الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة الصدر .. تصنع الثراء وتعيش الفقر

اياد محسن

2008 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



بدئت الدعايات الانتخابية تجتاح مدينة الصدر ...تغطي جدرانها ...تناغي ابنائها باعذب المفردات ..واليق العبارات ...مدينة كانت ولا زالت تمثل رهان السياسيين الذين يعرفون من اين تؤكل الكتف ... دائما ما تكون منطلقا لاي عملية تغيير...وقود لاي حرب ...فيها موارد يمكن ان تستغل للبناء ..واخرى يمكن ان تستغل للهدم ...موارد وعوامل تصلح لاي شيء ...
رغم ان المدينة تمثل ثقل شعبي لا تمتلكه مدينة عراقية اخرى ...ورغم انها رقم صعب في رسم المعادلة السياسية العراقية ...الا انها لا زالت تحتفظ بجلدها القديم ...لم تغير ثيابها رغم كثرة الاعياد العراقية ...لا زالت شاحبة الوجه ...منهكة القوى ...يدب بها الفقر من كل جانب ...
كيف انها تصنع القرار الذي يسعد الجميع وهي بائسة ...وكيف ان حبرها يرسم السياسات التي تثري الجميع وهي معدمة ...وكيف انها الرئة التي تدفع الهواء وتصنع الحياة ..وهي ميتة ...
في عهد النظام السابق كان الفقر يدفع ابنائها للعمل ..والانشغال عن الدراسة ...فزوال الاعذار ..ثم الالتحاق بالجيش العراقي ..فالذهاب الى الجبهة حيث فم الموت المفتوح الذي ضل يتلذذ بابتلاعهم .. في حين كان ثراء ابناء بقية المناطق يدفعهم لطلب العلم ..والتفوق ...والابتعاد عن ساحة الحرب والتنعم بالحياة التي تجد من جثثث شهداء مدينة الصدر سببا لبقائها وديمومتها ...
الان وبعد عملية التغيير ضلت المدينة تصنع الحكم والثراء وتعيش الفاقة والحرمان..ورغم انها قبلة جميع السياسيين الا ان احدا لم يصنع فيها منجزا يستحق الذكر.. ليس لان المنجزات عصية ..فهي تصنع في مناطق اخرى ...ولكن يراد لهذه المدينة ان تعيش بهذا الشكل ...يراد لابنائها حرمان يصنع البساطة والتخلف ...يصرفهم عن الوعي الثقافي ..الوعي الذي يحلل الامور بطريقة عقلية علمية.. وعي يمكن من خلاله معرفة ما يصب في مصلحة ابناء المدينة ويجعلها تعيش حالة من الرقي تمثل استحقاقها .
يراد للمدينة ان تكون سطحية التفكير ...رجعية العقل ...خاضعة وخانعة لاي ثقافة تريد تهميشها واستغلالها ...فوعي ابناء هذه المدينة يعني تهاوي عروش و سقوط شخصيات ومشاريع سياسية لا تجد لها ما يبقيها الا سذاجة ابناء مدينة الفقرءا ..!!!
.بهذا الشكل يمكن توجيه هذا الكم الهائل من الناخبين لانتخاب شخصيات لا تكون مجبرة على تحقيق منجزات و مصالح مادية طالما انها محاطة بهالة مقدسة كونها تمثل احزاب وكيانات دينية ...طالمات ان انتخاب هذه الشخصيات يمكن ان يطفىء غضب الرب تجاه طبقة المسحوقين ومن ثم التضحية بالحياة الدنيا لقاء الحياة الاخرة!!! ...الا ان الاشخاص المنتخبون ...السياسيون ...ابنائهم وزوجاتهم يمكن ان يجمعوا بين الحياة الدنيا والاخرة ..يمكن ان يتنعموا ...وان يعيشوا حالة الرفاه والغنا ..طالما ان ذلك يمثل ارادة السماء ...!!!
هل يمكن ان نتخيل ان ثلاثون شخص يعيشون في دار واحدة بواقع 144 متر مربع فقط ... ثلاثون قلب ..وثلاثون روح ...ثلاثون حلم وامل ...ثلاثون ارادة ورغبة ...كلها تبحث عن مساحة للتحقق ...الا ان ضيق القبر الذي يعيشون فيه كفيل بقتلهم وما يحلمون ويرغبون ...
كيف يربي اب اطفاله بمثل هذه المساحة الضيقة ...وكيف يعيش طفل ايام براءته وهو يمسي ويصبح بكم هائل من المشاكل التي تبدأ ولا تنتهي ...
تستحق هذه المدينة ان تكون محافظة ...وتفرد لها ميزانية مستقلة ...وتوضع لها برامج للدراسة والتحليل ...دراستها كمنتج لمختلف الضواهر الاجتماعية ومن ثم وضع الحلول النهائية لمعاناتها ...
انتخابات مجالس المحافظات على الابواب ...وعلى المدينة وابنائها استيعاب دروس الماضي ...وعدم الانجرار وراء الشعارات الفارغة التي تهدف الى تحقيق المكاسب على حسابهم ...على المدينة وابنائها التفكير بواقعية لتحقيق مصالحهم التي غابت لعقود من الزمن ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية