الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجبة التوابل والمرق

محمد أسويق

2008 / 7 / 30
الادب والفن


-صباح الزيت والخبزالبلدي-
في الصباح الباكر أحضر إبريق شاي بقليل من السكرو أدعه يغلي على مهل, ثم أتناوله مع زيت الزيتون والبيض البلدي ,أما الخبز في هذا الوقت بالتحديد لا سيما في فصل الشتاء فيكون يابسا أحرشا ,لا تقدر على مضغه للوهلة الأولى
-طاجين الزوال بعطر التوابل-
في الزوال أعود مثقل الخطوات, وفي يدي كيلو من السردين الطري, تعده لي زوجتي على خفة برق لانها تعرف أن الوقت يداهمني ,ألح عليها أن تقدمه لي وهو ما زال يحتفظ بشيئ من دمه الطاهر ,لأن جنون شهوتي تهويه على أن يكون رأسه أحمرا ملطخا كما هي شوايات حانات الميناء الملبدة للفضاء المترائ من فم الجعة .
فقبل تحضير المائدة أشعل الراديو لأسمع عناوين النشرة, بعدما تكون هذه الأخيرة قد انتهى بثها من التلفزيون حينما كنت أطوي الطريق عبر المرج
بعد قليل يحضر الغذاء على طاولة ملونة بالإحتراق , من حوت وبطاطس ..فاغمس يدي في المرق الممتقع بالزعفران والإبزار الحار,آكل بلا مضغ وبلا موسيقى ... وعطش السردين يجعلني أختم أكلي بجرعة ماء بارد وأنصرف توا للعمل دون بروتوكول برجوازي
-عشاء من مرق الزوال-
في المساء أعود متراخيا, أحمل في يدي جريدتي الصباحية لاكمل ما تبقى من العناوين ,بمجرد وصولي آخذ متكأ مريحا جنب كأس شاي قد يكون معدا قبل قليل. او هو مماتبقي من إبريق الصباح او الزوال, أحتسيه على مهل بلا نكهة أمام طغيان المنتوجات الإشهارية .وأطلب ثانيا ونادرا ماأكون محظوظا
أدع نشرت المساء تمر فاطلب العشاء, وفي طقوس العائلة حتى نصلي العشاء, فنقدم ما حضر من الطعام, وغالبا في هذه الوقت يكون الخبز طريا حديث الطهي تطفوه نسمة الخميرة والحطب المحترق ,أغمسه في ما تبقى من طجين الزوال مع شيئ من العجائن المحمرة بالتوابل التي أدمنا عليها, مع شيء من البرتقال بعدما يكون أغلبنا قد رمى جزء ا من برتقالته المتعفنة ودون أن يدعها للقمامة كاملة ,لان الحياة علمتنا أن الحاجة والوعي الصحي لا يستويان ..في عالم الفقراء والجياع
نخلد للنوم ,وفي كبد الليل لا بد أن يفيق كل واحد منا ويأخذ شربة ماء ليهضم العشاء ,
لان عسره تغرقنا في كوابيس مخيفة ويعتري سبيل أحلامنا ما يسمى- ببحباس-
أما فرشة الاسنان فلا نتذكرها إلا مع مجيئ وجع الأسنان, وما لا ننساه قبل النوم هو ضبط الساعة وإحكام الباب
-سيدة على صهوة الديك الرومي -
للموضوع صلة................................................................
لأقول لا يسيدتي ......................................
ليس الأمر كما تحكين بالمبالغة.........
وصراحة اللحم عندنا خاصة في يوم العيد,
,وباقي أيام الله (أرفيس) والثريد
والدجاج المحمر في يومياتنا بالكادغير وارد
وكما لم يألفه في إفريقيا العبيد
ولا ننسم بطاطسنا إلا بما تبقى من القديد
فكان عشاؤنا عنيد ....
بلا قبلة ولا شواء
ولا أضواء أو جنان ومنا تحيد .....
ماعدا شربة بشيئ من السميد
من يقطع الشرائح يخجل التباهي ولو كان في السويد أو مدريد
خوفا من لعاب البسطاء وهم يلحسون طنجيرة الحديد
Awed …awedيتشاجرون على البقايا وذالك يقول للآخر


هكذا يذكرني الحال بالفقيه وهو يوزع علينا أطراف الخبز اليابس أيام المسيد
وعيوننا تتبعه وتقول له هل من مزيد ...
والله إن أمرك ياسيدتي غريب وبليد
وليس في أجندتك من جديد .....
هاتفك خارج التغطية ,ولا يعزف أي نشيد
مكالماتك صامتة يحاصرها الجليد
فواتير الشهر ياسيدتي
تنتظرك في صندوق البريد
12/07/2008
أموال-إحالة
Awed بالأمازيغية الريفية :هات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي