الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشهر السنه الشيعيه في عراق ما بعد صدام

ناديه كاظم شبيل

2008 / 7 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يبدو ان للحزن في الدول التي يحكمها الاشرار استمرارية يصعب التوقف عندها مثله مثل سيارة من غير فرامل تسير بك بلا توقف الى ان تصطدم بعائق ليحصل بعدها ما لا يحمد عقباه ، فها هو العراق ما زال متشحا بالحزن ولا يريد التخلص منه . فرغم ان لفقد العزيز حدادا لفترة محدودة ثم يدخل بعدها اليأس من عودة الروح اليه مرة اخرى في قلوب محبيه ، فيتلاشى عنهم الحزن تدريجيا الى ان يصبح الفقيد مجرد ذكرى مشفوعة بكلمة المرحوم ،الا ان حزن الشيعة لا يمكن ان يعقبه الفرح على ما يبدو ، فتراه يتجدد قرنا بعد قرن ، بابتكارات جديدة من التظاهرات وجلد الذات التي ما انزل الله بها من سلطان ، فللشيعة اثنى عشر امام كلهم شهداء ، وفي ذكرى كل شهيد منهم تقام التعازي وينصب العزاء ، وكذلك نساء الائمة واطفالهم ، وكذلك بالنسبة لايات الله العظمى ، اي ان السنة الشيعية كلها لطميات وتعازي وهناك المئات من الرواديد الذين والشعراء الذين اجادوا وافلحوا في اثارة احزان الناس ، ولو ان العراقيين قلما زارهم الفرح في تاريخهم الطويل الحافل بالطغاة وسارقي قوت الشعب، فلا يحتاج احدهم الا الى كلمة (وي ياحسين حتى يبدء النحيب ولطم الراس والصدر والفخذ .
وانتقلت هذه الحمى التراجيديه الى دول اوربا وامريكا ، اتذكر في احدى هذه التظاهرات وفي مدينة يتبوري السويديه بالذات ، خرج المتظاهرون نساء ورجالا متشحون السواد ويحملون لافتات سوداء تندد بيزيد وفعلته النكراء ، وذلك في ذكرى اربعينة الامام الحسين عليه السلام والكل يهتف بحماس منقطع النظير و بصوت واحد : ارواحنا لك الفدى ياابا عبد الله وهم يحملون صور للامام الحسين لا ادري من اي مصدر او وثيقة تاريخية استمد منهماالرسام معالم وجه الامام ، استمرت التظاهره تجوب شوارع المدينة الكبرى ،والسويديون ينظرون بدهشة وحزن الى هذه التظاهره البالغة الحزن ، ثم اقترب احدهم وسأل احدى المشاركات : ترى ماهي متطلبات هؤلاء المتظاهرين ، تلعثمت السيده وقالت ليست لديهم مطالب خاصة وانما هي ذكرى فاجعة قديمه ، رد الرجل متى حدثت تلك الفاجعه ، اجابته : السيده قبل اكثر من الف وثلثمائة عام . رد عيها ساخرا ، يالها من تظاهره !
لقد منع صدام مثل هذه التظاهرات واعتبرها سياسية اكثر منها دينيه ، ومارس انواعا من العقوبات الصارمة على من يقوم بها ، ولا ننسى مأساة ركضة طويرج وما اعقبها ، حيث لون رجال الامن ارجل المتظاهرين بالطلاء الاسود ثم اعدموهم رميا بالرصاص بعد ذلك ، ولا ننسى المجازر العديده التي حدثت في مثل هذه المناسبات .
انه لعمل ايجابي ان يحتفل الانسان بالمناسبات الدينيه ، فكل دول العالم وحتى الملحده منها تحتفل بمناسباتها الدينيه ، ولكن بطريقة تدخل الفرح الى نفوس المواطنين كما يحدث في ايام اعياد الميلاد المجيده ، حيث ترتدي اشجار الشوارع حلة من الانوار الملونه ، وتوزع الحلوى والمعجنات والمشروبات الخاصة بتلك المناسبة السعيده ، وحتى عند الاحتفال بذكرى استشهاد قديسة كالقديسة لوسيا ، ترى الاحتفال يتم بصورة جميلة تسعد المشاهد ، حيث تنتخب كل مدرسة اجمل طالبة لتقوم بدور لوسيا تتبعها العديد من الفتيات بملابس بيضاء يحملن على رؤسهن الشموع الموقده ويرتلن اناشيد جميلة تشيد بطهارة القديسة الراهبة التي عشقها احد الطغاة واراد امتلاكها ولكنها اعتذرت بلطف بانها وهبت نفسها للمسيح ، وعندما اصر على طلبه واصرت على رفضها قلع عينيها الجميلتين فعوضها الله وذلك بان خلق لها عينين اجمل من سابقتيهما فقرر الملك قتلها وخلدت قديسة في سجل الشهداء ، لو ان ما حصل للقديسة لوسيا قد حصل عند الشيعة ، هل سيكتفي الشيعة بالتراتيل الجميلة والعرض الشيق ام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المحزن في الامر ان في كل مرة يخرج فيها البسطاءللمشاركة في اقامة مثل هذه التعازي ، يغتال الارهاب المئات منهم كما حصل في ذكرى استشهاد الامام الكاظم قبل سنوات قليله حيث تساقط اكثر من الف متظاهر في نهر دجلة ، علما بانه لم يجرء احد من شيعته ومحبيه على تشييعه وقت وفاته ، ووضعت جثته في تابوت ثلاثة ايام على الجسر تنتظر ان تحدث المعجزة ويقوم احد بدفنها الى ان احتج احد اقارب الخليفه وقام بدفنها ، وكذلك الحال للامام الحسين وكل الذين شاركوا بثورته العظيمه ، بقيت جثثهم في العراء الى ان دفنتها خلسة احدى القبائل العربيه المعروفة بالشهامة والبساله (بني اسد ). على الدولة ورجال الدين توعية الناس وارشادهم الى ما هو اهم من هذه التظاهرات الغير مجدية ، فماذا ينتفع اهل البيت من هذه التظاهرات وما يعقبها من الماسي الداميه ، الاولى بالدولة ان توفر الامن والرخاء للمواطنين ، عندها سينشغل الناس بامور اكثرنفعا وايجابة للوطن والمواطن ، وهناك مثل شعبي يقول (الناس ما تبجي على الحسين وانما على قيمته ) اشارة الى المرقة الشهيره المخصصة في شهر عاشوراء . فحزن اهل العراق في حقيقته حزنا على واقع حالهم وليست على ماساة حسينية حدثت قبل قرون طويله.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح