الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتمية سقوط العملية السياسية في العراق

عبد العالي الحراك

2008 / 7 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اصبحت معروفة,تلك العملية السياسية التي شكلت بعد سقوط النظام العراقي السابق,على انها عملية سياسية طائفية وقومية عشائرية فاشلة ,يرعاها الاحتلال الامريكي لتنفيذ اهدافه الستراتيجية. ليست فقط معروفة ومشخصة من قبل السياسيين والمثقفين الواعين ,وانما من قبل الشعب العراقي عموما ,واخيرا القوى السياسية ذاتها,المكونة والمشاركة في تلك العملية ,تعترف بفشلها وخطورتها ويحاولون نقدها بطريقة او بأخرى, مستخدمين عبارات من قبيل (المصالحة الوطنية)التي يستبدلونها بين الحين والاخر بأجتماعات ولقاءات لرئيس الوزراء مع شيوخ العشائر .و(الوحدة الوطنية)عندما تقوم الحكومة بحملة عسكرية(فرض القانون ومكافحة الخارجين على القانون) في مناطق محددة, وما الى ذلك... وهي في الحقيقة عبارات فارغة لا تنسجم مع نبرات السنتهم وحركات شفاههم .فقد تلفظ رئيس الوزراء ,مرة اثناء مقابلة تلفزيونية بكلمة (الديمقراطية) ثم تبسم بعدها ,ولا يعرف ان كان استخفافا بها ام اعتذارا (للولي الفقيه) ولمراجع الحوزات الدينية ؟ ام استرضاءا لبوش والسفيرالامريكي في بغداد.؟ فكم تخللتها هذه العملية, من صراعات ومنافسات ,داخل الاحزاب السياسية الدينية نفسها وتكتلاتها ,حول المناصب والمسؤؤليات ,ابتداءا من الصراع تحت الطاولة بين حزب الدعوة والمجلس الاعلى ,حول افضلية أي من مرشحيهما لتولي منصب رئيس الوزراء (ابراهيم الجعفري) ام (عادل عبد المهدي). ثم فتح حلبة صراع حامية اخرى قبل ان تغلق الاولى , بين رئيس الوزراء الاسبق (ابراهيم الجعفري) ورئيس الجمهورية (جلال الطالباني) , التي انتهت بهزيمة الاول وتنفس الثاني الصعداء ,الذي رافقه الصعود المفاجيء لرئيس الوزراء الحالي (نوري المالكي) . ثم الاتهامات المتبادلة بينه وبين (اياد علاوي) الذي حاول جهده ,العودة الى رئاسة الوزراء ,وهو مازال يحلم بأنه منقذ العراق من الهلاك . وتبع ذلك خروج حزب الفضيلة والتيار الصدري وجبهة التوافق من الحكومة ,والعمل بنصف وزارة لأكثر من نصف عام مع انعدام الخدمات الاساسية للمواطنين وانتشار الفساد المالي والاداري. وما عمليات مكافحة (الخارجين عن القانون) العسكرية الواسعة الا تمهيد الطريق لبقايا الائتلاف الشيعي (حزب الدعوة والمجلس الأعلى) للفوزفي انتخابات مجالس المحافظات (الجنوبية خاصة) والتي رافقها توزيع مئات الملايين من الدولارات( مائة مليون دولار لكل محافظة تمت فيها عملية عسكرية كبيرة) لتشغيل العاطلين عن العمل وخاصة من الشباب ,لتنظيف الشوارع الرئيسية في محافظاتهم ,ولفترة محددة قد تنتهي بايام قليلة قبل موعد الانتخابات( أي شباب واي عمل ؟وهل ان البناء والاعمار يتم بتوزيع الاموال الطائلة من قبل رئيس الوزراء مباشرة وقبل اشهر قليلة من حملة انتخابية؟ ام حسب خطط وبرامج معدة سابقا ومرصودة مبالغها ومهندسيها وعمالها ) . هل هناك ما يدل ويؤكد على فشل واضح وصريح للعملية السياسية ,اكثر مما تفعله الحكومة والبرلمان ومجلس الرئاسة’ فكلما تم ترقيع فتق في أي من مكوناتها , فتح فتق اخر. والان يخرج التحالف الكردستاني من البرلمان محتجا على صيغة تصويت سري, اقترحها رئيس المجلس (محمود المشهداني) ,دون استشارة احد من نائبيه ودون اتفاق مسبق مع اضاء مجلس النواب,حول فقرة واحدة من مجموعة فقرات في قانون انتخابات مجالس المحافظات ,تخص تأجيل انتخاب مجلس محافظة كركوك , دون ان يحسب حسابه ودون ان ينظرالى عتبة مجلس الرئاسة وما فيه من رئاسات ثلاث يقفون بالمرصاد لما يقرره (ممثلو الشعب) ليصادقوا عليه ,عندما ينسجم ومصالحهم الشخصية ومصالح كتلهم واحزابهم , او يرفضونه عندما لا يعجب واحد منهم او اكثر. من هنا الفشل .. أي من القمة .. ثلاث قمم, طائفية ,قومية ,مناطقية وعشائرية (شيعة واكراد وسنة) كل مسؤؤل عن حمولته وقبيلته وطائفته , وليس عن الشعب ,او ان الشعب يأتي بعدها وليس اولها . العملية فاشلة من رئاسة وزرائها ,عندما تأخر شهورا في سبيل تشكيل محاصصة طائفية لحكمومة فاشلة ,لا يثق أي طرف في مكونات الطرف الاخر ونواياه.. انتصفت هذه الحكومة الى نصفين .. نصف في الوزارات ,يسرقون ويوقعون عقود اعمار وبناء وهمية, ونصف ينامون في بيوتهم(المنطقة الخضراء) ,يستلمون رواتبهم وعيونهم على وزاراتهم , ومتى يعودون اليها. العملية فاشلة من فشل رئيس برلمانها وعدم ثقة (زملائه) البرلمانيين به , وعدم ثقة الشعب به ايضا ..فهو مهزلة العملية السياسية الطائفية, التي يتشبث بها ولولاها لكان في بيته منذ مدة . في كل مرة تقترب الحكومة من السقوط ثم يشفع لها طرف من الاطراف , الذي يطمع بموقعه فيها , ومصالحه التي لم يحلم بها قبل ان يتربع في موقعه هذا . سوف يجدون حلا توافقيا(للفقرة 24)من قانون انتخابات مجالس المحافظات, وما خروج الاكراد من البرلمان , الا تهديدا كبقية التهديدات , وقد يكون الاهم ,لان الائتلاف الشيعي في حالة ضعف شديدة ,فهولا يجد له شريكا سياسيا يبقيه في الحكم والسلطة غيرالاكراد , وبدونهم فالفشل الحقيقي مؤكد ,وعندها يخسروا ادعاء انتخابهم من قبل الاغلبية وتمثيلهم للشيعة وسيندبوا حظهم على تلك الورطة التي تورطوا بها, وهم في حقيقة الامر ليسوا الا رجال حسينيات وجوامع وتنظيم لبؤسهم في المسيرات الحسينية المليونية التي تدربوا عليها منذ ما يزيد على الالف عام. فهم غيرمؤهلين ليقودوا العراق ,الا الى الدمار والهلاك , وقد فعلوا وما هم بقادرين على الخلاص. ثم ان الاكراد القوميين لن يجدوا مفرا الا والجيش والطيران التركي من جانب والمدفعية الايرانية من جانب اخر, لهم بالمرصاد يقصفا احياءا قروية ويحتلا قرى كردية عراقية بذريعة او بدون ذريعة. الحل للعراق في رحيل جميع الاطراف السياسية الحاكمة الآن ,لانهم غير كفوئين وان يتركوا للشعب حرية اختيارممثليه ورؤسائه ووزرائه بدون تأثيرمراجع دين او جوامع وحسينيات , لان الحياة ليست مع هذه الرموزالتي تدعو الى الموت وتلغي الحياة. فالعملية السياسية الفاشلة قد سقطت ولا يفيدها الترقيع الذي يؤدي فقط الى مزيد من معانات شعب , لابد ان ينتفض .
عبد العالي الحراك 26-7-2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل كان حزب الله يخطط لتكرار -السابع من أكتوبر- على الحدود ال


.. اللبنانيون يهرعون إلى المستشفيات للتبرع بالدم بعد القصف الإس




.. عاجل| حزب الله: ننعى القائد الجهادي الكبير إبراهيم عقيل


.. حرائق في الجولان المحتل بعد إطلاق صواريخ من لبنان




.. تحقيقات جارية فى 4 دول والكل يتبرأ من تورطه في -هجوم البيجر-