الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ٱلحياة حقّ أول من حقوق ٱلإنسان فى جميع ٱلأرض!!

سمير إبراهيم خليل حسن

2008 / 7 / 28
حقوق الانسان


صدرت من بعض ٱلناس وٱلهيئات ٱعتراضات على ٱلمحكمة ٱلجنآئيّة ٱلدّولية من أجل زعيم ٱلقومية ٱلصربية ٱلسّابق "كراديتش" ومن أجل رئيس ٱلسودان ٱلحالىّ "ٱلبشير". وقد جآءت هذه ٱلاعتراضات بزعم وطنية وقوميّة وسياسيّة وٱتهم ٱلمعترضون ٱلمحكمة بٱلتّدخل فى ٱلشؤون ٱلداخلية وبتسييس أحكامها.
وكشخص يظنّ أنّه يؤمن بٱللّه وبهداية كتابه ٱلقرءان للتى هى أقوم رأيت أن أنظر وأبحث فى كتاب ٱللّه قبل قولى عن حقِّ لمثل هذه ٱلاعتراضات بما يزعمه أصحابهآ أو بحقٍّ لمثل هذه ٱلمحكمة فى ملاحقة ومقاضاة مَن يقتلون ٱلناس فى ديار مختلفة.
لقد جآء فى كتاب ٱللّه بيان لحقِّ ٱلمحكمة ٱلدوليّة بقوله ٱلعربىّ:
"مَن قَتَلَ نفسًا بِغَيرِ نَفسٍ أو فسادٍ فى ٱلأرضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ ٱلنّاسَ جَميعًا ومَن أَحياها فَكَأَنَّمآ أحيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعًا" 32 ٱلمآئدة.
فٱلقول "فَكَأَنَّما قَتَلَ ٱلنّاسَ جَميعًا" يجعل ٱلحق بٱلمطالبة بدم ٱلقتيل من حقِّ أىّ إنسان فى ٱلأرض. وهذآ أوّل بيانٍ يشرّع للمحكمة ٱلدوليّة حقّ ٱلناس فى جميع ٱلأرض بأن تطلب ملاحقة ومقاضاة مَن يقتل "نفسًا بغير نفسٍ ويفسد فى ٱلأرض" ولو كان من أىّ قوم وديار فى ٱلأرض.
ويبيّن كتاب ٱللّه أنّ عمل ٱلمحكمة ٱلدوليّة هو حقّ إنسانىّ لا يتوقف عند حدود ديار لا بزعم وطنية ولا بزعم قوميّة ولا بزعم سياسة. فعمل ٱلمحكمة هو حقّ للناس جميعًا وهو يوافق ٱلقول ٱلعربىّ "ومَن أَحياها فَكَأَنَّمآ أحيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعًا". فعمل ٱلمحكمة مشروع يسنده كتاب ٱللّه ٱلقرءان ٱلذى بيّن للقضاة كيف يكون ٱلجزآء لقاتل ٱلنفس بغير نفسٍ وللمفسد فى ٱلأرض:
"إنَّما جَزَٰۤؤُا ٱلَّذينَ يُحارِبُونَ ٱللَّهَ ورَسُولَهُ ويَسعَونَ فِى ٱلأرضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوۤا أو يُصَلَّبُوۤا أو تُقَطَّعَ أيدِيهِم وأرجُلُهُم مِّن خِلافٍ أو يُنفَوا مِنَ ٱلأرضِ ذٰلكَ لَهُم خِزى فِى ٱلدُّنيا ولَهُم فِى ٱلأَخِرَةِ عَذَاب عظيم(33)" ٱلمآئدة.
وحكم ٱلمحكمة يحتاج لبيّنات تحدد لها ٱلجزآء ٱلكريم لقتل نفسٍ بغير نفسٍ وللفساد فى ٱلأرض. وبعد صدور حكمها يبقى عذاب ٱللّه ٱلعظيم لكلٍّ من ٱلقاتل وٱلمفسد فى ٱلأخرة لكونهما كافرين:
"إنَّ ٱلَّذينَ كَفَرُوا لَو أَنَّ لَهُم مَّا فِى ٱلأرضِ جَمِيعًا وَمِثلَهُ مَعَهُ لِيَفتَدُوا بِهِ مِن عَذَابِ يَومِ ٱلقِيَٰمَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنهُم ولهُم عَذَاب أَلِيم" 36 ٱلمآئدة.
أما ٱلذى يتوب من قبل أن تطلبه ٱلمحكمة فلهآ أن تغفر له وترحمه كما يغفر ٱللّهُ ويرحم:
"إلا ٱلَّذينَ تابُوا مِن قَبلِ أن تَقدِرُوا عَلَيهِم فَٱعلَمُوۤا أنَّ ٱللَّهَ غفور رَّحيم(34)" ٱلمآئدة.
فٱلمطالبة بٱلجزآء لمن يقتل نفسًا بغير نفسٍ أو يفسد فى ٱلأرض هو حقّ للناس جميعًا. ومَن مِن ٱلناس ينصر ٱلقاتل ويأويه ويحميه يكون خآئنًا وعدوًّا للناس جميعًا ويستحقّ ذات ٱلعقاب. فعلى ٱلمعترضين على ٱلمحكمة ٱلدولية ٱلرجوع عن ٱعتراضهم على حقٍّ أساس من حقوق ٱلإنسان وهو حقّ ٱلحياة وهم من ٱلناس ولهم ذات ٱلحقِّ.
لقد عمل ناس فى ٱلبوسنة مع حقِّ ٱلناس وثقفوا "كراديتش" ٱلذى قتل نفوسًا بغير نفوسٍ. وعلى ٱلناس فى ٱلسودان أن يفكروا فيما قاله ٱللّه عن هذا ٱلحقِّ فلا يفسقون عليه كونهم يزعمون أنّهم عباد له فلا ينصرون "ٱلبشير" ولا يحمونه من حقِ وشرع ٱللّه. بل عليهم أن يثقفوه ويطالبوا بمحاكمته مع ٱلناس جميعًا بفعل مَن قتل من نفوس أهل ٱلسودان بغير نفوس.
لقد بين بلاغ ٱللّه أنّ ٱلأرضَ للَّهِ وهى واحدة لا تقسيم للحقِّ فيها وأنَّها كلّها مفتوحة أمام ٱلناس وحقوقهم:
"يَعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤا إنَّ أرضِى وَٰسِعة فَإيَّٰىَ فَٱعبُدُون" 56 ٱلعنكبوت.
فما يبيّنه بلاغ ٱللّه أنّ ٱلزعم بوطنية وقوميّة وسياسة هو زعم باطل يأتى به قاتل يكفر على بيان ٱللّه وشرعه ولا يريد توبة ولا يطلب مغفرة ولا رحمة ويريد دفع ٱلجزآء ٱلعادل عن نفسه ٱلتى قتلت نفوسًا بغير نفوسٍ.
وعليهم أن يعلموۤا أنّ ٱللّه أخرج ٱلحىَّ من ٱلميِّت وجعل منه مَن يخلف فى ٱلأرض ويعلو بنوره وقوّته وقدرته فيها بفعل ما نفخه فيه من روحه. وقد وصّى ٱللّهُ ٱلخليفةَ بٱلتقوى من ٱلفساد فى ٱلأرض وبحماية حقِّ ٱلنفس بٱلحياة فلا تُقتل بغير نفسٍ. وبيّن له أنّ ٱلعلوَّ فى ٱلأرض يستطيعه كلّ من ٱلمتَّقى ٱلصالح وٱلكافر ٱلمفسد:
"وٱتلُ عليهم نَبَأَ ٱبنى ءَادَمَ بِٱلحقِّ إِذ قَرَّبَا قُربانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا ولَم يُتَقَبَّل مِنَ ٱلأَخَرِ قَالَ لأَقتُلَنَّكَ قال إِنَّما يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلمُتَّقِينَ(27) لَئِن بَسَطتَ إِلىَّ يَدَكَ لِتَقتُلَنِى مآ أنا بِبَاسطٍ يَدِىَ إِليكَ لأَقتُلَكَ إِنِّىۤ أَخافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلعَٰلَمِينَ(28)" ٱلمآئدة.
وفى تلاوة هذا ٱلنَّبَإِ ءَادميَّان كلّ منهما يمثّل مجتمعًا يتنافس أهله ويتسابقون مع أهل ٱلأخر على ٱلعلوِّ فى ٱلأرض. فكان علوُّ أحدهما لا يتركه يغفل عن حُسن عمله وعن تقوىٰ ٱلفساد فى ٱلأرض فهو ٱلأقرب إلى ٱلهداية ٱلأقوم. أما علوّ ٱلأخر فكان يحدث هو يعمل ٱلسّيِّئات ويفسد فى ٱلأرض ويهدد ٱلمحسن وٱلمتَّقى بٱلقتل. وهو بفعل منهاج نفسه ٱلفاجر وسوء عمله وفساده سعىٰۤ إلى قتل ٱلمتَّقِى.
وٱلمثلُ ٱلأوّل على هذين ٱلاءَادميين فى سعيهما للعلوّ فى ٱلأرض هو فيما يمثّله عمل ٱلاءَادميِّين فى ٱلولايات ٱلمتحدة من حمايتهم لحقِّ ٱلحياة وفى رجوعهم عن ٱلفساد فى ٱلأرض وفىٰۤ إصلاحها وفى ٱلسعى لتشريع ٱلتقوى فيها من ٱلفساد ومن ٱلسّيِّئات مع حقِّ ٱلحياة للناس كحقِّ أوّل من حقوق ٱلناس.
وٱلمثل ٱلثانى عنهما هو فيما يمثله عمل ٱلاءَادميِّين فى ٱلصّين من سوء أعمالهم مع حقِّ ٱلحياة وفى متابعتهم ٱلفساد فى ٱلأرض من دون تقوى.
وبفعل سلطة ٱلشهوة للسبق فى ٱلعلوّ فى ٱلأرض لدى ٱلاءَادمى ٱلصّينىّ قد يسعىٰۤ إلى بسط يده إلى ٱلاءَادمىّ ٱلأمريكىّ ليقتله فى حرب نوويّة.
فٱلصّينيُّون بسعيهم للصيطرة على ثروات ٱلسودان لبلوغ قمّة ٱلعلوّ فى ٱلأرض يدعمون ٱلبشير فى ٱلسودان ولا يشترطون عليه حماية حقّ ٱلحياة فيها.
أما ٱلأمريكيّون فهم يسعون للصيطرة على تلك ٱلثروات مع شروط على ٱلبشير لحماية حقِّ ٱلحياة كأبرز حقٍّ من حقوق ٱلإنسان فى ديار كٱلسّودان.
بهذه ٱلشواهد من كتاب ٱللّه وبهذا ٱلمثل عن ٱبنى ءَادم على جميع مَن يظنُّ أنّه يؤمن بٱللّه وبكتابه ٱلقرءان أن يعود إليه ويفكّر فى قوله ٱلعربىّ ٱلمُبين. فإن أدرك ٱلقول وفقه دليله سيوجّه وجهه للّه ولهدايته ٱلبيّنة فلن يفسق عن أمره وله وحده سيعبد ويطيع ويتوقّف عن حماية ونصرة مَن يقتل ٱلنفسَ بغير نفسٍ بزعم وطنيّة وقوميّة وسياسة. وسوف يرجع عن ٱلفساد فى ٱلأرض ويتّقى ويحسن فىٰۤ أعماله بعد أن علم أنَّ ٱلعمل ٱلمفسد يقتل ٱلناس جميعًا فيعمل صالحًا فيها مع ٱلمصلحين ويحى ٱلنفوس مع ٱلذين يحيوها ويترك لكلِّ نفسٍ ٱلحقّ وٱلمسئوليّة ٱلشخصيّة عن أعمالها.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجز أخبار السابعة مساءً - الأونروا: غارات الاحتلال في لبنان


.. لبنانيون ولاجئون هجّرتهم الغارت الإسرائيلية يروون معاناتهم و




.. طلاب جامعة السوربون بفرنسا يتظاهرون من أجل غزة ولبنان


.. شاهد| دبلوماسيون يغادرون قاعة الأمم المتحدة بعد بدء خطاب نتن




.. نزوح من مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان