين في المجتمع يحبون الشعب ويكرهون الطائفية. ان الجعفري هو نموذج لمئات من النماذج التي ستطرح في سوق السياسة العراقي.
وفي الحقيقة ان هؤلاء يجب ان يقدموا الى المحاكم للتحقيق معهم حول جرائم ابادة الانسانية ابان حكمهم لا ان يسمح لهم بتشكيل احزاب سياسية للمشاركة من جديد في ذبح البشر لكن بطريقة فنية اخرى. ويبدو ان معايير محكمة لاهاي التي حكمت على عمر البشر الرئيس السوداني بتهمة ارتكابه جرائم ضد الانسانية لا تطبق في العراق. لان العراق وكما هو لبنان، وصلت انتهاكات حقوق الانسان الى حد لا تستطيع ان تحصاها المحاكم الدولية، فلذلك غضت النظر عن ما يجري في البلدين.

















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر يلتقي الملك تشارلز


.. خريطة تفاعلية تشرح مراكز الثقل الانتخابي في إيران




.. الدعم السريع يسيطر على منطقة استراتيجية في ولاية سنار جنوب ش


.. عاجل | وزارة الداخلية الإيرانية: فوز مسعود بزشكيان بانتخابات




.. الجيش المكسيكي يوزع طعاماً للمتضررين من إعصار بيريل