الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة عراقية وجيهة..ايها الاخ ايمن قاسم

عبد العالي الحراك

2008 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


بسبب حبنا للعراق ولأكراد العراق.. نسأل ونستفسر ونتألم ونؤجل ونتغاضى ونعتب وننتقد. لكن لا نكره ,لأنهم أخوتنا وشعب مثلنا , لهم حقوقهم كما هي حقوقنا, نحن عراقيون جميعا. هم شعب اسمه الشعب الكردي ونحن وهم وغيرهم اسمنا شعب العراق, الى ان تنضج ظروفهم في تقريرمصيرهم , ولكن ليس على حساب مصيرنا نحن بقية العراقيين. نسأل ونتألم لأننا نلاحظ مواقف كردية رسمية في غاية الانانية والانعزالية القومية في وقت ضعفنا , ظانين انه وقت قوتهم الذاتية , بل هم يستقوون علينا بقوة خارجية , تستخدمهم كأداة في لعبة المصالح الدولية القذرة. الاخ العزيز ايمن قاسم لا تستغرب ان يكون هناك شعب كردي يعيش في شعب عراقي , فهم تجمعهم كرديتهم بقوة ونحن جميعا تجمعنا عراقيتنا, لاننا نحبهم ونريدهم ولم نعاديهم في يوم من الايام ولم يعادونا كشعب . فهم عندما تتوفر الظروف المناسبة لهم ولنا ,لا بأس ان يختاروا ما يجدونه مناسبا لهم بشرط ان لا يضر بمصالح بقية الشعب العراقي .المسؤؤلون فيهم او في قيادة احزابهم القومية يقولون(اننا اخترنا الوحدة الطوعية الآن على الانفصال) . لا اعتقد بان هذا القول قولا صادقا ,لان جميع الافعال تؤكد عكس ما يقولون ,قد يكون الظرف الموضوعي غير مناسب لهم . وهم منذ السقوط ولحد الان يكسبون ويستمرون يكسبون, وقد يسببوا في استمراركسبهم وطمعهم ,في انفجارقربتهم وشدة عزلتهم. نحن نعتبرهم جزء من الشعب العراقي على اساس وطني مع بقية القوميات والاعراق والمذاهب ,وهم يعتبرون انفسهم شعب كردي على اساس قومي , ولا بأس في ذلك دون طمع او ايذاء اواستحواذ , والى ان يتمكنوا (اذا تمكنوا) بهذه العقلية القومية التي استعجلت في كشف اوراقها وتنصلها عن وطنيتها العراقية في وقت الازمة والمحنة الوطنية .هذا موقف كردي رسمي لا يليق بالشعب الكردي الذي يتطلع الى الحرية والديمقراطية والسلام , ولا يسمح بفرصة جديدة لبناء الثقة والمحبة. فكثيرمن العراقيين الذي كانوا في يوم من الايام يؤيدون القضية الكردية , قد انسحبوا الى الوراء ,وازدادت التساؤلات والاستفسارات حول ما يحصل في العراق, وماذا تفعل القيادات الكردية .وجميع العراقيين القوميين قد تحجروا في قوميتهم العروبية والتركمانية وغيرها .وهنا تقع الخطورة وتتفاقم الازمة وتزداد عوامل التفرقة وظهورالبغضاء الى السطح ,في وقت يكون فيه الجميع بحاجة الى الوحدة الوطنية والتآزرالوطني ,والتأكيد بان الشعب الكردي شعب طيب ومحبوب ومتآخي مع بقية اخوته العراقيين من القوميات الاخرى. ان طغيان الفهم القومي المنعزل لدى القيادات الكردية واحزابها القومية وما يقابله من فهم اسلامي طائفي متخلف لدي قيادات احزاب الاسلام السياسي افسدا على الشعب الكردي فرصة تعزيز الوحدة الوطنية وخروج العراق من ازمته الحالية ,وبناء دولة ديمقراطية مدنية تتطوروتتقدم فيها المفاهيم والمعاني وتنتهي الى الابد النزعتان القومية والمذهبية الطائفية التيان تؤديان دائما الى الشوفينية والانغلاق والحروب كما الاديان المتصارعة تسبب الحروب , تسببها ايضا القوميات المتعصبة والمتشوفنة ... والمصيبة ان يحكمنا الاثنان ( قوميون واسلاميون). لذا حري بقوى التقدم والديمقراطية واليسارالكردية خاصة, وعموم القوى السياسية الوطنية العراقية ان تأخذ دورها في توعية الشعب الكردي على اساس وطني وقومي انساني لا شوفيني ولا مذهبي طائفي, دون الانجرارالعاطفي خلف تلك القيادات وترديد اعلاناتها وشعاراتها القومية والاسلامية. ان تشكيل رئاسة اقليم كردستان بمثابة (رئاسة دولة) و برلمان كردي يسن قوانين ويصدرتعليمات , قد تعارض قوانين وتعليمات الدولة العراقية , كما حصل في موضوع استغلال حقول النفط النفط في كردستان العراق والحاح القيادات الكردية على اقرارقانون النفط والغاز دون النظر الى المصلحة الوطنية العليا وموضوع تأييد الاتفاقية العراقية الامريكية قبل ان تخرج الى الضوء..وحكومة كردية برئيس وزراء ووزراء يتعامل ويتعاملون بصيغة اعتبارية استقلالية , في غاية التعجرف القومي والغرورالعشائري ,امام رئيس وزراء العراق ووزراء في حكومته وهم جميعا في غاية الجهل السياسي وضعف الوعي العام, عندما يزور بغداد اوعندما يجتمع وكأنه رئيس دولة اجنبية يتفاوض من موقع القوة مع رئيس وزراء العراق ,الذي تعبر تقاسيم وجهه وارتجاف شفتيه على ضعف سياسي شديد وحيرة من امره . ان صيغة السيطرة والسلطة الكردية الموجودة في بغداد وفي كردستان العراق على زمام الامورعبرالممارسات العملية اليومية , دليل واضح على مدى الضررالمعنوي والمادي الذي تسببه مجتمعة مع القيادة السياسية العراقية الحالية للعراق حاضرا ومستقبلا . ان وجود قادة سياسيين اكراد على رأس السلطة المركزية في الدولة والحكومة والبرلمان , لفرض المزيد من السيطرة ,وحتى يقال عنهم انهم في دولة واحدة وسلطة واحدة ,بينما الحقيقة العملية تؤكد عكس ذلك, فالعراق في دولتين وحكومتين وبرلمانين ..الاصغر اقوى واشد فعلا من الأكبر وهذا دليل واضح آخرعلى ضعف الحكومة العراقية ,او بالاحرى ضعف القيادة السياسية للدولة عموما ,التي تسيطرعليها قوى الطائفية السياسية الشيعية , التي لا تعي من مفهوم الدولة شيئا ,ولا تعطي للوطنية العراقية أي قيمة واعتبار , وهودليل ايضا لانفصال كردي نفعي مصلحي ضمن الدولة العراقية ,وعلى حسابها وعلى حساب سمعتها الاقليمية والدولية. وهي تستغل ضعف القيادة السياسية العراقية هذا, لكسب المزيد من المصالح ,بالرغم من عدم انسجامها السياسي معها. فحقك يا اخ ايمن ان تستغرب من حالة العراق وتداخل الشعب في شعب ,والحكومة في حكومة , والبرلمان في برلمان , والرئيسان كرديان في بغداد وفي كردستان . وما اكثر الوزراء حين تعدهم ولكنهم في ساحة (النائبات) قليل , فلا الوزيرالذي في بغداد عامل , ولا الذي في كردستان هادئ ومقتنع . ان القيادات السياسية الكردية هي قيادات قومية, تقر وتعترف بذلك ,وترفع شعاراتها القومية وأعلامها ضمن جمهورية العراق وان تعارضت مع مفهوم الدولة الواحدة والسلطة الواحدة . ومن الطرف الاخر,هناك قيادات سياسية اسلامية لا تعترف بطائفيتها وهي تمارسها يوميا على حساب الغاء الوطنية ومبدأ المواطنة , ولا تعترف ايضا بتبعية بعضها القومية والمذهبية الطائفية وتدخلات ايران الدموية على ارض العراق , وهي لا تعترف بذلك ولا تدين , بل تسعى الى فرض سلطتها في جنوب العراق من خلال صناعة (اقليم الجنوب الطائفي) بنفس صيغة ما تفرضه القيادات القومية الكردية في قومية اقليم كردستان العراق. المصيبة كبيرة ايها الاخ العزيز, وايها الاخوة الاعزاء ابناء العراق..ادعوكم ان تفيقوا ..وان تصحوا..وان تنبهوا. فالاعداء كثر بيننا وفوقنا وجنبنا ويجب ان نجعلهم جميعهم تحتنا, بوحدتنا ووحدة شعبنا جميعه. ان القوميين متشابهون في العقلية والطرح . فلا يختلف العربي العروبي وان ادعى الوطنية عن الكردي الشوفيني , ولا الايراني الفارسي وان ادعى الاسلام عن التركي العثماني وان ادعى العلمانية . فجميعهم في حالة حرب معلنة او مؤجل اعلانها. بينما الانسانيون التقدميون هم اخوة متحابون على ارض الوطن الواحد مهما اختلفت قومياتهم ومذاهبهم , ولا يعملوا على تمزيقه وتجزئته . لابد من رفع شعارالوطنية والمواطنة في حالتنا العراقية. اتمنى ان اكون قد ساهمت بالاجابة المختصرة على بعض اسئلتك وهي صادقة ووجيهة. ودمت سالما وليسلم العراق . عبد العالي الحراك 27-7-2008










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل كان حزب الله يخطط لتكرار -السابع من أكتوبر- على الحدود ال


.. اللبنانيون يهرعون إلى المستشفيات للتبرع بالدم بعد القصف الإس




.. عاجل| حزب الله: ننعى القائد الجهادي الكبير إبراهيم عقيل


.. حرائق في الجولان المحتل بعد إطلاق صواريخ من لبنان




.. تحقيقات جارية فى 4 دول والكل يتبرأ من تورطه في -هجوم البيجر-